«تعلمت منذ صغري الاعتماد على نفسي، أبحث عن شيءٍ يجعلني متميزاً بين زملائي، أكسر الألعاب الكهربائية وأفككها لتعلم كيفية عملها وكثيراً ما قمت بتخريب أثاث المنزل، لم يكن والدي يعير ذلك الأمر اهتماماً بقدر التشجيع الذي أحصل عليه منه ولذلك قمت بتجميع بعض الألعاب ولم يتجاوز عمري /10/ سنوات وهكذا بدأت». بهذه الكلمات يروي "مالك عبد المجيد" طالب كلية التربية الثانية بـ"إدلب" لموقع eIdleb نمو بذور الموهبة لديه في مجال الاختراع...

والتي أثمرت باختراع نموذجٍ مصغرٍ لحصّادة قمح تعمل بضغط الماء بدلاً من الزيت وذلك لأسبابٍ تحدث عنها قائلاً: «كنت في صغري أقوم بصنع أشياء تتناسب وعمري وفي هذه المرحلة يجب أن يكون الاختراع يتناسب وطبيعة دراستي، فقد حددت بيئتي الزراعية نوع الاختراع، وحددت دراستي الهدف منه فاستخدام الزيت بدلاً من الماء يعد استثماراً أمثل للمياه وتخفيف نفقات العمل والتلوث البيئي.

هو طالبٌ متعدد المواهب متقد الحماس وهو من الطلبة المشاركين في المناقشات السياسية والثقافية ولديه خلفية ثقافية جيدة تمكنه من الحصول على مبتغاه

فقمت بمساعدة أحد أقربائي بدراسة آلة الحصادة ومعرفة مبدأ عملها ثم نقلت الحركة الميكانيكية والشكل إلى نموذجٍ من الورق المقوى الذي يحوي العديد من المحركات الصغيرة والتي وصلت بالعديد من "سرنكات الحقن" لتزودها بالماء بواسطة الضغط وتعمل هذه الحصادة على الطاقة الكهربائية».

يشرح طريقة عمل الحصادة

وعن مشاركته في المعرض البيئي الطلابي بهذا الاختراع أضاف: «انتظرت الفرصة السانحة لعرض هذا الاختراع أمام كوكبة من أساتذة جامعة "حلب" من كليات الهندسة والزراعة والتربية ليحظى باهتمامٍ واسعٍ ويلقى الرعاية التي يستحقها».

وتحدث الدكتور "محمد غاوي" عميد كلية التربية الثانية بـ"إدلب" عن الاختراع قائلاً: «مصدر فخرٍ لكلية التربية أن يبدع طلبتها في مجال العلوم الميكانيكية وفي مجالات العلم الأخرى، وتم الاتفاق مع مديرية البيئة بعرض هذا العمل في المعرض البيئي الذي سيقام في مدينة "حمص" في فترةٍ لاحقة».

الدكتور محمد غاوي عميد كلية التربية

وتحدث الدكتور "غاوي" عن موهبة "مالك" قائلاً: «هو طالبٌ متعدد المواهب متقد الحماس وهو من الطلبة المشاركين في المناقشات السياسية والثقافية ولديه خلفية ثقافية جيدة تمكنه من الحصول على مبتغاه».

ولا تقف حدود موهبة "مالك" لتنحصر في مجال الهندسة الميكانيكة، فهو يملك موهبة كتابة الشعر والخاطرة وله العديد من القصائد، ولديه موهبة التمثيل وقد شارك في العديد من المسرحيات في مهرجانات ومعسكرات الطلائع، وكان أحد الأعضاء البارزين في لجنة الصحفيين الشباب باتحاد شبيبة الثورة، ولديه العديد من المشاركات بالمشاريع التنموية والدراسات أهمها مشاركته بدراسة حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسرة ودورها في انحراف الشباب، ودراسة أخرى بعنوان (تركيا بعيونٍ عربية) يناقش خلالها وضع الشباب والمكتسبات الدخيلة على المجتمع جراء التعرض للمسلسلات التركية التي تتعارض إلى حدٍ ما مع القيم والمبادئ العربية.

المحركات التي تدير الحصادة

ومن الجدير بالذكر أن "مالك عبد المجيد" من مواليد قرية "تلمنّس" منطقة "معرّة النعمان".