"أمين النجار"، وربما قلائل أولئك الذين سمعوا بهذا الاسم، أو يعرفون صاحبه وما قدّمه للحركة الرياضية في محافظة "إدلب"، ولبناء لعبة كرة القدم فيها، فهو المؤسس الأول لنادي "أميّة"، هذا النادي الذي كبُر وترعرع بامكانيات ضعيفة جداً، وها هو اليوم يقارع أقوى أندية سورية، أقعدته الأسقام والأمراض، فابتعد مرغماً عن النادي الذي بنى وأحب، لكن قلبه ظلّ ينبض بحب "أمية"، ومازالت عيناه سخيتان بالدمع، كلما ذكر اسم هذا النادي في مجلسه.

موقع eIdleb كان السّباق للحديث عن هذه الشخصية، التي لم تأخذ ما تستحق من اهتمام وتكريم، ونظراً للحالة الصحية الصعبة التي يعاني منها الحاج "أمين"، لم نستطع أن نتحدث معه، فاكتفينا بشهادات ممن عاصروه، وناضلوا معه، وتعلموا منه.

لقد علّمنا الحاج "أمين النجار" أن نحبّ الرياضة، وأن نبذل في سبيل هذا الحب كلّ ما نستطيع بذله، وأذكر له موقفاً أثرّ فيّ كثيراً، فالحاج "أمين" حُرم نعمة الولد، لذلك كان دائماً يعتبر نادي "أمية" ولده الذي لم يرزق به، فكان يقدّم لهذا الابن كل ما يستطيع تقديمه من جهد ومال، كما كان يتعامل بأبوية مع كل رياضيي المحافظة

الأستاذ "خالد أقدح" الرئيس السابق لفرع الإتحاد الرياضي العام في "إدلب"قال: «الحاج "أمين النجار" هو مؤسس الرياضة في محافظة "إدلب" بمختلف ألعابها، كان يعمل في الفترة التي كانت فيها امكانيات الأندية معدومة، لأنّ الأندية كانت أهلية، حيث يدفع من جيبه الخاص، لتجهيز اللاعبين، وكان يعمل لتجهيز الملاعب الترابية في الأحياء والأراضي الزراعية، ويدور عليهم في بيوتهم ليجمعهم للتدريب، وهو أكثر شخصية قدّمت وخدمت الرياضة في محافظة "إدلب"، وأفنى عمره في سبيل تطوير الرياضة في المحافظة، ورغم مرضه الصعب فإنّه يحرص أن يتابع أخبار رياضة ورياضيي المحافظة، وقبل تأسيس نادي "أمية" تبنّى فرق الأحياء الشعبية، حيث عمل على تدريبها وتجهيز الملاعب الترابية والألبسة الرياضية، وهو من قام على تهيئة كادر رياضي من مدربين ولاعبين وحكّام في النادي المذكور، وقد أفنى عمره في خدمةالنادي، وخاصة في لعبة كرة القدم».

خالد أقدح الرئيس السابق لفرع الاتحاد الرياضي بإدلب

الأستاذ "مفيد الدّنب" إداري نادي "أميّة" قال: «الأستاذ "أمين نجار" خرّج أجيالاً من الرياضيين في المحافظة، عانى الكثير في حياته أثناء مسيرة بناء رياضة "إدلب"، كان قبل مرضه متابعاً حريصاً للرياضة في المحافظة، وخاصة، كان دائماً يردد خلال مسيرة نضاله في نادي "أميّة"، بأنّه مازال يحلم برؤية ناديه بين أقوى أندية سورية في دوري الدرجة الأولى، وقد تبرّع بالكثير من أمواله طوال حياته للنادي، وأعتقد أنّه من الرجال القلائل في سورية، الذين ينتمون إلى أنديتهم بهذا الشكل وبهذه الروح وبهذا العطاء، ولا زلت أذكر كلماته في احدى الحفلات عندما تبرع بسيارته لنادي "أمية" رغم أنه لا يملك غيرها، كان ينزل إلى الملعب منذ الساعة الواحدة ظهراً، لا يخرج حتى الساعة السابعة مساءً، متنقّلاً، لتدريب كافة الفئات العمرية، ولمتابعة أحوال الفريق، وحلّ مشاكل اللاعبين، وكان يسعى دائماً لجمع التبرعات للنادي، وعندما كان البعض يرفض التبرع، كان يقول لي لا يا"مفيد" لا تزعل، إنهم يُخجّلون أنفسهم، لأننا نجمع تبرعات لناديهم وليس لنا، ومن خلال قربي منه تعلمت منه الكثير، وكانت تربطني به علاقة طالب بمربي، وأنا أعتبره قدوة لي في عملي، لقد شكل الأستاذ "أمين" بالنسبة لي، الدافع الوحيد الذي جعلني أستمر في العمل الإداري في نادي "أمية"، رغم الصعوبات الكبيرة جداً التي عانيتها خلال عشرين عاماً».

أمّا الحكم الدولي "سمير سويد" وهوحكم دولي في لعبة كرة الطاولة فقد قال: «لقد علّمنا الحاج "أمين النجار" أن نحبّ الرياضة، وأن نبذل في سبيل هذا الحب كلّ ما نستطيع بذله، وأذكر له موقفاً أثرّ فيّ كثيراً، فالحاج "أمين" حُرم نعمة الولد، لذلك كان دائماً يعتبر نادي "أمية" ولده الذي لم يرزق به، فكان يقدّم لهذا الابن كل ما يستطيع تقديمه من جهد ومال، كما كان يتعامل بأبوية مع كل رياضيي المحافظة».

مفيد دنب إداري نادي أمية وأحد الخبرات الرياضية في المحافظة

أخيراً يشار إلى أنّ الحاج "أمين النجار" من مواليد مدينة "إدلب" عام 1929 سافر إلى "مصر" عام 1955 للدراسة في كلية التربية الرياضية، وفور عودته بدأ حياته الرياضية مع نادي الإخاء "أمية" حالياً، حيث كان النادي الوحيد في المحافظة، فبعد تأسيس منظمة الاتحاد الرياضي العام، أسس النادي عام 1972 فعمل فيه لسنوات طويلة، وكان في نفس الوقت مدرساً للتربية الرياضية، ثمّ موجهاً اختصاصياً لها، ثمّ رئيساً لدائرة التربية الرياضية ولمدة ربع قرن حتى تقاعده عام 1990.

الحكم الدولي سمير سويد