تعود الذكريات الرمضانية بطقوسها وحفلات الطرب الأصيل، ومعها تعود أيام "الحكواتي" و"ألف ليلة وليلة" من ليالي "إدلب" الخضراء لتزيد رمضان بهجةً ومتعة، أمسية فنية أقامها المركز الثقافي العربي في "إدلب" بتاريخ 26/8/2010 جمعت بعض أدبائها ومثقفيها وفنانيها كانت مزاجاً بين التراث الأصيل للمدينة وحاضرها

جمع نتاج أولئك المثقفين بأعمالٍ متعددة تحدث عنها لموقع eidleb الفنان "مهند زيداني" الذي تقلد شخصية الحكواتي "أبو كرمو" فقال: «ترتبط شخصية الحكواتي بشهر رمضان كما ارتبطت بحكايات "الزير سالم" و"الشاطر حسن" لكننا اليوم حرصنا على أن نستعيد تراث المدينة العريق بحفلاتها وطرق العرض المختلفة للحكاية، فقمت بإلقاء مقدمة حكاية رجلين من المدينة عمل على أدائها بطريقة كوميدية كل من الفنانين "مصطفى شحود" و"أحمد نيربي" وهي من كتابة الأديب "خطيب بدلة"، ولأن الأمسية تجمع المثقفين من أبناء المحافظة كان لابد من إجراء بعض المسابقات الشعرية وتقديم بعض الجوائز للرابحين».

لا تخلو الحفلات الفنية من "الدلّال" و"المربعة" و"الشيخاني" لذلك قدمت فرقتنا عرضاً راقصاً على إيقاع الموشحات، والرقصة "العربية" و"السماح"، ورقصة "المولوية" فيما أدى مطربو الفرقة بعض الأغاني الشعبية والقدود "الحلبية" وأغاني أيام زمان التي دائماً ما ترددها الحناجر

وعن الفقرة الكوميدية تحدث الفنان "مصطفى شحود" القائم بدور "أبو حدو" فقال: «تتناول الفقرات الكوميدية الهادفة نقداً اجتماعياً للعادات السيئة في المجتمع، تحدثنا عن موضوعات هامة منها دراسة الإناث والمقولة السائدة في المجتمع : "قبر البنت بيت جوزها"، كما تطرقنا إلى فقرة غلاء المهور في المدن عنه في الريف وكيف كانت المهور في الماضي تقدم كمواد مثل القمح أو زيت الزيتون».

الجيران أبو صطيف وأبو حدو

وعندما نتكلم عن النواحي التراثية فلا بد أن تكون الرقصات الشعبية حاضرةً على المنصة قبل الجميع وعنها تحدث السيد "صبحي سرميني" مدير فرقة "إدلب للفنون الشعبية" قائلاً: «لا تخلو الحفلات الفنية من "الدلّال" و"المربعة" و"الشيخاني" لذلك قدمت فرقتنا عرضاً راقصاً على إيقاع الموشحات، والرقصة "العربية" و"السماح"، ورقصة "المولوية" فيما أدى مطربو الفرقة بعض الأغاني الشعبية والقدود "الحلبية" وأغاني أيام زمان التي دائماً ما ترددها الحناجر».

الشاعر "مازن عون" أحد الحاضرين في هذه الأمسية تحدث عن تكامل فقراتها: «كما كانت السهرات الرمضانية في الماضي تشتمل على عدة فقرات فقد شملت هذه الأمسية على عدة محاور لم نعد نراها سوى على شاشات التلفاز في المسلسلات التراثية، فالحكواتي الذي ذهب دونما وداع أخذ التلفاز مكانه كما أخذ الأحبة من بعضهم في سهرات "الموال" و"الموشح"، وحتى المسرح الارتجالي الذي حل عن مسرح الظل و"كركوز وعيواظ"، رأينا هذه الأمور تجلت في هذه السهرة الفنية الأدبية الثقافية الشاملة».

خطيب بدلة وتاج الدين موسى ونجيب كيالي

وكما يرى الأستاذ "هيثم شحادة" مدير الثقافة في "إدلب" أن "رمضان" ليس شهر العبادة وحدها فيقول: «رغم أن رمضان هو شهر العبادة والتقرب من الله فهو أيضاً شهر المودة والألفة بين الناس، وإذا انقطعت أواصر الحب والألفة بينهم، فإن هذا الشهر يمر سريعاً كما أتى، وخلال هذا الشهر تقل الأنشطة الثقافية لذلك حرصت مديرية الثقافة على إقامة هذا النشاط بالفقرات الاجتماعية والموروث الشعبي الغني للمحافظة».

وحول إقامة أنشطة أخرى قال "أحمد المصري" مدير المركز الثقافي العربي في "إدلب": «ستتحول هذه السهرة الرمضانية في الأسبوع المقبل إلى خيمة رمضانية تشمل على عدة أنشطة، هذا النشاط هو الأول لي في "ثقافي إدلب"، ووضعنا نصب أعيننا إقامة نشاطات تشمل احتياجات المجتمع من المرأة إلى الطفل والشباب والطلبة، وإقامة الأنشطة المسرحية والترفيهية ودعم الأنشطة الغائبة عن المحافظة كسينما الهواء الطلق وما يخص ذوي الاحتياجات الخاصة».

من تفاعل الجمهور