بادرة طيبة ولفتة كريمة قام بها الباحث حسين راغب بدعوة الأدباء والمثقفين في إدلب إلى لقاء حبي في" بيت الشرق" قبل سفره إلى السعودية...

وقد حضر اللقاء أكثر من خمسة وعشرين أديبا وكاتبا يعملون في مجالات مختلفة من فنون الكتابة والأدب منهم القاص والشاعر والمترجم والمسرحي والباحث والفنان التشكيلي بالإضافة إلى بعض محبي الأدب والثقافة.

وقد رافق هذا اللقاء عزف على العود بمصاحبة الرق قدم فيه العازف زياد عبدان مجموعة من الأغاني التراثية التي أضفت على اللقاء جوا من الأصالة والطرب الجميل، ثم اختار الحاضرون المخرج مروان فنري مدير المسرح القومي بإدلب لإدارة الحوار في هذا اللقاء بما يخص الأدباء والمبدعين وحديث كل منهم عن جديده والمقترحات التي يقدمها في المجال الثقافي والفكري لهذه المحافظة.

فشكر المخرج مروان فنري الباحث حسين راغب على الدعوة باسم جميع الحضور وتمنى أن تسفر مثل هذه اللقاءات عن شيء إيجابي ومفيد للجميع ثم عقب القاص خطيب بدلة قائلا: تحدث مثل هذه اللقاءات في مدن أخرى من مدن القطر والهدف منها إنساني واجتماعي فمثلا في مدينة جبلة يحدث لقاء كل خمسة عشر يوما يلتقي فيه الأدباء والمثقفون وأنا أدعى إليه دائما وهدفنا من هذا اللقاء هو أولا إنساني وطني وإذا كان لأحد الحضور مشروعا أو موقعا الكترونيا أو أغنية يريد أن يسمعها لنا فنكون سعداء لأن جلساتنا بسيطة ومفيدة.

ثم انتقل الحديث للسيد محمود نحلاوي مدير موقع إدلب الخضراء الذي قال: كل يوم يزداد الإقبال أكثر على الصحافة الإلكترونية نظرا لسهولة النشر من خلالها ويسعدنا تفاعل الأدباء مع الموقع ولدينا فكرة نشرة إلكترونية نوزعها للعالم عن المحافظة لكننا نحتاج للجهود البشرية وليس لها تكلفة مادية وانتشارها واسعا.

من جانب آخر علق الباحث ياسر زكّور قائلا: الكتاب يحتاجون دائما للاحتضان والرعاية فمن الممكن أن تمر سنوات طويلة ولا يعرف فيها ونحن نشد على يدي كل من يشجع الثقافة والمثقفين بالنسبة لي فلدي كتاب عن "تاريخ الطب في محافظة إدلب" ثم هناك سؤال: ماهي المقدرة على إحداث دار نشر في إدلب تطبع نتاج الأدباء والباحثين؟

علق المترجم والفنان عبد القادر عبداللي قائلا: إن أبسط حلقة من حلقات النشر هي دار النشر فإذا لم تكن مركزية وقوية في التوزيع والتسويق فسيتجنبها الكاتب لأنه يعرف أن الدار الضعيفة في هذه الأمور لن تفيد كتابه وهذا صعب توفره في إدلب.

ثم انتقل الحديث عن الجامعة من خلال كلياتها المنتشرة في إدلب وربط طلابها بالحركة الثقافية من خلال إقامة المسابقات الأدبية لهم وتشجيع الواهب الصاعدة والعودة لتكليف الطلاب بإجراء أبحاث عن أدباء المحافظة وشعراءها لتعريف هؤلاء الطلاب بأدباء محافظتهم ومبدعيها من خلال الحوارات المباشرة هذا ما جاء على لسان الدكتور رياض وتّار عميد كلية الآداب السابق.

وبالعودة إلى المواقع الإلكترونية ودورها في تسليط الضوء على حركة المجتمع بكافة جوانبه وخصوصا الحركة الثقافية في المحافظة أشار صاحب المقال إلى الدور الذي يقوم به موقع esyria بهدف إظهار الوجه الحضاري المشرق لهذه المحافظة والأخذ بمبادرة عملية للتواصل معه بشكل مباشر.

أما في مجال المسرح والأعمال الجديدة فقد أشار المخرج سامر السيد علي إلى أنه بصدد الإعداد لعرض مسرحي النص مأخوذ عن رواية "جحش" للكاتب التركي مظفر إزغو من إعداد مرداس بدلة وليتم إخراجه لصالح المسرح القومي .ثم تطرق النقاش حول الآثار والمشاكل التي تعاني منها، ودور وسائل الإعلام في التعامل معها ودور جمعية العاديات في الحفاظ على هذا التراث الحضاري ومنع التشويه الذي يتعرض له بمساعدة الجهات المسؤولة، فالمسؤولية لا تقع على جمعية العاديات فقط بل تقع على كل مواطن غيور على بلده.

وفي نهاية الحوار قال الباحث حسين راغب: أنا أحبكم وأشكركم وأتمنى أن نجتمع دائما وأقترح على مدير الثقافة الحاضر معنا تكريم شخصية أدبية سنويا من محافظة إدلب.