في قرية "كفرلاتا" التابعة لمنطقة "أريحا" في محافظة "إدلب" ولد المهندس "زكريا قواس" عام /1944/، ليبدأ "قواس" مسيرة بدأها أجداد أجداده في العناية بشجرة معطاءة اعتادت على أن تكرم من يكرمها. حصل "قواس" على إجازة في العلوم الزراعية من كلية الزراعة في جامعة "حلب" عام /1971/، ومن ثم حصل على دبلوم دراسات عليا في وقاية النبات عام /1992/ من كلية الزراعة في جامعة "حلب" أيضاً.

منذ تخرجه عمل "قواس" مدرساً في الثانوية الزراعية بـ"حارم" حيث شارك في تعديل المنهاج التعليمي للثانوية الزراعية فشارك في تأليف كتب "البستنة" و"تربية الدواجن" لها.

يعمل بها أكثر من 25% من سكان سورية وتحتل المرتبة الثانية بعد القمح حالياً

وفي نهاية عام /1981/ انتقل إلى مديرية مكتب الزيتون وساهم في تأسيسها حيث شارك في دورة الزيتون الدولية التي أقيمت في الجزائر، ليتجه بعدها إلى إيطاليا في جولة اطلاعية مدتها شهر ونصف حيث اطلع على كافة العمليات الزراعية المقدمة لشجرة الزيتون وفق خط متكامل من التأسيس والفلاحة وتقليم الأشجار وبرامج مكافحة متكاملة حتى عصر الزيتون وتصنيعه.

المهندس "زكريا قواس"

وعن سبب اختياره لخط العناية بشجرة الزيتون في دراساته يقول: «شجرة الزيتون كرمتها الديانات السماوية حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم لما لها من أهمية اقتصادية وغذائية وصحية».

عاد بعدها إلى سورية ليشارك في وضع البرنامج الإرشادي للزيتون الأولي من ثم المعدل، ليضع بعدها برنامج المكافحة المتكاملة لآفات الزيتون، ومن ثم كتاب دورة الزيتون الإقليمية في عام /1988/. أشرف "قواس" على تنظيم خمس دورات تدريب إقليمية على الزيتون بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية في الفترة /1988-1997/ والدورة الخامسة في تقليم الزيتون في عام /1995/م. وعن الأهمية الاقتصادية لشجرة الزيتون يقول: «يعمل بها أكثر من 25% من سكان سورية وتحتل المرتبة الثانية بعد القمح حالياً».

صديق شجرة الزيتون

لم يتوقف نشاط المهندس "زكريا نوري قواس" عند ذلك بل ساهم في التنفيذ والإشراف على عدة دراسات تخص الزيتون منها استخدام الأغطية البلاستيكية والمبيدات الفطرية الجهازية في معالجة مرض ذبول الزيتون، وإطلاق العدو الحيوي TRICHOGRAMA OLEAE على الجيل الزهري والثمري لعثة الزيتون.

وشارك كباحث في عدد من الندوات منها الندوة الدولية الأولى والثانية للزيتون في مقر مديرية مكتب الزيتون، وفي ندوة المكافحة المتكاملة للزيتون بالتعاون مع المركز العربي "أكساد".

شجرة الزينون بحاجة إلى رعاية

نشاط "قواس" العلمي تجاوز الحدود السورية ليشارك كباحث في مؤتمر بحوث وقاية الزيتون لدول حوض المتوسط الذي انعقد في "صفاقس" في تونس، ومؤتمر شبكة بحوث وقاية الزيتون لدول حوض المتوسط الذي انعقد في "مراكش" في المغرب عام 1994، وفي العام نفسه قام بجولة إلى جنوب شرق آسيا فاطلع على إمكانية تطوير الصناعات ذات المنشأ الزراعي في الهند، بالإضافة إلى حضوره لاجتماع المجلس الدولي لزيت الزيتون الذي انعقد في "مدريد" العاصمة الإسبانية.

بالإضافة إلى كل ذلك شارك في مشروع تحسين إنتاج الزيتون وتصنيعه بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة F.A.O خلال الفترة /1996-1998/. يقول "قواس": «سورية هي الموطن الأصلي لشجرة الزيتون ومنها انتقلت إلى باقي بلدان العالم عبر المدّ الحضاري السوري إلى تونس وإسبانيا، ولعلّ اكتشاف آثار "إيبلا" التي يرجع تاريخها إلى /3500/ سنة قبل الميلاد دليل على ذلك».

ومع مطلع عام /1999/ تسلم منصب المدير العام للشركة العربية للزيت والزيتون، وبطلب من الشركة الوطنية في المملكة العربية السعودية قام بتنفيذ مهمة لمدة أسبوع لتقديم تقرير عن واقع أشجار الزيتون في الشركة ومعالجة جفاف بعض الأشجار. في عام /2000/ عمل المهندس "قواس" كمدرس في كلية الزراعة بجامعة "حلب" في قسم وقاية النبات، وأشرف على عدد من الدراسات التي تقدم بها طلاب الدراسات العليا. ومنذ عام /2001/ عمل كخبير فني في شركة "الشرق الأدنى لمنتجات الزيتون" والتي ساهمت في إدخال مفهوم زيت المائدة إلى عدد من دول أوروبا.

ولتطوير إنتاجية شجرة الزيتون وتحسين الإنتاج كماً ونوعاً ينصح المهندس "زكريا قواس" بإتباع الإدارة المتكاملة لبساتين الزيتون من حيث: «زراعة أصناف موثوقة الأصل، وتقديم التقنيات الزراعية وتحقيق مكافحة حشرات الزيتون، بالإضافة إلى القطاف في الموعد المناسب، وعصر الثمار خلال ثلاثة أيام من القطاف، وتخزين الزيت على درجة حرارة 15 درجة مئوية». ويقول: «شجرة الزيتون هي جزء من تراث محافظة "إدلب" وسورية بشكل عام وقد تغنى الشعراء بشجرة الزيتون، ففيها قال جرير هشام بن عبد الملك: شققت من الفرات مباركات/ جواري قد بلغن كما تريد ، بها الزيتون في تلل ومالت/عناقيد الكروم فهن سود».