كانت مدينة "الفوعة" الواقعة إلى الشرق من مدينة "إدلب" بنحو خمسة عشر كيلومتراً على موعد مع الوفاء للبطولة وتضحيات أبطالها وهي تحتضن فعاليات مهرجان نصرة "القدس" وفلسطين الذي نظمه المركز الثقافي في "الفوعة" بالتعاون مع مجلس المدينة احتفاءً بالقدس عاصمة للثقافة العربية، وكذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتصار المقاومة الوطنية الفلسطينية في "غزة". مهرجان اجتمع فيه الأدباء والفنانون من فلسطين ومن سورية يومي 28و29/1/2010 لتحية المقاومة الفلسطينية وبطولاتها وكلّ على طريقته الخاصة سواء بالشعر أو بالرسم أو بالنحت.

وقد تضمنت فعاليات المهرجان أمسية شعرية شارك فيها الشاعر الفلسطيني "خالد أبو خالد" والشاعر "مصطفى خضير" ابن مدينة "الفوعة" اللذين قدما قصائد عن "غزة" وبطولات الشعب الفلسطيني، وندوة أدبية بعنوان "فلسطين في الأدبين العربي والفارسي" شارك فيها الدكتور "فخري البوشي" المدرس في كلية الآداب في جامعة "دمشق" والأديب "عدنان كنفاني" من فلسطين، كما قدّم "عمر الأرناؤوط" نائب رئيس رابطة المجاهدين والمحاربين القدماء في سورية محوراً بعنوان "فلسطين في ذاكرة المحاربين والمجاهدين القدماء"، وكذلك تم افتتاح معرض فني ضم لوحات كاريكاتيرية لرسامي الكاريكاتير الفلسطينيين "فادي أبو حسان" و"فؤاد عياش" وعدد من لوحات الفن التشكيلي للفنان "جها د مصطفى" من مدينة "الفوعة" مع مجموعة من أعمال فن النحت للفنان "صالح البوشي" رصدت بطولات المقاومة والواقع العربي والعالمي بصورة ناقدة وساخرة.

الكلمة هي سلاح من أسلحة العمل النضالي في تاريخ هذه الأمة، وقد شكّل ديوان العرب دائماً سجلاً حياً لكلّ المعارك التي خاضتها هذه الأمة، ونحن نقاتل منذ ما يزيد على 120 عاماً وسنبقى نقاتل حتى ننتصر، والمقاومة هي طريقنا حتى نكون وسنكون

"سمير مرعي" مدير المركز الثقافي في "الفوعة" قال: «عندما نحتفل بـ"القدس" عاصمة للثقافة العربية فإننا نحيي هذه المدينة المقدسة ونحيي صمود أهلها ضد كلّ محاولات التهويد والتشريد والطرد وهدم المنازل، و"القدس" لها مكانتها الروحية لكونها ملتقى الديانات السماوية، وإنّ ما نقوم به اليوم هو نشاط الكلمة التي تعانق الفعل، والكلمة والفعل هما سبيلنا إلى المقاومة والصمود، هذه المقاومة المدعومة بالقوة والمؤيدة بالإيمان والمعززة بالشهادة هي قدرنا وخيارنا إلى تحقيق النصر».

معرض الكاريكاتير

وفي لقاء لموقع eIdleb مع الشاعر الفلسطيني "خالد أبو خالد" تحدّث عن مشاركته في هذا المهرجان بالقول: «الكلمة هي سلاح من أسلحة العمل النضالي في تاريخ هذه الأمة، وقد شكّل ديوان العرب دائماً سجلاً حياً لكلّ المعارك التي خاضتها هذه الأمة، ونحن نقاتل منذ ما يزيد على 120 عاماً وسنبقى نقاتل حتى ننتصر، والمقاومة هي طريقنا حتى نكون وسنكون».

أما رسام الكاريكاتير الفلسطيني "فادي أبو حسان" فتحدث عن رحلته مع فن الكاريكاتير ومشاركته في هذا المهرجان بالقول: «رحلتي مع فن الكاريكاتير بدأت منذ العام 1990 و كانت البداية من خلال الرسوم الكرتونية مع مجلة لبنانية للأطفال اسمها "سامر" ثم عملت في مجلة "الكفاح العربي" وفي العام 2005 التقيت مع أخي وصديقي الفنان "فؤاد عياش" وكانت العروة الوثقى بيننا في الأفكار والرسوم والمشاركات وقد قمنا بتنظيم معرض "غزة" الدولي في العام 2009وشارك فيه 313 فناناً من فناني الكاريكاتير من 41 دولة الذين قدموا 512 لوحة، كما أننا لا نزال نعمل مع "الجزيرة نت" منذ العام 2008 وكذلك أنا أقوم بنشر رسومي الكاريكاتيرية في مجلة "الرأي الآخر" اللبنانية وصحيفة "الحوار" الجزائرية، ونحن سعداء بمشاركتنا الأولى في محافظة "إدلب" ولا بد من شكر الأخ "حسن مصري" على دعوتنا إلى هذا المهرجان».

تكريم الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد

كما قال الفنان "فؤاد عياش": «فن الكاريكاتير رحلة ممتعة ولكنها ملأى بالأشواك لأنه صراخ بالحبر الأسود، وواقعنا العربي المملوء بالمواقف المتناقضة أجبرني على اختيار هذا الفن ليكون منبراً لي للمقاومة ورسام الكاريكاتير هو رأي الحارس الشخصي للوطن وفنه هو الفن المبكي وعينه هي العين الثالثة».

وعن مشاركاته قال: «لقد شاركت في مهرجان "بيروت" لنصرة المقاومة بعد انتصار "تموز" وشاركت في البرازيل وفي أكثر من عاصمة أوروبية من خلال معرض "غزة" الدولي وكذلك في مهرجانات ثقافية في المراكز الثقافية السورية وهذه أول مشاركة لي بنشاط ثقافي في "إدلب" وأشكر كل القائمين على هذا المهرجان».

فادي أبو حسان وفؤاد أبو عياش