تعلو الأصوات عالياً قبل غروب الشمس من كل يوم في مدينة "كفر نبل" والأعين كلها تنظر إلى السماء كالذي يترقب الغيث وفي قلوبهم قلق وخوف ولعله سؤال يراود عقلهم هل ستعود أم لا ؟. في بادئ الأمر يكون الجواب أجل ستعود ولكن سرعان ما يعشعش الخوف في قلوبهم بحجة أن طيور فلان "بنت المنطقة"، وقادرة على سحب كل طيورنا معها.

تربية الحمام في "كفرنبل" ورحلة القص والكش والصلح يرويها "محمد الحمود" الملقب "شهول" لموقعeIdleb

هناك سؤال يراودني لماذا لا تقبل شهادة الحميماتي في المحكمة؟

«بدأت تربية الحمام منذ خمس سنوات وسرعان ما صارت "سوسة" فقمت ببناء برج للحمام على سطوح منزلنا».

ولعل "كش، قص، صلح" أهل الخبرة أكثر معرفة بمعناها، عن ذلك يقول "شهول": «لدى كل حميماتي كشة ولنا رحلتان من الكش كل يوم واحدة عند طلوع الشمس وأخرى عند غروبها والقص أي إذا اختلطت حماماتي مع حمامات شخص آخر وراح لي بعض الطيور عنده وكان بين وبينه اتفاق عدم ترجيع أي طير فيندرج تحت نظام اسمه القص أي أنه غير ملزم بترجيع الطير لي إلا بمبلغ من المال يسمى الفكاك وحسب رأي الشخص الذي يريد إرجاع الطير سواء وافق أو لا أما الصلح فيكون بينك وبين شخص، أي ترجيع الطيور مهما كانت الأسباب ودون مقابل وبصراحة يكون هذا الاتفاق بين شخصين ضد شخص ثالث».

وعن أنواع الطيور تحدث "شهول" لموقعنا قائلاً: «هناك أنواع لا تعد ولا تحصى من الطيور أما منطقتنا فيعيش فيها"البيملي"، "المجري"، "مساويد"، "البلدي"، "المشمشي"، "البرجي"، "الكشميري"، "القلاب" و"السكري" ....».

وعن الأسعار يقول: «الأسعار متفاوتة فـ "البيملي والمشمشي" إذا كان من سلالة جيدة فسعر "الزوج" يتراوح بين 400– 500 ألف وهناك طير "المساويد" و"المجري"، سعره من 30 إلى 50 ألف ناهيك عن البلدي والبرجي فسعره 25 ليرة سورية».

وعن طعام الطيور يقول "شهول": «الطير يأكل "البرسين" والخبز اليابس والشعير والقمح والزرة الصفراء وهي موجودة في السوق عندنا ونحن نعتني به ونقدم له الدواء ونأخذه للدكتور البيطري ونعامله معاملة حسنة».

لعل رحلتنا مع "شهول" انتهت ولكن في بداية الحوار أحسست أنه يريد أن يسألني سؤالاً وفعلاً عندما هممت بالذهاب قال ضاحكاً: «هناك سؤال يراودني لماذا لا تقبل شهادة الحميماتي في المحكمة؟»، فقلت له بالابتسامة أيضاً لأن عيناه دوماً إلى السماء ولا يعرف ما يدور على الأرض فودعني وهو يتمتم «والله صحيح والله مزبوط».