بشغفه الذي عرف به طيلة أيام صباه بحب الثقافة والأدب والتاريخ، تحول من دراسته في قسم "البتروكيمياء" في جامعة "البعث" إلى قسم اللغة العربية في جامعة "تشرين" وتخرج منها عام /1990/ ليكون الخامس على دفعته بمعدل جيد جداً، ومنها إلى العمل الثقافي كمديرٍ بالوكالة للمركز الثقافي العربي بـ"جسر الشغور" عام /1994/.

وإلى الآن ما زال العمل الثقافي الصديق الوفي الذي ينسيه معاناة الحياة ويقض مضجعه في آنٍ واحد، "محمد جمعة حجازي" سطورٌ من حياته كمديرٍ لثقافي "الجسر" يسلط الضوء عليها في لقائه موقع eIdleb قائلاً: «الثقافة حاجةٌ بكل مكوناتها، تنمو وتزداد بازدياد مدركات الفرد ودرجة ثقافته، بدأت وأسرة المركز بالعمل يداً واحدةً لنجعل من ثقافي الجسر منارةً ومنهلاً للمتعطشين للعلم، اختيار الأنشطة يخضع لدعم البنية التحتية الثقافية، واختيار كل الموضوعات يخضع للمناقشة بين إدارة المركز والرواد، وهذا ما نتلمس نتائجه من خلال الحضور الجماهيري الكبير الذي يزيد عن /250/ شخصاً في صالة المركز التي لا تزيد مساحتها عن /60/ متر مربع، ومعظم الأنشطة كرست للأطفال من القصة الطفلية وتعزيز القراءة الإبداعية ومعارض رسوم الأطفال، فالأطفال أنفسهم هم المشاركون في العمل الثقافي وهذا ما أثار دهشة كثيرٍ من المحاضرين الذين تعرضوا للنقد على أيدي تلك البراعم».

"محمد حجازي" يتحلى بالأخلاق العربية الأصيلة من الود والإيثار، ويتميز بثقافته الاجتماعية التي تجعله أحد الأعلام الاجتماعية في المدينة، ومشاركته في جميع المناسبات خير دليلٍ على ذلك

أما عن الندوات المقدمة للمرأة وتدعيم دورها في المجتمع قال "حجازي": «المرأة عماد المجتمع "الجسري"، وهذا ما تشير إليه نسبة روّاد المركز من النساء من كافة الفئات الاجتماعية، وهو ما دفعنا لتوجيه جزء كبير من الأنشطة لشريحة النساء ودورهن في التربية وخدمة المجتمع، وحث المرأة على العمل كحقٍ طبيعي من حقوقها المشروعة، والتربية السليمة في إعداد الأجيال، ودور الأسرة في التنشئة».

يرعى أنشطة المركز الثقافي

كما تحدث عن تجاربه الأدبية ودراساته التاريخية قائلاً: «أستطيع وصف تجربتي الأدبية كونها مجرد محاولات استهوتني أيام دراستي كتبت خلالها الشعر الموزون على بحور "الخليل بن أحمد" وأسميت بعضها "التمرد على بحور الفراهيدي"، وعن الدراسات التاريخية فهي نوعٌ من الاعتزاز بالوطن، ما يثير الدهشة أن ذكر "جسر الشغور" في الوثائق التاريخية لا يرقى لأكثر من /350/ عاماً وهو أمر مغالط للحقيقة، فمنطقة "تل كشفهان" وقفت عليها جيوش "صلاح الدين" أيام الحروب الصليبية، ومركزاً لتجمع جيوش "الاسكندر المقدوني" وكانت تسمى حينها "سلوقس أدنيكاتور" (دبوس الصليبيين) وكثيرٌ من العيون والأرصفة الرومانية في المدينة، كل ذلك يستأهل أن يحظى بدراساتٍ مفصلة لمعرفة التاريخ الصحيح للمدينة».

وبعيداً عن العمل الثقافي كانت شهيدة رفيق الدرب والصبا الدكتور "زكوان العبدو" والذي قال: «"محمد حجازي" يتحلى بالأخلاق العربية الأصيلة من الود والإيثار، ويتميز بثقافته الاجتماعية التي تجعله أحد الأعلام الاجتماعية في المدينة، ومشاركته في جميع المناسبات خير دليلٍ على ذلك».

الجمهور النوعي والغفير لثقافي الجسر

يشار أن "محمد جمعة حجازي" من مواليد "جسر الشغور" عام /1967/.

الدكتور زكوان العبدو