تعتبر "جسر الشغور" المدينة الأكثر شهرةً في الشمال السوري بزراعة شجر "الآس" بسبب وفرة المياه وخصوبة والأرض والتربة الصالحة لهذه الزراعة، كما تعتبر شجرة "الآس" من الأشجار التي تقدم الفائدة للمزارعين طبياً واقتصادياً.

«اختلفت الشعوب في تسمية "الآس"، فعرفه الفراعنة باسم "خت آس" وهذا المطصلح يعني "ريحان القبور"، وباللاتينية "مؤنس"، والفارسية "مرزباج"، أما باللغة السريانية "هوسن"، وبالعبرية "اخمام"، وباللغة العربية "ريحان"، وتختلف تسمياته حسب المناطق، ففي مصر يعرف باسم "المرسين"، كما يعرف هذا النبات في بلاد الشام "البستاني"، وكذلك "قف وانظر"».

إنه يقوي الشعر ويعطيه اللون الأسود الداكن، وكذلك يحد من تساقطه، وطريقة استخدامه تكون بسحق الأوراق وعجنها مثل الحناء، ويخلط به الشعر ويترك لمدة ساعة ثم يغسل بالماء والشامبو وذلك مرة كل أسبوع

هذا ما تحدث به السيد "أحمد منصور" الباحث في النباتات العشبية عن الأسماء التي يعرف بها نبات "الآس"، وأضاف: «يتواجد هذا النبات دائماً بكثرة في منطقة "جسر الشغور" وقراها ذات الطبيعة الخصبة، ويتوافر بكثرة في قرية "الزوف" و"الجانودية" ومدينة "جسر الشغور"، وأيضا يتواجد بكميات كثيرة في قرية "الدرية" التابعة لمنطقة "جسر الشغور"، وهو من أجود وأفضل أنواع الآس في المنطقة، ويوجد في فترة لا تتجاوز شهرين مع بداية فصل الشتاء».

حب الآس

والتقى موقع eIdleb المزارع "محمد ديب حاج حسن" من مدينة "جسر الشغور" والذي حدثنا عن خصائص هذه الشجرة فقال: «الآس شجيرات غير دائمة الخضرة تنمو غالبا في الأماكن الرطبة والظليلة، وللنبات أفرع كثيرة تحمل أوراق متقاربة جلدية القوام ذات رائحة فواحة، تحمل الأغصان أزهاراً بألوان بيضاء إلى زهرية، وله ثمار سوداء اللون تؤكل عند النضج وتجفف فتكون من التوابل».

وأضاف "حاج حسن": «للآس فوائد عديدة منها يستعمل مقبلاً ومشهيا وقابضا ومقويا وقاطعا للنزيف ومطهرا للمجاري التنفسية والقصبات الهوائية، ويستعمل لمعالجة مرضى السكري، ويحبس الإسهال، وشرابه يفتت الحصى وكذلك كدهان لعلاج آلام أسفل الظهر، وضد حمرة البطن، والصداع، والسعال، ولزيادة نمو الشعر، والتهابات الرحم».

محمد ديب حاج حسن

وعن خصائصه المقوية لشعر الرأس حدثتنا السيدة "حنوف حاج حمود" قائلةً: «إنه يقوي الشعر ويعطيه اللون الأسود الداكن، وكذلك يحد من تساقطه، وطريقة استخدامه تكون بسحق الأوراق وعجنها مثل الحناء، ويخلط به الشعر ويترك لمدة ساعة ثم يغسل بالماء والشامبو وذلك مرة كل أسبوع».

ويشار إلى أن للآس رموزا مختلفة عند الشعوب، فهو يرمز إلى القوة والخصب عند الفراعنة، وإلى الأمجاد والانتصارات عند الرومان والإغريق، ويستعمل في الحفلات والمجامع الدينية، وما زال المسلمون يستعملون أغصان الآس في بعض البلدان لتزيين قبور الموتى خاصةً في الأعياد والمواسم، ويضعون أوراقه اليابسة مع الكافور في القبر.