مدرسة كبيرة وقبر صغير، تناقض كبير إلا أن الشيئين يمتلكان تسمية واحدة لشخص واحد وهو الطبيب الشهيد "حسن حسني الدمشقي"، وتقع المدرسة والقبر المذكوران في مدينة "المعرة"، موقع eIdleb تحرى عن شخص الشهيد "الدمشقي" لدى أكثر المهتمين بجمع معلومات عنه ومعرفة حقيقته...

وهو مدير مدرسة "الدمشقي" الأستاذ "هشام كرامي" الذي يُدون تاريخ "معرة النعمان" حيث تحدث عن شخص الشهيد "حسن الدمشقي" قائلاً: «"الدمشقي" أول طبيب يحمل شهادة بمؤهل علمي في الطب دون منازع، وهو من مواليد مدينة "دمشق"، التي درس فيها وأكمل دراسته بعد ذلك في كلية الطب جامعة "القاهرة" وتخرج منها خلال قيام الثورة العربية الكبرى، وفي هذه الأثناء استغل "الدمشقي" قدوم الأمير "فيصل" من بلاد "الحجاز" لمرافقته إلى مدينة "حلب"، لكنه حين أتى "المعرة" استطاب له العيش فيها، فمكث في أحد منازلها وهو منزل الحاج "لطفي الجندي" في الحي الشمالي، وتم تعيينه بأمر من الملك "فيصل" موظفاً في "السراي" الحكومي الذي كان يقع أسفل شارع المركز الثقافي القديم».

"الدمشقي" أول طبيب يحمل شهادة بمؤهل علمي في الطب دون منازع، وهو من مواليد مدينة "دمشق"، التي درس فيها وأكمل دراسته بعد ذلك في كلية الطب جامعة "القاهرة" وتخرج منها خلال قيام الثورة العربية الكبرى، وفي هذه الأثناء استغل "الدمشقي" قدوم الأمير "فيصل" من بلاد "الحجاز" لمرافقته إلى مدينة "حلب"، لكنه حين أتى "المعرة" استطاب له العيش فيها، فمكث في أحد منازلها وهو منزل الحاج "لطفي الجندي" في الحي الشمالي، وتم تعيينه بأمر من الملك "فيصل" موظفاً في "السراي" الحكومي الذي كان يقع أسفل شارع المركز الثقافي القديم

وعن ملابسات موت "الدمشقي" أضاف الأستاذ "هشام": «السبب الأساسي الذي كان وراء موت "الدمشقي" هو ميله لدعم ثورة "هنانو" بتقديم العلاج للجرحى والمصابين في منزله، وجرت العادة أن "الدمشقي" كان يشتري "الزرنيخ" السام لاستخدامه أحياناً مع الدواء، وحين علم الفرنسيون بانضمامه إلى الثوار جاؤوا لزيارته بقيادة صديقه الضابط "برنارد تيبيري" بهدف التأكد من وجود جرحى لديه، فقدم لهم الشاي بعد أن دس لهم السم فيه، إلا أنهم أحسوا بوجود السم وحصل العكس، حيث أجبروه على شرب قدح الشاي المسموم، وتوفي الطبيب "الدمشقي" عام /1920/، وقام الفرنسيون بإخفاء جثته ودفنه سراً في المقبرة خوفاً من أهل "المعرة"، ومضت فترة من الزمن حتى تمكن الناس من معرفة مكان قبر الشهيد ووجدوا القبر خلال دفن أحد الموتى في مقبرة "الشيخ حمدان"، وكان حبهم له عظيماً، فأجلوا القبر وقاموا بوضع حُجرة وشاهدة له، ولا يزال هذا الرجل مجهول النسب ولا توجد وثائق حقيقية تدل على اسمه الحقيقي، وفي اعتقادي أن كنية "الدمشقي" هي نسب حقيقي له لأن العوام كانوا في "المعرة" يستخدمون كلمة "الشام" للإشارة إلى "دمشق"، وعلى هذا فإن كلمة "الدمشقي" ليست لقب بل كنية حقيقية له».

مدرسة الدمشقي للتعليم الأساسي

وبعد وفاة الشهيد الطبيب، أكمل الأستاذ "هشام": «في العام /1984/ أي بعد مضي حوالي /50/ عاماً على وفاته، تم تكليف الأديب والقاص الطبيب "عبد السلام العجيلي" رسمياً من رئاسة الجمهورية بمتابعة ملف "حسن الدمشقي"، وبوشر بالتحري عنه على نفقة نقابة الأطباء وتخصيص مكان لنشر المعلومات التي تخصه في الصحيفة الرسمية شهرياً خلال مدة عامين، لكن هذه المعلومات لم تصل للحد المطلوب عنه، وفي عام /1986/ تم تسمية هذه المدرسة باسمه بناءً على رجاء من رئيس رابطة المجاهدين بـ "إدلب" المجاهد "عمر الأبرش"، وبعد أول زيارة لي لقبر "الدمشقي" حين كنت طالباً في الجامعة لاحظت آثار الخراب عليه فقمت مع بعض زملائي بخلع الشاهدة المهدورة والاحتفاظ بها لمدة طويلة حتى تمكنا أخيراً من إعادتها إلى أعلى حجرة القبر، وحاولنا القيام بجمع معلومات عن شكله الحقيقي ورسم لوحة له في غرفة إدارة المدرسة، وظهرت خطة بعد ذلك لإقامة نصب تذكاري له لكنها باءت بالفشل الذريع».

ألف الأستاذ "هشام" قصيدة شعرية عن بطولة الشهيد الطبيب قال فيها:

قبر الدمشقي والشاهدة فوقه

هذا الضريح به الدمشقي المنتمي.. للعز في ألقٍ وأرفع منزل

نال الشهادة في غربةٍ من بعد ما.. ناداه داع الحق أقبل فاعتل

الباحث هشام كرامي عند قبر الدمشقي

مذ في الفدى دعاه تاريخ الوفى.. لبى نداء الحق دون تمهل.