«ولدت وسط بيئة ريفية في قرية "الغدفة" القريبة من "معرة النعمان" في وسط أدبي وثقافي أفخر به حتى هذه اللحظة». بهذه الكلمات بدأ الشاب "براء الجمعة" حديثه لموقع eIdleb وهو الشاب "السوري" الذي تم إيفاده إلى "إيران ليكمل دراسته الجامعية.

والذي أضاف لنا: «بسبب طبيعة عمل والدي في "إدلب" وقبل أن ألتحق بالمرحلة الابتدائية قضينا (3 سنوات) في "المسطومة" قرب "إدلب" ومن ثم عدنا الى ربوع "الغدفة"، فدرست الابتدائية والاعداية فيها وكنت الأول دائما على المدرسة، ودرست الثانوية في ثانوية "وليد بلاني" بمددينة "معرة النعمان" ودخلت الفرع الأدبي وتفوقت في البكلوريا ورغبتي كانت دراسة الفنون الجميلة إلا أنه شاءت الأقدار أن أدرس الأدب العربي في "جامعة حلب" لمدة سنتيين، لكن الفن والرسم ما زال يسري في أوردتي.

الجالية "السورية" هنا معظمها من الطلبة وأنا على علاقة جيدة مع الكثير من الأصدقاء الذين هم إخوتي وهنا يجمعنا حب الوطن والحنين إلى التراب، أما بالنسبة للغربة والشوق للوطن فأقول...لا يدوم اغترابي ... القرية بما فيها من جمال ريفي وتراث عتيق يسكنني دائماً أينما حللت وبيادر من الشوق الى ربوعها المعتقة في تجاعيد ذاكرتي تكاد تحترق، ودعني أقول بصراحة الوطن هو الأم الرؤوم، ما زلت أبحث في أحضانه عن دفء دفين ينفض عن وجه أيامنا غبار السنين ... ويعيدنا إلى حكايات الأصالة المعتقة بالحنين. أما عن مستوى التعليم في "إيران يقول "براء": «أساس أي تطور وتقدم أية أمة هو النهضة العلمية، وهذا ما ألاحظه هنا في "إيران" فالإيرانيون شعب نشيط وذو ثقافة وقد حققوا الكثير من الإنجازات على الصعيد العلمي حتى أنهم غزوا الفضاء، والعلم هنا يصرف عليه الكثير ويعتبر من المقدسات ويسيرون بخطى ثابتة وأسس علمية نحو النهوض أكثر، فعندما تسأل أحدهم لماذا ؟ يكون الجواب مالذي ينقصنا عن غيرنا، حتى لا نصبح مثلهم بل الأفضل

وخلال تواجدي في "جامعة حلب" شاركت في العديد من النشاطات على رأسها وأهمها مهرجان الأدباء الشباب ومعرض الشباب للكاريكاتور الذي أقيم في كلية الآداب الجديدة عام (2003)، وفي أواخر عام (2003) أخبرني صديقي "جابر الاسماعيل" بإعلان البعثات العلمية (الإيفاد) وذهبت وسجلت، ولكن لم يكن لدي أمل مثقال ذرة للقبول، واخترت (3 دول) "إسبانيا" و"إيران" و"مصر"، وبعد شهرين تماماً أتت النتائج وإذا بي قد قُبل إيفادي إلى "إيران"، في الحقيقة ترددت في البداية كثيراً بعدم المغامرة والسفر، لكن في النهاية بعد عدة استشارات قررت وأتيت الى أرض الفن والجمال "إيران"».

براء يشرح للحضور الإيراني في معرض يعرف بسورية

  • حدثنا عن حياتك في إيران وكيف تعيش؟
  • ** في (2/5/2004) سافرت الى بلاد الاغتراب لأول مرة خارج الوطن كان يوما عبوساً ومظلماً جداً، سافرت مع (9 طلاب) من سورية خضعنا لدورة لغة فارسي" لمدة سنة تقريباً في جامعة الإمام "الخميني" الدولية في "قزوين"، وللذكريات في هذه المدينة شجون وحنين، وبالنسبة للسكن خاص بالطلبة الاجانب ما يقارب (200 طالب) أجنبي من مختلف بقاع الأرض والجنسيات فكانت تجربة عميقة وذات خصوصية بالنسبة إلي، وبعد أن انتهت دورة اللغة تم فُرزنا إلى الجامعات كل ذهب الى جامعة وتم فرزي الى جامعة "تبريز".

    براء مع السفير السوري في إيران

    الآن أنا أدرس في هذه الجامعة وأقطن في السكن الجامعي وأنا الطالب العربي والأجنبي الوحيد في هذه الجامعة من الذكور وأقضي وقتي معظمه في المطالعة بشكل عام والأدبية بشكل خاص، والدراسة والخربشة على الورق من رسم وكاريكاتير والانترنت وممارسة بعض الرياضات سباحة وسلة والمشاوير الترفيهية مع الاصدقاء.

    وعن الجالية السورية والحنين للوطن يقول "براء": «الجالية "السورية" هنا معظمها من الطلبة وأنا على علاقة جيدة مع الكثير من الأصدقاء الذين هم إخوتي وهنا يجمعنا حب الوطن والحنين إلى التراب، أما بالنسبة للغربة والشوق للوطن فأقول...لا يدوم اغترابي ... القرية بما فيها من جمال ريفي وتراث عتيق يسكنني دائماً أينما حللت وبيادر من الشوق الى ربوعها المعتقة في تجاعيد ذاكرتي تكاد تحترق، ودعني أقول بصراحة الوطن هو الأم الرؤوم، ما زلت أبحث في أحضانه عن دفء دفين ينفض عن وجه أيامنا غبار السنين ... ويعيدنا إلى حكايات الأصالة المعتقة بالحنين.

    سوريته معه في إيران

    أما عن مستوى التعليم في "إيران يقول "براء": «أساس أي تطور وتقدم أية أمة هو النهضة العلمية، وهذا ما ألاحظه هنا في "إيران" فالإيرانيون شعب نشيط وذو ثقافة وقد حققوا الكثير من الإنجازات على الصعيد العلمي حتى أنهم غزوا الفضاء، والعلم هنا يصرف عليه الكثير ويعتبر من المقدسات ويسيرون بخطى ثابتة وأسس علمية نحو النهوض أكثر، فعندما تسأل أحدهم لماذا ؟ يكون الجواب مالذي ينقصنا عن غيرنا، حتى لا نصبح مثلهم بل الأفضل».

    جيل الشباب دوماً مفعم بالحيوية والنشاط، عن هذا الجانب تحدثنا لنا "الجمعة" قائلاً: «باعتباري عضو الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع إيران فنحن المسؤولون دائماً عن المشاركة في أي معرض يقام هنا وأشارك برسوماتي دائماً في هذه المعارض، ويشارك الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع إيران في كل عام في المعرض العلمي والثقافي الذي تقيمه وزراة العلوم والأبحاث والتقانة "الإيرانية".

    ويشارك الطلاب السوريون بالجناح السوري ضمن القرية العالمية المخصصة للأجانب بمجموعة من اللوحات السياحية والثقافية وبعض الصناعات اليدوية الخشبية والنسيجية كما أنه هناك قسم مخصص للمجلات والكتب العلمية المطبوعة في سورية والممثلة للجامعات السورية ويتم عرض مجموعة من مشاركات وإبداعات الطلاب السوريين والتي تتضمن الرسم على الزجاج والخط العربي ورسوم الكاريكاتير ومقالات علمية وعدداً من مشاريع التخرج التي أعدها الطلاب السوريون الدارسون في إيران.

    ويجدر الإشارة أيضاً في السنة الأولى لي هناك أقمت معرضاً ثقافياً وسياحياً عن سورية في جامعة "تبريز" بالتعاون مع المركز الثقافي العربي "السوري" في "طهران" ولقد لاقى رواجاً كبيرا في الجامعة، واشتركت في معرضين للكاركتور بالإضافة إلى أنني أقمت معرضاً كاريكاتورياً خاصاً عن الفنان الشهيد "ناجي العلي" بالإضافة إلى ندوات وأمسيات أدبية للتعريف بأعلام الأدب العربي ومن هذه الندوات والأمسيات ندوة حول الشاعر "نزار قباني" و"غادة السمان" و"محمود درويش" ولقد لاقت هذه الأنشطة إقبالاً منقطع النظير في الجامعة، وتم اختياري وتكريمي من قبل الجامعة على مدار عامين بدرع الطالب النموذجي».

    *ماذا يطمح "براء"؟

    **طموحي الأول أن ينعم الجميع بالإنسانية المفقودة وأن تغدو الثقافة قوت يومي للجميع وأن أغرق أكثر في عالم المعرفة بلا حدود، وأن أصبح رسام كاريكاتير ... بريشتي.