انطلق مهرجان "إدلب الخضراء" للفنون الشعبية الرابع، ليشهد مع إطلالة اليوم الثاني افتتاح معرض للفن التشكيلي وهو ما يعتبر من الفعاليات الموازية للمهرجان، وكانت المشاركة كبيرة ومتنوعة.

موقع eSyria جال في المعرض واستوقف من الزوار السيدة "ليلى جوّاد" التي تحدثت عن المعرض من وجهة نظر متذوق للفن:

لا أعمل على التوثيق بالريشة ولكن هاتين اللوحتين تناسبان مثل هذه المناسبة الخاصة بالتراث

«هناك غموض في بعض اللوحات، ومستوى المعرض عال، هناك تنوع بالشكل، واستخدام اللون مناسب للمواضيع التي تناولتها، والبعض منها تناول المرأة وحنان الأمومة بشكل عام، فجاءت تعبيراتها صادقة، وأعجبتني المناظر الطبيعية التي عكست واقع محافظة "إدلب الخضراء"».

الفنان التشكيلي "عبد الغني غفير"

كذلك التقينا الفنان "مصطفى قطيني" فحدثنا عن تجربته في هذا المعرض بالقول:

«مشاركتي اقتصرت هذا العام على لوحة واحدة فقط، وهي تندرج في الإطار الواقعي، وأضفت له شيئاً من الخيال، حيث أقدّم فيها مكاناً قريباً من منطقة "الغاب"، وقد استخدمت في هذه اللوحة عدة تقنيات بالريشة والسكين، بأي شيء يحقق له رؤيته البصرية، وأضيف إليها استخدام "الاسفنجة" وكذلك أصابع اليد، لا يهم الأسلوب المهم أن تتحقق هذه الرؤيا التي أنشدها وينشدها كل الفنان».

من لوحات المعرض

ويكشف لنا عن عمله على أسلوب جديد ربما لم نسمع به من قبل، وعنه يقول:

«ببساطة لا بدّ لكل فنانٍ تشكيلي أن يمر على الأسلوب الفني الواقعي فيما يعرف بالمدرسة "الواقعية"، هذا الأمر لا بد أن يتطور، فبالنسبة لي فإنني أعمل على مدرسة "اللانهائية" في الخط، واللانهائية في اللون، ولا أعتقد أن أحداً قد تطرق لهذا الموضوع من الناحية الفنية، وأستطيع القول إنه من اختراعي، ولذاتي وحدي، كمدرسة أو كمنهج، وأنا أعمل للمشاركة في مهرجان "أبي العلاء المعري" القادم بأسلوبي الجديد».

"نبال بكفلوني" المشرفة على المعرض

ثم التقينا الفنان التشكيلي "عبد الغني غفير" والذي اكتفى بلوحتين، وعن هذه المشاركة قال: «اقتصرت مشاركتي على لوحتين فقط، الأولى تمثل سوقاً قديماً كان موجوداً في مدينة "إدلب" ولم يعد له وجود في أيامنا هذه، فقد أزيل بسبب التجديد العمراني، كنا نتمنى أن يحافظ على هذا المكان بالتحديد».

وعن أدواته المستخدمة قال: «لا أعمل على التوثيق بالريشة ولكن هاتين اللوحتين تناسبان مثل هذه المناسبة الخاصة بالتراث».

وعن دلالة المكان في لوحة السوق القديم قال: «لي ذكريات في هذا السوق فقد عشت فيه طفولتي، ومازالت تلك الصور عالقة في ذاكرتي، فهو قريب من "حارتنا" فالطبيعة التي تجدها في اللوحة كالعربات تعكس الحالة الريفية التي كانت سائدة وهي تشعرني بأصالة الإنسان في هذه المدينة، كيف كانوا يعيشون، ببساطة هو الحنين، وهذه اللوحة تجسد هذا المكان الذي طالته يدُ المدنية الحديثة ليبتعد عن ذاكرتنا، ويسمى هذا السوق "الساحة التحتانية" فيها شجرة "توت"، وفي العمق يوجد "خان الشحادين" يجتمع فيه الناس الدراويش والبسطاء».

ويضيف: «أجسد المدرسة الواقعية في أعمالي، والواقعية هي بداية كل فنان، وهناك أسماء كبيرة في عالم الفن التشكيلي بدؤوا مشوارهم بالواقعية ومن ثم اتجهوا إلى مدارس أخرى، ومن ثم عادوا إليها، وأحياناً تجد أن الشكل هو الذي يحدد النمط الذي يعمل عليه الفنان».

كذلك التقينا الفنان التشكيلي "بدر مارتيني" الذي تحدث عن مشاركته فقال: «لوحاتي واقعية خاصة، والمشهد هو الذي يفرض الشكل والإخراج للوحة، أضف إلى الأسلوب وروح الفنان التي تشكّل هذه الروح، حتى إن أحد المعلقين قال إنه يرى عدسة فوتوغرافية تلتقط المشهد، ربما يكون ما قاله صحيحاً، فأنا منسجم مع كل سنتيمتر من لوحاتي، واستمتع بنتيجة العمل الفني».

الفنان التشكيلي "أنس حامد" تحدث عن مشاركته في مهرجان الفنون الشعبية الرابع، فقال:

«بالنسبة للمعارض مشاركاتنا دائمة ولكن ينقصنا دعم إعلامي ودعم من جهات مختلفة ذات صلة، هذا الدعم بكل تأكيد سيشكل حافزاً كبيراً للفنان وإبداعاته».

وفي حديثه عن مشاركاته يقول: «منذ أكثر من عشر سنوات أشارك في المعارض المتنوعة، وبالنسبة لمهرجان الفنون الشعبية فمشاركتي فيه منذ انطلاقته، أعمل على الرمزية متناولاً فيه بيئتنا ومظهراً الملامح العربية البدوية التي يمكن أن تدل على طبيعة الإنسان، لذا استخدمت الألوان الترابية لتدل على الوطن العربي».

وحول رأيه بطريقة تعاطي المتلقي مع مثل هذه الأعمال الرمزية قال: «يجب أن نعرف أن الهوة ما زالت موجودة بين اللوحة والمتلقي، فمازال الجمهور متذوقاً للأعمال الكلاسيكية، ولكن حتى الرمزية يمكن التعاطي معها بشكل لا بأس به فنسبة المثقفين في هذه المحافظة ليست قليلة».

ولأن لوحاته غير معنونة، قال: «عادة لا أضع اسماً لأي لوحة، فعلى المتلقي أن يعطيها اسماً يعكس انطباعه هو وما فهمه من خلال هذه اللوحة».

كما التقينا السيدة "نبال بكفلوني" المشرفة على هذا المعرض، فتحدثت عن كيفية اختيار الأعمال قائلة: «المجموعة التي اخترناها هي من مقتنيات وزارة الثقافة، وكنا حريصين أن تكون هذه اللوحات للفنانين التشكيليين من المنطقة الشمالية، وبالطبع أفردنا مساحة جيدة للفنانين أبناء هذه المدينة الجميلة "ادلب" مستضيفة الحدث».

وتضيف: «هناك خطة وضعتها وزارة الثقافة تهدف إلى إقامة معارض جوالة للفنانين التشكيليين السوريين تجوب كل المحافظات».