الدكتورة سمر الديوب كانت من بين المشاركين في الندوة التي أقامتها مديرية الثقافة في مدينة إدلب لتكريم الأديب الراحل عبد الرحمن الباشا والديوب مدرّسة الأدب الإسلامي في جامعة البعث ـ لها كتاب تحت الطبع بعنوان(أدب صدر الإسلام)، والعديد من الدراسات النقدية المنشورة في المجلات المحلية والعربية.

قدّمتْ بحثاً تناولت فيه نقدَ الشعر التراثي عند الباشا، وعلاقته بالهوية، وفي حوار أجراه موقع eidleb معها أجابت الدكتورة سمر عن المنهجية النقدية عند الباشا قائلة: " نقده يندرج ضمن ثلاثة محاور(الأسس المعيارية في نقده، الخصائص الأسلوبية، الطموحات النقدية).وقصدتُ بالأسس المعيارية،المعايير التي يستند إليها في تقييم النص التراثي،(كيف حاكم النص الشعري التراثي). أما الخصائص الأسلوبية فقد تميز الباشا بلغته النقدية المشرقة التي جمعت بين لغة الإبداع، ولغة النقد، وبوفرة صيغ الاستفهام والأمر، والجمل الاعتراضية، والأدلة والبراهين. الطموحات النقدية تجلت بطموحه لتأسيس منهج نقدي إسلامي، وللغة نقدية مشرقة، وإخراج شعراء مغمورين إلى النور".

*مارأيك بإنتاجه النقدي بشكل عام؟

"برأي إنتاجه يتوزع على ثلاثة محاور:

1ـ النقد الأدبي الذي شكّل تجربة تصاعدية بدأت بالدراسة الأدبية، وانتقلت إلى مرحلة متقدمة.

2ـ التنظير الأدبي، فقد كان من الداعين إلى منهج إسلامي في النقد والأدب.

3ـ نقد النقد، وقد تجلى بمناقشته آراء النقاد، وظهر في ثنايا كتبه.

لكنني لاحظت أنه قد خلط بين النقد الأدبي والدراسة الأدبية، مع أنّ ثمة فرقاً في المعالجة النقدية، والأسس الناظمة لكل منهما، لكن ذلك لا يقلل من قيمة إنتاجه النقدي".

  • من خلال دراستك لآثار الباشا كيف يمكن التعبير عن فكره؟
  • " يتميز فكر الباشا بتلازمه بين السلوك والممارسة، وقد حمل هاجس تمكين الطلاب من اللغة العربية، وقضى عمره لتحقيق رغبته في جعل العربية ميسرةً لهم".

    *وماذا عن رواياته؟

    " رواياته حملت دافعاً تربوياً أكثر منه دافعاً فنياً إبداعياً، أما كتبه التي تناولت سير الصحابة والتابعين، فقد كتبت بلغة مشرقة جداً تشدُّ القارىء إلى أحداث التاريخ بطريقة شائقة".

    *ما تقيمك للندوة بشكل عام؟

    " لقد طغى الطابع التكريمي على الطابع العلمي مع وجود أبحاث جادة دخلت في عمق إنتاجه النقدي والأدبي، لكن يبقى لهذه الندوة الفضلُ في إخراج هذا الناقد إلى ساحة النور، بعد أن كان مغيّباً لفترة طويلة عن ساحة النقد".

    أخيراً يبقى أن نشير أن الدكتور عبد الرحمن الباشا ولد في مدينة أريحا (محافظة إدلب) عام (1920)، ودرس في مدارسها الابتدائية، وحصل على الثانوية العامة في كلية الشريعة الخسروية في حلب سنة (1941)، ليتابع تحصيله العلمي في مصر حيث حصل على الشهادة العالية لأصول الدين في الأزهر عام (1945)، وعلى الليسانس في اللغة العربية في جامعة فؤاد الأول المصرية عام (1948)، ونال درجة الماجستير في كلية الآداب جامعة القاهرة عام (1965)، ثم الدكتوراه عام (1967).

    عمل أستاذا في كلية اللغة العربية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، ورئيساً لقسم البلاغة والنقد. شارك في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي، وانتخب نائباً للرئيس، ورئيساً لمكتب البلاد العربية بالرابطة، وعضواً في مجلس الأمناء، كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية، وشارك في عدة مؤتمرات ولجان علمية. توفي في الرياض عام (1986)، بعد أن ترك أكثر من خمسة عشر مؤلفاً مطبوعاً.