إلى الشمال الغربي من مدينة "إدلب" بنحو ثمانية وثلاثين كيلومتراً، وإلى الشرق من مدينة "حارم" بنحو عشرين كم، وعلى المنحدر الشرقي لجبل "باريشا" تقع قرية "كفر دريان" بالقرب من بلدة "سرمدا" تلك القرية العريقة التي يعود تاريخها إلى ما قبل العهد الروماني.

كما تشير معظم الآثار المنتشرة على أرضها والمتناثرة هنا وهناك، والتي لا تزال شاهدة على قدمها وعراقتها، حيث يوجد فيها العديد من المعالم الأثرية المتهدّمة أو السليمة، وقد أحصي فيها نحو خمس وتسعين "فيلا" قديمة تعود إلى العهد "البيزنطي" لكنّ معظمها تهدّم، ولم يبق من مبانيها إلا بعض الجدران والأبواب والعديد من الكتابات والرموز المسيحية، ومن أهم آثارها ثلاث كنائس ودير، حيث لا تزال أجزاء منها قائمة حتى الآن، وتتوزع على أطراف القرية، ومن أهمها الكنيسة الواقعة غرب "كفر دريان"، والتي يعود تاريخ بنائها إلى عام 529 ميلادي، وقد شيّد مكانها جامع البلدة الحالي الذي يعتقد أنه يعود لنحو 500 سنة، ولكن طالته يد التغير، فلم يبق من معالمه القديمة إلا بقايا حجارة قديمة بعد أن أدخلت عليه العديد من التحسينات المعمارية التي طالت معظم أبنية القرية، لذلك لم يبق من أبنيتها القديمة إلا القليل، كما تحيط بها مجموعة من الخرائب الأثرية فيما لا يزال بعض سكانها يستخدمون العربات التي تجرها الخيول في قضاء الكثير من حاجياتهم وكأنهم يقولون إن عرباتنا جزء من الماضي والحاضر ولا يمكن أن توقف عجلاتها العصي.

يوجد في القرية أربع مدارس للتعليم الأساسي وثانوية واحدة، ويتمّ حالياً بناء مركز صحي بكلفة تزيد على تسعة ملايين ليرة، وتبلغ موازنتها السنوية حوالي خمسة ملايين ليرة منها مليون وستمئة ألف ليرة للمشاريع الاستثمارية حيث يجري تنفيذ مشروع للصرف الصحي بكلفة مليون ومائتي ألف ليرة سورية، ومعه ستصل نسبة التخديم بشبكة الصرف الصحي إلى 70% ومشروع لتحويل شبكة الهاتف الهوائية إلى أرضية مع توسعة الشبكة، وكذلك يتم استبدال جزء من شبكة الكهرباء وحفر بئرين لمياه الشرب ومحطة ضخ وسيتم استثمارها قريباً

وفي لقاء لموقع eIdleb مع "عبد الرحمن عثمان" نائب رئيس البلدية تحدّث عن واقع القرية بقوله: «اسم "كفر دريان" يعني بالسريانية قرية "المذري" فيما يرجّح البعض أن يكون اسمها مأخوذ من "الآرامية"، وأن يكون أصل تسميتها هو"كفر درينا"، يبلغ عدد سكان القرية حوالي عشرة آلاف نسمة يعمل معظمهم في الزراعة، بعد أن استطاع أهلها التغلب على الطبيعة وتحويل أراضيها الملأى بالحجارة والصخور إلى أراض زراعية بعملهم الدؤوب وشدّة بأسهم حتى إن الكثير من المساحات لا يمكن حرثتها بالجرارات بل يعتمد الأهالي في فلاحتها وزراعتها على "الفدّان" المفرد أو المحراث القديم، ولا يزال قسم من سكان القرية وخاصة كبار السن سواء النساء أو الرجال يرتدون الزي الشعبي الذي تشتهر به المنطقة في كافة المناسبات والأوقات».

عبد الرحمن عثمان نائب رئيس بلدية كفردريان

وأضاف: «يوجد في القرية أربع مدارس للتعليم الأساسي وثانوية واحدة، ويتمّ حالياً بناء مركز صحي بكلفة تزيد على تسعة ملايين ليرة، وتبلغ موازنتها السنوية حوالي خمسة ملايين ليرة منها مليون وستمئة ألف ليرة للمشاريع الاستثمارية حيث يجري تنفيذ مشروع للصرف الصحي بكلفة مليون ومائتي ألف ليرة سورية، ومعه ستصل نسبة التخديم بشبكة الصرف الصحي إلى 70% ومشروع لتحويل شبكة الهاتف الهوائية إلى أرضية مع توسعة الشبكة، وكذلك يتم استبدال جزء من شبكة الكهرباء وحفر بئرين لمياه الشرب ومحطة ضخ وسيتم استثمارها قريباً».

العربة وسيلة نقل رئيسية في كفردريان
دير كفردريان