رغم بلوغه السادسة والأربعين من العمر، مازال الحارس الاحتياطي ومدرب الحراس في نادي "معرة النعمان" "عبد الباسط سراقبية" مصراً على الاستمرار في اللعب، وبجاهزية عالية للدفاع عن عرين نادي "المعرة"، والذي من أجله فوّت على نفسه فرصة اللعب مع المنتخب الوطني ومع بطل الدوري والكأس آنذاك نادي "جبلة".

وقبل كل ذلك هو واحد من أهم داعمي النادي مادياً ودون حساب، وخلال زيارتنا لفريق "المعرة" أثناء احدى الحصص التدريبية، وجدنا هذا الحارس الخمسيني في قمة النشاط والحيوية، حيث استطاع أن يتصدى لكرات خطرة وقوية يعجز عنها الحراس الشباب،"عبد الباسط سراقبية" تحدّث لموقع eIdleb عن حكايته الطويلة مع مرمى نادي "المعرة" الذي عشق وأحب بالقول: «حبي للرياضة وعشقي لنادي "المعرة" كان وراء استمراري في اللعب حتى هذا العمر، فنادي "المعرة" بالنسبة لي هو عشق عشرات السنين، فقد بدأت مع النادي منذ عام 1976 حيث لعبت ضمن فئة الأشبال عامين، ولعبت بعدها ضمن فئة الناشئين في عامي 1978 و1979، وفي عام 1980 التحقت بفريق الشباب، ولعبت ثلاث سنوات، وفي عام 1981 لعبنا مباراة مع نادي "اليرموك" وكان حكمها آنذاك الأستاذ "مروان عرفات"، فطلبني للعب ضمن منتخب شباب سورية، ولعدم وجود حارس غيري لم استطع الالتحاق بالمنتخب، وقبل دخولي سن فريق الرجال صعدت لألعب ضمن صفوفه وذلك منذ عام 1985 أساسياً، وكان في الفريق حارسان هما "عامر حرامي" و"عبد الباسط كشتو" ورغم ذلك كنت أنا الأساسي ضمن التشكيلة».

آخر مباراة لعبتها في الدوري كانت في الموسم الماضي في مباراتنا الأخيرة مع "مصفاة بانياس"، وكانت حاسمة وفاصلة بما يخصّ البقاء أو الهبوط إلى الدرجة الثالثة، والحمد لله توفقت كثيراً في هذه المباراة رغم صعوبتها وخرجنا بنتيجة التعادل الإيجابي والتي كانت كفيلة باستمرارنا ضمن الدرجة الثانية

وعن المباراة التي ما يزال لها وقع خاص في نفسه قال: «في عام 1988 لعبنا على أرضنا ضمن مسابقة كأس الجمهورية مع نادي "جبلة"، كان بطل الدوري وتوج حينها بطلاً للكأس وكان يضمّ في صفوفه مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب الوطني أمثال "مناف رمضان" و"مالك شكوحي" و"راغب خليل" و"عمار ازمرلي" وعدّة لاعبين آخرين وقد قدمت في هذه المباراة أداء مميز جعل الكابتن "رفعت الشمالي" يطلبني للعب مع فريق جبلة، ولظروف النادي لم أغادر أيضاً، وما زلت حتى هذا اليوم أشعر بالفخر بتلك المباراة».

عشرة عمر مع الشباك

وعن آخر مباراة لعبها مع فريقه "المعرة" يقول الحارس "عبد الباسط سراقبية": «آخر مباراة لعبتها في الدوري كانت في الموسم الماضي في مباراتنا الأخيرة مع "مصفاة بانياس"، وكانت حاسمة وفاصلة بما يخصّ البقاء أو الهبوط إلى الدرجة الثالثة، والحمد لله توفقت كثيراً في هذه المباراة رغم صعوبتها وخرجنا بنتيجة التعادل الإيجابي والتي كانت كفيلة باستمرارنا ضمن الدرجة الثانية».

وعن دعمه لنادي "المعرة" يقول: «لقد نشأت في هذا النادي، ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً لم أبتعد عنه، لذلك أشعر بأنّ ما أقدّمه هو واجب فالنادي أسرتي، وقد تعوّدنا منذ الصغر على التبرع لهذه الأسرة بحسب استطاعتنا، وبقينا مستمرين على هذا الأساس، فحتى اليوم أنا أتكفّل بمصاريف النادي في جميع تنقلاته بين المحافظات، وبتقديم تبرعات للاعبين، وبتمويل خزانة النادي لدفع الرواتب، وتسديد الديون عدا المكافآت التي أقدمها للاعبين».

وبما يخص وضع الفريق على سلم ترتيب المجموعة الشمالية يقول: «فريقنا يمتلك لاعبين جيدين وما ينقصنا التوفيق فقط، وفي كلّ المباريات التي لعبناها، قدمنا أداءً أكثر من جيد، لكنّ عدم التوفيق كان ملازماً للفريق في تلك المباريات، والآن وبعد قدوم المدرب "حازم حربا" والذي كنّا نطمح للتعاون معه، تبين أنه فأل خير على فريقنا بفوزين متتاليين على "اليرموك" و"الجهاد"، وإن شاء الله سنستمر على هذه الوتيرة في المباريات القادمة».

وفي ختام حديثه أكد "السراقبية" جاهزيته الكاملة للمشاركة في أيّ مباراة خلال الدوري، والحفاظ على شباكه نظيفة من الأهداف، ونشير أخيراً إلى أن "عبد الباسط سراقبية" من مواليد مدينة "المعرة" عام 1964، ويعمل في مجال التجارة.