مع دخول التقنيات الرقمية اختلفت مهنة التصوير الفوتوغرافي بشكل جذري عما كانت عليه في السابق، فـ"ماكينة الماء" والتي كانت في يوم من الأيام أم مهنة التصوير باتت اليوم في عصر "الديجيتال" والتقنية الرقمية غريبة تماماً عن هذه المهنة، فكيف كانت مهنة التصوير في عصر "ماكينة الماء"؟ وكيف أضحت في عصر "الكاميرا الرقمية"؟

السيد "محمد زنبلكجي" أقدم المصورين في مدينة "المعرة" تحدث لموقع eIdleb عن التصوير الفوتوغرافي أيام "ماكينة الماء" بالقول: «عايشت "ماكينة الماء" من خلال عملي كمصور قرابة عشرين عاماً وذلك بين عامي 1962 و1981، ويمكنني القول بأن التصوير باستخدام "ماكينة الماء" صعب جداً ويتطلب خبرة كبيرة خاصة عند تحديد كمية الضوء الداخل للكاميرا والذي تحكمه عدة معايير منها وقت التصوير، في الصباح أو الظهيرة أو المساء، في يوم مشمس أو غائم أو ماطر، إلى جانب لون بشرة الشخص الذي تصوره، تتم عملية التصوير باستخدام "ماكينة الماء" وعملية التصوير تتم بأن يقف الشخص أمام الكاميرا بحوالي متر ونصف، وللكاميرا من الأعلى نسميه "منفاخ" وهو عبارة عن "برغي" يسمح لنا من خلال تحريكه بتوضيح الصورة حتى لا يبقى فيها "غباش" وتصبح صافية، بعد ذلك نقوم بإغلاق غطاء العدسة الخارجي لمنع دخول الضوء إلى داخل حجرة الكاميرا، والحجرة عبارة عن صندوق خشبي مربع الشكل ترتبط به من جهة المصور قطعة قماش سوداء لتغطية رأس المصور عند التقاط الصورة و"كمّ" أسود لإدخال اليد داخل الحجرة بغية إتمام عملية التصوير من حيث تجهيز "كرت" الصورة وقصه ووضعه مقابل العدسة، وفي داخل الحجرة نوجد علبة كروت الصور نأخذ أحد الكروت ونقصه حتى يصبح بالحجم المطلوب ثم نضعه في "مجراية" (مزلاج) مقابل للعدسة من الداخل ثم نغلق "المجراية" وطبعاً كل ذلك يتم بيد واحدة داخل الحجرة».

عايشت "ماكينة الماء" من خلال عملي كمصور قرابة عشرين عاماً وذلك بين عامي 1962 و1981، ويمكنني القول بأن التصوير باستخدام "ماكينة الماء" صعب جداً ويتطلب خبرة كبيرة خاصة عند تحديد كمية الضوء الداخل للكاميرا والذي تحكمه عدة معايير منها وقت التصوير، في الصباح أو الظهيرة أو المساء، في يوم مشمس أو غائم أو ماطر، إلى جانب لون بشرة الشخص الذي تصوره، تتم عملية التصوير باستخدام "ماكينة الماء" وعملية التصوير تتم بأن يقف الشخص أمام الكاميرا بحوالي متر ونصف، وللكاميرا من الأعلى نسميه "منفاخ" وهو عبارة عن "برغي" يسمح لنا من خلال تحريكه بتوضيح الصورة حتى لا يبقى فيها "غباش" وتصبح صافية، بعد ذلك نقوم بإغلاق غطاء العدسة الخارجي لمنع دخول الضوء إلى داخل حجرة الكاميرا، والحجرة عبارة عن صندوق خشبي مربع الشكل ترتبط به من جهة المصور قطعة قماش سوداء لتغطية رأس المصور عند التقاط الصورة و"كمّ" أسود لإدخال اليد داخل الحجرة بغية إتمام عملية التصوير من حيث تجهيز "كرت" الصورة وقصه ووضعه مقابل العدسة، وفي داخل الحجرة نوجد علبة كروت الصور نأخذ أحد الكروت ونقصه حتى يصبح بالحجم المطلوب ثم نضعه في "مجراية" (مزلاج) مقابل للعدسة من الداخل ثم نغلق "المجراية" وطبعاً كل ذلك يتم بيد واحدة داخل الحجرة

ويضيف السيد "محمد زنبلكجي": «بعدها نرفع غطاء العدسة الخارجي بغية تصوير الشخص، وبحسب وقت التصوير ولون بشرة الشخص نتحكم بكمية الضوء الداخلة إلى الحجرة، وتحديد كمية الضوء المناسبة تتطلب خبرة كبيرة لا تكتسب إلا بالممارسة الطويلة، وبعد تحديد الكمية المناسبة نغلق غطاء العدسة فتكون بذلك قد تمت عملية التصوير، ثم نضع كرت الصورة في السائل المظهر ومن ثم في المثبت، ومن خلال فتحة خاصة يكون لون زجاجها أحمر ننظر إلى الصورة وهي طبعاً داخل الحجرة لنرى الصورة فاتح أم غامق، فإذا أردناها بشكل أفتح نقلل كمية الدواء المضاف إليها، وإذا أردناها بشكل أغمق نزيد كمية الدواء المضاف إليها، ثم تضعها في المظهر وتغسلها وتنشفها فتصبح جاهزة، وإن التقاط الصورة الواحدة باستخدام هذه الآلة يتطلب من المصور الماهر والمحترف حوالي خمس دقائق، ومن سلبيات هذه الطريقة أن عملية التصوير بحاجة لضوء الشمس ولا تتم إلا في النهار وخارج الاستديو، ومن سلبياتها أيضاً أنه عند حملها والتنقل بها ربما تختلط أدوية التحميض وتصبح غير صالحة للاستخدام، أو إذا اختلط السائل المثبت مع السائل المظهر أيضا يسبب مشكلة كبيرة، كما أنها تتطلب مهارة وصبرا كبيرين فأنت مضطر للعمل بيد واحدة داخل الحجرة ودون أن ترى ماذا تفعل يدك، سواء لقص الكرت أو تصغير حجمه أو وضعه أمام العدسة وهذا أمر صعب، لذلك كان عدد مصوري ماكينة الماء قليل جداً».

محمد زنبلكجي

وحول الواقع المتطور جداً الذي يعيشه التصوير الفوتوغرافي بعد دخول التقنيات الرقمية، يتحدث السيد "محمد نافع دعدوع" صاحب واحد من أحدث مختبرات التصوير الرقمية في مدينة "إدلب" بالقول: «بدأت في مجال التصوير الرقمي في عام 2005 وهذا المختبر واحد من أحدث مختبرات التصوير في المحافظة، يمكن القول بأن التقنية الرقمية أحدثت قفزة كبيرة جدا في مجال التصوير الفوتوغرافي، سواء في النفقات أو الجهد المبذول أو جودة الصورة، فلم يعد هناك أفلام ولم نعد بحاجة لغرف تحميض ووفرت على نفسك نفقات كل ذلك وصارت الكاميرا الرقمية أساس المهنة، ولم تعد هناك صور محروقة أو صور سيئة التصوير فالصورة التي تلتقطها تراها فورا وبإمكانك تخزينها أو إلغاؤها ومن ثم إعادة تصويرها من جديد، كما أن الكاميرا تسمح لك بتصوير عدد كبير جدا من الصور مخزنة على شريحة، كذلك لم تعد محكوماً بعدد صور الفيلم المحدودة، كما أنه ومن خلال الأجهزة المتطورة الموجودة في مختبرنا هناك حفظ للون الصورة بشكل دائم وضد كافة العوامل الجوية، إلى جانب جودة الصورة ودقتها العالية ما يعكس جمالية الألوان، ولا ننسى إمكانية إجراء تعديلات على الصورة عن طريق برامج معالجة الصور الحاسوبية، كما أن التقنيات الرقمية وفرت ميزة إضافية مهمة لكاميرات الأفلام وهي أنه بإمكان الشخص تحميض فيلمه بشكل سري تماماً ودون أن يطلع على الصور أحد، وهذه النقطة تمتلك أهمية خاصة في مجتمعاتنا المحافظة، وكل ذلك قدم خدمة جليلة جدا لمهنة التصوير الفوتوغرافي، وأنا شخصيا من عشاق التقنيات ومن الحريصين جداً على مواكبة التطور التقني في هذا المجال، فمثلاً أجهزة مخبري الحالية كلفتني عندما اشتريتها منذ ست سنوات حوالي عشرة ملايين حيث كانت في ذلك العام من أحدث الأجهزة في "سورية"، وعلى الرغم من أن ثمن تلك الأجهزة الآن لا يتجاوز مليون ليرة فأنا أنوي التحديث وتجهيز المخبر بالجيل الجديد، لأني وأولادي لا نعمل في هذه المهنة والمال هدفنا الأساسي بل لحبنا لهذه المهنة، ونحن نعتقد بأن التحديث المستمر للأجهزة ضروري لكيلا نكون ضعيفين تقنياً أمام الزبون».

محمد نافع دعدوع
ماكينة الماء