«لم يعد المختار ذلك الشخص الذي يتمتع بالمكانة المرموقة والمتميزة نفسها بين أبناء البلد سواء كان كبير السن أو صغيراً، فقد حلت اليوم مكانه العديد من الجهات الرسمية التي تقوم بعمله الذي كان يؤديه في الماضي وقد اقتصر عمله حالياً على ختم الأوراق وتسيير معاملات المواطنين، كما أن فقد الدعم الذي كان يقدم له من قبل الجهات المعنية أدى إلى تقليص دوره في المجتمع».

هذا ما قاله الشاب "يوسف حاج عمر" مختار قرية "معردبسي" لموقع eIdleb عند لقائنا به ليحدثنا عن طريقة وصوله إلى المخترة رغم أنه لم يتجاوز الثلاثين عاماً وما هي أهم التغيرات التي طرأت على عمل المختار قديماً وحديثاً والذي أضاف قائلاً: «لم يكن وصولي إلى المخترة أمراً غير طبيعي بل وصلت إليها عن طريق الانتخاب حيث تم انتخاب عشرة أعضاء للمجلس البلدي وبعد ذلك يقوموا بانتخاب أربعة أعضاء مجلس تنفيذي فكنت من الأربعة المنتخبين للمجلس التنفيذي ومن ثم انتخبت كمختار للقرية والسبب في ذلك علاقتي الجيدة مع جميع أبناء القرية من خلال عملي في مكتب لتسيير المعاملات قبل ترشيحي للمجلس البلدي».

لم يكن وصولي إلى المخترة أمراً غير طبيعي بل وصلت إليها عن طريق الانتخاب حيث تم انتخاب عشرة أعضاء للمجلس البلدي وبعد ذلك يقوموا بانتخاب أربعة أعضاء مجلس تنفيذي فكنت من الأربعة المنتخبين للمجلس التنفيذي ومن ثم انتخبت كمختار للقرية والسبب في ذلك علاقتي الجيدة مع جميع أبناء القرية من خلال عملي في مكتب لتسيير المعاملات قبل ترشيحي للمجلس البلدي

وعن أهم الأدوار التي يؤديها المختار في وقتنا الراهن يقول "الحاج عمر": «من حيث المبدأ لم يختلف شيء بين الماضي والحاضر فالمختار هو من أهم الشخصيات في البلد لكن الذي قلص دوره هو عدم وجود صلاحيات مدعومة من الجهات المعنية في المحافظة فهو يقع على عاتقه جميع ما تتطلبه القرية، وتمثيلها في الاجتماعات الرسمية ولكن لا أحد يلتزم باقتراحاته فهذا أضعف شخصيته بين أبناء البلد هذا من حيث العموم ولكن مهما يكن من أمر فمن الجانب الشخصي فلا بد أن يتمتع المختار بشخصية متميزة عن غيرها بحيث يكون محبوباً من قبل جميع الناس وأن يكون بابه مفتوح لجميع المواطنين وأن يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وهذا ما بقي له من أشياء تميزه عن غيره من أبناء بلدته».

السيد يوسف حاج عمر مختار قرية معردبسي

وعن صغر سنه إذا ما قيس بغيره من المخاتير وطبيعة عمله يقول: «حقيقة أن تكون مختار وعمرك لا يتجاوز الثلاثين عاماً أمر لم يكن مألوف سابقاً حتى أن الناس لم تعتاد هذا الأمر فقد مرت بي أحد المواقف الطريفة عندما ذهبت لأستلم الختم من دمشق فقلت للموظف المسوؤل عن ذلك أن لي ختم عنده فقال لي يجب أن يكون صاحب العلاقة شخصياً ظناً منه أن الختم لوالدي فقلت له أنا صاحب العلاقة فقال لي لم يمر علي من قبل مختار بهذه السن فأنت تعتبر أصغر مختار في سورية».

أما طبيعة العمل فقد حاولت أن أستخدم التقنية الحديثة في هذا العمل من خلال تنظيم كافة المعاملات وشهادات الولادة ضمن الحاسب حتى أصبح لدي أرشيف يضم كافة أبناء القرية وهذا ما سهل العمل عن السابق وقلل فرص الوقوع في الخطأ».

أثناء تأديته العمل على الحاسب

يشار إلى أن المختار "يوسف حاج عمر" من مواليد قرية "معردبسي" عام /1979/، ويعمل مختار منذ أكثر من عامين في قريته.