تشكل منطقة "أريحا" مركز زراعة الكرز في محافظة "إدلب"، حيث تنتشر حقول "حب الملوك" كما يسمى على مساحات شاسعة في قرى وبلدات منطقة جبل "الزاوية"، ومن المعروف بأن تسمية "أريحا" جاءت من اللفظة الكنعانية "ريحو" والتي تعني الرائحة الطيبة المنبعثة من أريح عطر أزهار الكرز والمحلب التي تملأ سهول وجبال ووديان هذه المنطقة.

يقول السيد "مصعب العلي" أحد مزارعي الكرز لموقع eSyria: «قبل خمسين عاماً كانت تقتصر زراعة الكرز في منطقتنا على صنفي "البلدي" و"أبو حز"، أما اليوم فقد وصلت الأصناف التي ننتجها إلى حوالي ستة أو سبعة، وحالياً معظم الحقول في منطقتنا مزروعة بصنفي "أبو حز" و"الطلياني" و"الفرعوني" لكون صنف "أبو حز" الأكثر إقبالاً محلياً أما "الطلياني" و"الفرعوني" فهما صنفان مرغوبان كثيراً للأسواق الخارجية».

قبل خمسين عاماً كانت تقتصر زراعة الكرز في منطقتنا على صنفي "البلدي" و"أبو حز"، أما اليوم فقد وصلت الأصناف التي ننتجها إلى حوالي ستة أو سبعة، وحالياً معظم الحقول في منطقتنا مزروعة بصنفي "أبو حز" و"الطلياني" و"الفرعوني" لكون صنف "أبو حز" الأكثر إقبالاً محلياً أما "الطلياني" و"الفرعوني" فهما صنفان مرغوبان كثيراً للأسواق الخارجية

المهندس الزراعي "أحمد طكو" من مصلحة زراعة "أريحا" تحدث لموقع eIdleb عن زراعة الكرز وأصنافه في منطقة "أريحا" بالقول: «عرفت زراعة الكرز في هذه المنطقة منذ خمسينات القرن الماضي، وفي بداية السبعينيات شهدت تطوراً ملحوظاً بفضل الجهود المبذولة من قبل الفنيين وخبرة الفلاحين في التعامل مع هذه الشجرة، إلى جانب توفر الظروف الزراعية المناسبة، فجبل "الزاوية" الذي يرتفع عن سطح البحر أكثر من 1000 م يوفر المناخ الملائم لنمو هذه الشجرة التي تتطلب درجات حرارة معتدلة صيفاً وبرودة عالية في فصل الشتاء يتبعه ربيع معتدل، كذلك توفر التربة البيضاء الرطبة التي تساعد على عملية التهوية المناسبة وتصريف المياه بالشكل الأمثل، ومعدل أمطار جيد يتراوح بين 450- 500 مم سنوياً، وتوفر المناخ المناسب وعدم حدوث موجات صقيع أثناء فترة الإزهار»

المهندس الزراعي أحمد طكو

وعن أصناف الكرز يقول المهندس "طكو": «كان الإنتاج في السابق مقتصر على بعض الأصناف المحلية كـ "البلدي" و"أبو حز"، إلا أن الاهتمام بهذه الشجرة أدى إلى إيجاد أصناف جديدة بمواصفات عالمية، ولكل من هذه الأصناف مواصفات خاصة من حيث الشكل والطعم، فصنفي "الطلياني" و"الفرعوني" يعتبران من أكثر الأصناف المرغوبة في السوق، تتميز ثمرتها بكبر حجمها وخاصة الفرعوني حيث حجم الثمرة يقارب حجم حبة المشمش وطعمها الحلو ولونها الأسود، وهي مناسبة جداً للتصدير الخارجي، يبلغ متوسط إنتاجية الشجرة حوالي 50 كغ سنوياً، أما "الوشنة" فهو صنف صناعي، يستخدم لصناعة المربيات والبوظة وبعض المأكولات، لون الثمرة أسود وحجمها صغير وإنتاج الشجرة جيد وذات مردود اقتصادي جيد جداً، أما صنف "أبو نقطة" فهو الصنف الذي ينضج مبكراً، ثمرته كروية الشكل حجمها متوسط تمتاز بحلاوة ونكهة خاصة، لونها أحمر وعلى طرف الثمرة هناك مثل الندبة أو الأثر، وتبلغ إنتاجية الشجرة حوالي 40 كغ سنوياً، وبالنسبة لـ "أبو حز" يتأخر في الإزهار، لذلك يعطي إنتاج جيد جداً، لون الثمرة برتقالي وفيها حز أسود واضح على طول الثمرة، تمتاز ثمرته بالصلابة وهو يأتي على رأس الأصناف الأخرى من حيث الإنتاجية، أما "البلدي" فهو أقدم صنف زرع في منطقتنا، حجم ثمرتها صغير ولونها يتراوح بين الأحمر الغامق والبرتقالي»

أما السيد "مأمون الصوص" أحد تجار الكرز في مدينة "أريحا"، تحدّث عن أسعار هذا الموسم بالقول: «تتميز بعض أصناف الكرز في منطقة "أريحا" بمواصفات مرغوبة جداً في السوق المحلية والخارجية مقارنة مع كرز المحافظات الأخرى، ولكن في هذا الموسم هناك انخفاض ملحوظ في الأسعار قياساً مع أسعار الموسم الماضي، ولعل من أبرز الأسباب في ذلك ضعف حركة التصدير إلى خارج القطر، حيث لم يتم في هذا العام فتح مراكز تصدير إلى تركيا ودول الخليج ما أدى إلى هبوط أسعار الكرز وخاصة صنفي "الطلياني" و"الفرعوني" اللذين يتمتعان بمواصفات تصدير عالية، أما بالنسبة للأصناف الأخرى فأسعارها تقريباً مستقرة»

صنف كرز أبو حز

ومن الجدير بالذكر بأن المساحة الإجمالية المشجرة بالكرز في منطقة "أريحا" تبلغ 5447 هكتاراً، منها 172 هكتاراً (مروي) و5275 هكتاراً (بعل)، فيما يبلغ عدد الأشجار مليون و222 ألف و560 شجرة، منها 34560 شجرة (مروي) ومليون و188 ألف شجرة (بعل)، ويقدر كمية الإنتاج السنوي بحوالي 18 ألف طن يخصص منها 10% للاستهلاك المحلي، وما تبقى يتم تصديره إلى باقي المحافظات والأقطار العربية والأجنبية، وتعتبر بلدات "محمبل" و"البارة" و"إحسم" و"عين لاروز" و"مرعيان" و"كنصفرة" و"أرنبة" و"الموزرة" و"بسامس" الأكثر شهرة بزراعة الكرز في هذه المنطقة.

السيد مأمون الصوص