نظراً للمخاوف التي تنتاب كلاً من الطلاب وأهاليهم في تحديد مستقبل أبنائهم خلال مسيرتهم الدراسية، ولاعتقاد البعض أن الدروس والمعاهد التعليمة الخاصة ستكون بمثابة السند للطالب إضافة إلى جهود مدرسته وجهوده...

ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بدورات التقوية والمعاهد الخاصة وخصوصا في الشهادة الإعدادية والثانوية التي تعتبر نقطة تحول كبيرة في حياة الطالب. ووقوفا على أهمية هذه المعاهد والدورات الخاصة وفائدتها بالنسبة للطالب كما يقول البعض والسلبيات والمشكلات التي خلفتها منذ افتتاحها كما يقول آخرون، موقع eIdleb التقى بالعديد من المعنيين بهذا الموضوع من قائمين على إدارة العملية التربوية في محافظة "إدلب" ممثلين بإداريين من مديرية التربية والمدرسين في المعاهد الخاصة والطلاب الذين تصب في مصلحتهم محاسنها أو توثر على مستقبلهم مساوئها فكانت البداية مع الأستاذ "يحيى طالب" معاون مدير التربية لشؤون التعليم الأساسي في محافظة "إدلب" الذي التقينا به بتاريخ 12/12/2008/ليحدثنا عن واقع المعاهد الخاصة والهدف منها ومدى استفادة الطلاب منها، وما هي ايجابياتها وماهي سلبياتها حيث بدأ بالقول: «السبب الرئيسي لوجود المعاهد الخاصة سواء في "إدلب" أوفي غيرها على مستوى سورية يعود إلى ناحيتين في غاية الأهمية الناحية الأولى "الحاجة" وهي نوع من التفوق الذي يريد الطالب الوصول إليه في المواد الرئيسية في المرحلة الإعدادية والثانوية والناحية الثانية "الرغبة" وهي متعلقة بأهالي الطلاب الذين يرغبون في رفع مستوى أبنائهم وتحسين تحصيل الدرجات وخصوصا بعد ارتفاع معدلات القبول الجامعي في السنوات الأخيرة في كافة الفروع والأقسام وهذا يندرج تحت شعار العلم للمتفوق فإذا لم يحقق الطالب التفوق فستكون فرص التعلم والنجاح قليلة ومحدودة أمامه».

تعتبر هذه المعاهد وفقاً لقانون التعليم الخاص مرخصة بشكل رسمي وهناك عدة شروط يجب أن يتمتع بها الحاصل على الترخيص ومن أهمها أن يكون حاصلاً على إجازة جامعية وهناك شروط فنية متعلقة بطبيعة البناء وعدد الشعب ونوعية المدرسين العاملين في المعهد وغير ذلك من شروط الترخيص

وعن واقع هذه المعاهد يتابع السيد "طالب" بالقول: «تعتبر هذه المعاهد وفقاً لقانون التعليم الخاص مرخصة بشكل رسمي وهناك عدة شروط يجب أن يتمتع بها الحاصل على الترخيص ومن أهمها أن يكون حاصلاً على إجازة جامعية وهناك شروط فنية متعلقة بطبيعة البناء وعدد الشعب ونوعية المدرسين العاملين في المعهد وغير ذلك من شروط الترخيص».

الأستاذ رائد الزين

وإجابة عن سؤال هل المعاهد ضرورة لا بد منها؟ يقول الأستاذ "طالب": «تعتبر المعاهد الخاصة ضرورة لا بد منها ولا يمكن الاستغناء عنها فهي من مفرزات العصر حيث تشكل هذه المعاهد نوعاً من أنواع الاستثمار من ناحيتين الناحية الأولى استثمار مادي للقائمين عليها فهي كأي منشأة استثمارية الهدف منها الربح المادي بالدرجة الأولى واستثمار من نوع آخر من قبل أولياء الطلاب حيث يطمح أهالي الطلاب عن طريق هذه الدورات والدروس الخصوصية من إنقاذ أبنائهم من تكاليف التعليم الجامعي الخاص والموازي والمفتوح».

أما الأستاذ "رائد الزين" مدير معهد الزين في "أريحا" وهو أحد هذه المعاهد الخاصة فكان له رأي آخر حيث يقول: «لقد أثر التعليم في المعاهد الخاصة بشكل سلبي على التعليم في المدارس النظامية مما دفع العديد من الطلاب إلى الانقطاع عن الدوام في المدارس لكي يلتحق في المعاهد مما يعطل العمل الأساسي لهذه المدارس إضافة إلى وجود بعض المدرسين الذين يستغلون رغبة الطلاب في التفوق فينخفض مستوى إعطائهم في المدارس مما يدفع الطالب إلى اللجوء إلى المعاهد والدروس الخصوصية عند نفس المدرس في المعهد أو في البيت».

الطالبة أسماء قداح

ويتابع القول: «نحن لا ننكر الدور الإيجابي لهذه المعاهد ومن أهم هذه الإيجابيات إتاحة الفرصة للطلاب الذين حكمتهم ظروف معينة لم تسمح لهم بمتابعة تعليمهم فيكون المعهد ملاذهم الوحيد لإكمال تعليمهم فهذا الطالب يعتبر المعهد بالنسبة له ضرورة ملحة ولا يوجد لديه بديل عنه فهذا هو الطالب المستفيد الوحيد من المعهد».

وعن واقع المعاهد الخاصة يقول الأستاذ "رائد": «إن المعاهد تقوم بدور غير بناء بالنسبة للأجيال لأنها تستخدم بطريقة غير صحيحة ومن موقعي كمدير معهد أتمنى أن أرى على الشريط الإخباري على التلفزيون تشريعاً ينص على إلغاء المعاهد الخاصة أو على الأقل تنظيم عملها من خلال وضع ضوابط سواء للطلاب في المدارس عن طريق اتخاذ إجراءات صارمة بحق الطالب الذي يترك المدرسة ويلتحق بالمعاهد وحرمانه من تقديم الامتحان، ووضع ضوابط بالنسبة للمدرسين الذين يقومون بالتدريس في المدارس والمعاهد وتنظيم حملات توعية للطلاب حتى لا يقومون بترك مدارسهم التي تعتبر أفضل من المعاهد بالنسبة للنظام ولعملها الأساسي كمؤسسة تربوية مؤمن بها كل ما يحتاجه الطالب من وسائل لرفع مستوى التحصيل لديه».

أما الطالبة "أسماء قداح" إحدى طالبات المعهد في الثانوية العامة فرع أدبي فتقول: «أنا انقطعت عن التعليم بعد الحصول على الشهادة الإعدادية وأجد الآن فرصة لمتابعة تعليمي فانتسبت إلى المعهد حيث أجد فيه بديلاً عن المدرسة والطريق الوحيد الذي أستطيع من خلاله متابعة تعليمي حيث أعامل معاملة جيدة من قبل المدرسين ولا أرى في المعهد أي فرق عن المدرسة حيث يوجد فيه مدرسون لكافة المواد وتكاليفه المادية لا تساوي جزءاً بسيطاً مقابل تحقيق نتيجة في الثانوية والدخول إلى أحد فروع الجامعة وأقول لجميع من لم تسعفه ظروفه في متابعة تعليمه أن ينتسب إلى أحد هذه المعاهد ليتمكن من تحقيق نتيجة جيدة».