هو واحد من الشخصيات التي تركت بصمتها الواضحة في تاريخ "أريحا" والمنطقة من خلال إرثه الشعري الذي كان أغلبه في القدود والمدائح النبوية التي مازالت تلحن وينشدها كبار المنشدين في سورية وخارجها.

تنقل بين العديد من البلدات والقرى السورية معلماً وهو يحمل عوده وقلمه ليكتب ويعزف ويؤلف الألحان الموسيقية على عوده الذي لم يفارقه طوال حياته، فكان نتاجه الأدبي والموسيقي مجموعة من المواويل والقدود والمدائح النبوية التي مازالت تمثل التراث الشعبي في "أريحا" حتى الوقت الحاضر.

استنكر "الجسري" نكسة الإنفصال وهجا الانفصاليين بقصائد عديدة كما التقى بالعديد من كبار شعراء عصره أمثال "الجواهري" و"عمر أبو ريشة" وغيرهم ولاقى شعره إعجاب الكثيرين منهم

الشاعر والموسيقي فتى "أريحا" كما كان يلقب نفسه "أحمد الجسري" الذي حدثنا عنه الباحث التاريخي "مصطفى سماق" عند لقائنا به يوم الأربعاء 19/11/2008/ حيث بدأ ببطاقته الشخصية فقال: « ولد الشاعر "أحمد الجسري" في مدينة "أريحا" عام/1910/م نشأ فيها وتعلم القراءة والكتابة على أيدي شيوخ ورجال الدين في الكتاتيب وبعد أن أتقنها انتقل إلى قضاء "إدلب" لإكمال دراسته الابتدائية وانتسب بعدها إلى مدرسة المأمون في "حلب" لدراسة المرحلة الإعدادية، ثم انتسب إلى دار المعلمين مدرسة التجهيز الأولى وتخرج منها عام /1930/م وعين معلماً في إحدى مدارس ريف "حلب" ثم نقل إلى قرية "البارة" في ريف "أريحا" وتنقل في قرى وبلدات عديدة في محافظة "إدلب" ومحافظة "حلب" ثم عاد معلماً إلى مدارس بلدته عام /1959/ وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام/1970/».

وعن نتاجه الأدبي والفني يقول "السماق": «تميز شعر الجسري بسلاسة الألفاظ وبساطة التعبير وعمق المعنى والمدلول حتى فهم شعره الإنسان المثقف والعادي والبسيط وكان يغلب على شعره ونظمه المواويل والقدود في المديح حتى غنى أشعاره أهم المنشدين في سورية والوطن العربي ومنهم "النقشبندي" من "مصر" و"توفيق المنجد" من "سورية" وغيرهم».

ويتابع: «كما أن "الجسري" تأثر بالقضايا الوطنية والقومية التي عاصرها ففرح بالوحدة التي قامت بين سورية ومصر وقال فيها أجمل قصائده ومنها قوله:

مدت دمشقُ يداً منها لقاهرةٍ/ يصافحُ الإلفُ شوقاً إِلفهُ الثاني

واستقبلَ النيلُ في أحضانهِ بردى/ فكونا كوثرً من خيرِ أوطاني

وأرسل هذه القصيد للرئيس "جمال عبد الناصر" فأعجب بها و أرسل له رسالةً جوابية شكره فيها والرسالة مازالت محفوظة في أرشيف مكتب التوثيق»، والقول للأستاذ "مصطفى سماق" ويتابع قائلا: «استنكر "الجسري" نكسة الإنفصال وهجا الانفصاليين بقصائد عديدة كما التقى بالعديد من كبار شعراء عصره أمثال "الجواهري" و"عمر أبو ريشة" وغيرهم ولاقى شعره إعجاب الكثيرين منهم».

وعن ميوله الموسيقية يقول "السماق": «كان "الجسري" أحد أهم العازفين في منطقة "أريحا" حيث كان عوده لا يفارقه في جميع رحلاته وتنقلاته في القرى والبلدات السورية حتى تمكن من وضع العديد من الألحان الموسيقية التي مازال يعمل بها العازفون على هذه الآلة حتى وقتنا الحاضر وقد قمت بكتابة تفاصيل أدبه وفنه في "كتاب أعلام" من بلدي الجزء الأول».

ويتابع قائلا: «رحل الشاعر والموسيقي "أحمد الجسري" تاركاً العديد من المؤلفات الموسيقية والأدبية التي خلدت اسمه على مر العصور ومن أهمها: كتاب بعنوان "نفحة من النفحات الجسرية" عام /1945/ وكتاب بعنوان "الجسريات النبوية في القدود المديحية" وكتاب "الأنثى عشرية في المدائح النبوية" وجميعها تحتوي على القصائد والقدود والمدائح النبوية وله ديوان شعر وكتاب بعنوان "خطواتي في الحياة" ويتحدث فيه عن واقع الحياة في زمانه».

كرمه مكتب "التوثيق السياحي والأثري" في ملتقاه السنوي عام /2006/ وكانت هناك العديد من المشاركات حول حياة الشاعر والموسيقي "أحمد الجسري" ومنها مشاركتي التي حملت عنوان "الشاعر أحمد الجسري عطاء زاخر" والقول "للسماق".