"زكريا الجندي" و"طارق الحراكي" صديقان جامعيان، لديهما مصلحة واحدة وهدف واحد وهما جمع الشباب الرياضي بـ "المعرة" تحت سقف كروي ٍ واحد أسموه مقهى "سبورت كافيه" الرياضي، طبعاً الصدفة وحدها حكمت موعد انطلاق مقهى "سبورت كافيه" الواقع على ارتفاع الطابق الثالث لمبنى تجاري وسط شارع "الكورنيش" بالمعرة مع بدء موسم دوري الأندية الأوربية.

وخلال زيارة موقع eIdleb للمقهى مساءً لم يكن هناك أي موطئ قدم داخله، حيث كانت تجري إحدى مباريات ذهاب الدوري الإسباني بين ناديي "ريال مدريد" و" فياريال"، ومقابل شاشة عرض مسطحة تبث مباراة عبر قناة "الجزيرة بلاس" المشفرة يصطف حوالي /خمسون/ شاب بين جلوس في شرفة المقهى المطل على الشارع ومقتربين من الشاشة في الداخل وهم الأكثر ندية وحماساً، ولذلك لم يستطع الموقع محاورة أحدٍ ما من الحضور وخاصةً أنهم من مشجعي فريق "ريال مدريد" ومحبيه الذين لم يكن لديهم نية لقطع الفرجة والتحدث أبداً، فقط وحده الشاب "مصطفى الأحمد” كان محايداً فتحدث قائلاً: «أنا من مشجعيي "برشلونة" لذلك فإني أتابع مباريات خصمنا الحقيقي "ريال مدريد"، وأنا أعتبر أن الأجواء هنا مناسبة لرؤية مباريات أندية الدوري الإسباني هذا الموسم قبل بداية الدوام في الجامعة، وفعلاً هي خطوة جميلة وجريئة من الشباب الذين قاموا بافتتاح هذه الصالة وفرصة يومي للقاء الأصدقاء بعيداً عن المشاكل الإجتماعية».

العديدون غيروا ولائهم لصالح نادي "برشلونة" بعد أن أثبت النادي الكاتالوني قوته ومستوى أدائه الثابت، ونحن على أمل كبير بعودة "ريال مدريد" لمنافسة الأقوياء عالمياً

خلال فترة الاستراحة بين الشوطين يتجه الجميع إلى تناول المشروبات الباردة والشاي مع شرب "الأرجيلة" ويترافق ذلك مع تعليق خاص على المباراة من قبل الشباب أنفسهم مع ذكر أسماء بعض اللاعبين مثل البرازيلي "ميشيل كاكا" ومقارنة مشروعة مع الأرجنتيني "ليونيل ميسي" لاعب نادي "برشلونة" بطل أندية أوروبا في الموسم السابق، وحول ذلك تحدث الشابان "محمد عيد العيسى" وصديقه "رياض" قائلين: «العديدون غيروا ولائهم لصالح نادي "برشلونة" بعد أن أثبت النادي الكاتالوني قوته ومستوى أدائه الثابت، ونحن على أمل كبير بعودة "ريال مدريد" لمنافسة الأقوياء عالمياً»، وبالنسبة لصالة "سبورت كافيه" أضاف الشاب "رياض": «قبل ذلك كنا نجتمع في "نادي الرواق" لمشاهدة المباريات مع أن مقصف النادي مخصص للسهر والطاولات، لكن هذا المكان مخصص لمشاهدة ما تعرضه الشاشة الكبيرة مما يخص معظم الشباب مثل المباريات الرياضية، ويتيح الهدوء والتشجيع لمن يحب ذلك دون تكاليف زائدة».

محمد عيد العيسى وصديقه رياض

أعلام أندية ألمانية وإيطالية وإسبانية وأصوات التنهدات المرتفعة حين إقتراب دخول هدف تملأ القاعة مساءً، أما "زكريا الجندي" مشرف السبورت كافيه الذي يدرس اللغة العربية في جامعة "حلب" فهو الآخر يستمتع برؤية أصدقائه مبتهجين أمام شاشة العرض، حيث قال: «كلي متعة حين أرى أبناء جيلي يكسرون هذا الحاجز بينهم وبين فرصة تمكنهم من مشاهدة مبارياتهم الممتعة، ونحن نحاول تقديم ما هو مهم أيضاً في غير مجال الرياضة مثل عرض أحدث الأفلام العالمية، وجربنا القيام بذلك وقد نجحنا فعلاً، والأمر المهم أننا لا نطالب أحد بأي ثمن مقابل دخوله سوى ما يطلبه من أشربة».

من يدخل مقهى "سبورت كافيه" لا يمكنه المغادرة أبداً فهو أسلوب حديث في كسب قلوب الشباب الباحثين عن مكان للتلاقي والتمتع، و يمثل بذاته فكرة بسيطة مؤلفة من قاعة وشرفة محيطة بها تطل على "الجامع الكبير" ومن الخارج مطبخ صغير لتلبية طلبات الشباب، والإمكانيات كبيرة وهي نقل أحلام الشباب والهرب بهم من الواقع إلى البساط الأخضر في أقوى مباريات الكرة العالمية.

الشباب يشاهدون المباراة
الشاب زكريا الجندي