الأدب والإبداع كانا على موعد جديد مع تكريم علم من أعلام الأدب البارزين وأحد المفكرين العرب الذين أغنوا التراث الأدبي العربي بالعديد من المؤلفات القيمة هو الأديب الراحل عبد الرحمن الباشا ابن محافظة إدلب.

التكريم جاء عبر الندوة التكريمية التي أقامتها وزارة الثقافة في المركز الثقافي بإدلب برعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة وبمشاركة عدد من الأدباء والباحثين والمفكرين من سورية ومن فلسطين والعراق والأردن الذين قدموا (11) بحثاً ودراسة قدمت بثلاثة محاور تناول الأول مواقف الأديب الراحل الفكرية والأدبية والنقدية والثاني عن الرواية عند الأديب المكرم والثالث بعنوان عبد الرحمن الباشا باحثاً ومفكراً وأكاديمياً.

حيث أضاءت هذه الأبحاث جوانب عدة من شخصية المبدع الراحل من خلال سيرته ونتاجه وعنيت ببراعة أسلوبه ونبل موضوعاته وحميمية علاقته بالتراث وغيرته على اللغة العربية.

موقع eIdleb التقى الدكتور عبد النبي صطيف ممثل وزير الثقافة راعي الندوة وسألناه حول معاني ودلالات هذا التكريم فقال لنا:" إن تكريم وزارة الثقافة لأبرز المبدعين الراحلين والأحياء في سورية هو تقدير لإبداعاتهم وإضاءة جوانب ومواقف من حياتهم وعطاء اتهم الفكرية والأدبية التي أغنوا بها المكتبة العربية وحافظوا على تراث الأمة".

كما سألنا الدكتور محمد حسن عبد المحسن عن الندوة وعن مكانة الأديب الراحل فقال لنا:" إن من حق الأديب الراحل علينا أن نحتفي به ليس في محافظة إدلب فقط بل في سورية والوطن العربي والعالم الإسلامي لأن الدكتور المحتفى به مبدع مرحلة حرجة وتربوي عقود مضت وسيبقى نتاجه مجالاً طيباً رحباً للباحثين والدارسين والمثقفين".

أما الدكتور العراقي عبد الحسين الصكر قال نا:" إن الأديب عبد الرحمن الباشا يعد من أبرز المربين والتربويين ليس في سورية فحسب بل في الوطن العربي حيث اتسمت أعماله التربوية ببراعة النظم وحسن التنظيم ودقة المنهج".

ومن أسرة الأديب الراحل سألنا الدكتورة مهجة الباشا عن معاني وأثر هذا التكريم في نفوس أسرة الراحل فقالت: " نحن نعتز بهذا التكريم ونقدر جهود وزارة الثقافة على إقامة هذه الندوة التكريمية ونتمنى إقامة ندوات أخرى في مناطق عدة من سورية لأن الدكتور عبد الرحمن الباشا يستحق ذلك التكريم وقد وصفه كل من عرفه بأنه كان أديباً وكاتباً وقاصاً وباحثاً وأستاذاً جامعياً قديراً ترك أثره العميق في كثير من طلابه وأصدقائه ومعارفه وقرائه".

وحول رأي الأدباء ونظرتهم إلى هذا التكريم تحدث الأديب عبد القادر الأسود رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بإدلب قائلاً: " إنها لفتة كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد الذي وجه بتكريم المبدعين والعلماء والمفكرين تقديراً لجهودهم وعطاء اتهم وأن هذا الاهتمام يدفعنا إلى مزيد من العمل والعطاء".

من الجدير بالذكر أن الأديب الراحل عبد الرحمن الباشا من مواليد أريحا في محافظة إدلب عام (1920) حصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر عام (1945) ونال درجة الإجازة في الآداب من جامعة فؤاد الأول المصرية عام (1948). عمل مدرساً في مدارس إدلب وحلب ثم عين مفتشاً للغة العربية في حلب ثم مفتشاً أول في دمشق عام (1955) ثم مديراً للمكتبة الظاهرية في العام (1962) ومحاضراً في جامعة دمشق.

حصل على درجة الماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام (1965) ثم الدكتوراه عام (1967) عمل أستاذا بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ورئيساً لقسم البلاغة والنقد. شارك في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي وانتخب نائباً للرئيس توفي في الرياض عام (1987).

ترك أكثر من (50) مؤلفاً منها (15) مؤلف مطبوع من أهمها:

روايتا أرض البطولات والراية الثالثة

شعر الطرد وشعر الرجز العربي.

الصيد عند العرب.

صور من حياة الصحابة وصور من حياة التابعين.

الطريق إلى الأندلس ونحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد.