تعتبر من أكثر الروابط النسائية نشاطاً في محافظة "إدلب" حيث سعت جاهدةً لنقل المرأة من الواقع الاجتماعي المنغلق إلى رحابة الحياة لتكون جنباً إلى جنب مع الرجل. وقد تمكنت من تحريرالنساء من الأمية عن طريق إقامة العديد من الدورات، إضافة إلى أن عدداً كبيراً منهنّ تمكّن من تعلم مهن يدوية لتكون مصدر رزق لهن ولعائلاتهن.

ورابطة الاتحاد النسائي في "أريحا"، التي زارها موقع eIdleb والتقى السيدة "آمنة العبسي" رئيسة الرابطة، تتميز بنشاطها حيث حدّثتنا "العبسي" بقولها: «تأسست الرابطة منذ أن تأسس الاتحاد النسائي عام /1967/، وبدأت تعمل على توعية المرأة وتثقيفها، لتخلّصها من أميتها، حيث عملت الرابطة منذ تأسيسها على تحسين واقع المرأة التي هي الأم وربة المنزل وبالتالي انعكس ذلك على الأسرة بشكل عام.

هناك إنجازات عديدة حققتها الرابطة، ومن أهمها إقامة دورات متنوعة للمرأة في "أريحا" وريفها، حيث خضعت العديد من النساء إلى دورات في الخياطة والحلاقة والأعمال اليدوية، وقد تمكّن العديد منهن أن يعملن في ذلك المجال، وهناك نماذج عديدة ممن خضعن للدورات استطعن فتح صالون للحلاقة النسائية أو العمل في ورشات الخياطة التي نتعاقد معها لنتيح للمتدربات فرصة العمل بعد انتهاء الدورة

تتبع الرابطة إدارياً إلى فرع الإتحاد النسائي في "إدلب"، وتقسم إلى عدة وحدات نسائية تم استبدالها مؤخراً بما يسمّى (الفرق الداعمة)، التي تتألف من /عشر/ نساء، ولكل فرقة داعمة رئيسة تسمى عنصر ارتباط تقوم بالتنسيق مع الرابطة لتقديم المساعدة لهذه الفرقة، وقد أشركنا مع كل فرقة رجلاً من القيادات السياسية الحزبية أو غير الحزبية، ليكون على تماس مباشر مع ما تقوم به المرأة من أعمال.

مبنى رابطة الأتحاد النسائي في أريحا

تضم رابطة "أريحا" /ست/ فرق داعمة تتواصل هذه الفرق مع الرابطة عن طريق الاجتماعات الدورية، وهناك /خمس/ عضوات رابطة تشرف كل منهن على مكتب في الرابطة باختصاصات متنوعة، فمثلاً المكتب القانوني تكون رئيسته محامية، ومكتب التأهيل تكون رئيسته (أخصائية تجميل) ومكتب الخدمات الصحية تكون رئيسته موجهة تربوية، ومكتب التنظيم والمكتب المالي تكون رئيسته رئيسة الرابطة نفسها، لأنّها مفرّغة للعمل في الرابطة وتتوزع مهام الرابطة على رئيسات المكاتب».

وعن الأنشطة والفوائد التي تقدمها الرابطة للنساء تقول "العبسي": «إنّ ما تقدمه الرابطة لنساء "أريحا" والريف الذي يتبع لها يسير باتجاهين الأول اجتماعي وصحي والثاني اقتصادي، أما الجانب الاجتماعي فيكون من خلال إقامة أنشطة وندوات تهمّ الحياة الاجتماعية والأسرية بشكل عام كأن نقيم محاضرات من قبل أخصائيين اجتماعيين وأطباء وممرضين، لتقديم الفائدة الطبية والاجتماعية للنساء لتقوم بدورها بتطبيقها على أسرتها ونقلها إلى غيرها من النساء، ومن هذه الندوات التي نقوم بها ندوات تتحدث عن مساوئ الخجل وفن التعامل والتكيف مع الذات وبرامج للوقاية من الأمراض، ومن أهم الأنشطة الاجتماعية إقامة دورات لمحو الأمية التي حققنا من خلالها فائدة كبيرة على مستوى "أريحا" والريف الذي يتبع لها، وقد أقمنا هذا العام /ست/ دورات لهذا الغرض، وتمكنّا من محو أمية العديد من نساء هذه القرى، حتى أصبحت هذه النسوة تنقل المعرفة والتعلم لغيرها.

السيدة آمنة العبسي رئيسة رابطة الأتحاد النسائي في أريحا

ومن الإنجازات الأخرى التي حققتها الرابطة افتتاح العديد من رياض الأطفال في القرى حيث تقوم إحدى النساء من أعضاء الإتحاد النسائي بافتتاح الروضة بوجود عدد من الأطفال حوالي /30/ طفل ونحدد شروطاً لهذه المعلمة كأن تكون حاصلة على الشهادة الثانوية على الأقل، ثم نقوم بتأمين مقر صحي لتكون هذه الروضة مقراً لاجتماعات الرابطة والأنشطة التي نقوم بها في هذه القرية التي توجد بها الروضة كي تصبح هذه الروضة نواة لاستقطاب النساء من خلال العلاقة التي تقيمها المعلمة مع أمهات الأطفال، وقد تمكنّا من افتتاح /أربع/ رياض حتى الوقت الحاضر».

وعلى الصعيد الاقتصادي تضيف "العبسي": «هناك إنجازات عديدة حققتها الرابطة، ومن أهمها إقامة دورات متنوعة للمرأة في "أريحا" وريفها، حيث خضعت العديد من النساء إلى دورات في الخياطة والحلاقة والأعمال اليدوية، وقد تمكّن العديد منهن أن يعملن في ذلك المجال، وهناك نماذج عديدة ممن خضعن للدورات استطعن فتح صالون للحلاقة النسائية أو العمل في ورشات الخياطة التي نتعاقد معها لنتيح للمتدربات فرصة العمل بعد انتهاء الدورة».

أحد الأنشطة الثقافية في رابطة أريحا

وتشير "العبسي" إلى وجود العديد من العقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق أهداف الرابطة، ومن أهمها صعوبة التعامل والتواصل مع النساء في المدينة اللواتي يعتبرن أنفسهن لسن بحاجة لمّا تقدمه الرابطة للمرأة فأكثر النساء على قدر جيد من الثقافة ومعظمهن يعملن في الوظائف الرسمية وليس لديهن وقت لمتابعة أنشطة الرابطة، أما مشكلة التعامل مع نساء الريف هي وجود المواسم الزراعية وعمل المرأة في مجال الزراعة يجعل التواصل مع الرابطة ضعيف.

ومن الأشياء الأخرى التي كان لها تأثير على عمل الرابطة وجود مشروع التنمية الريفية الذي أضعف العلاقة بين النساء والرابطة، لما يقدّمه من خدمات مادية، ونحن نحاول أن نتجاوز هذه المشكلة عن طريق البحث عن جهة اقتصادية تدعم عملنا حتى نستطيع تقديم الدعم المادي لهن، كما نسعى إلى نقل مقر الرابطة من "أريحا" القديمة إلى منطقة أخرى لنكون أكثر تواصلاً مع الناس والمجتمع».

وعن دورها في تفعيل عمل الرابطة تقول العبسي: «منذ وصولي إلى رئاسة الرابطة سعيت جاهدة لتكون نشاطاتنا وخدماتنا متميزة على كافة الأصعدة، فأقمت علاقات جيدة مع النساء اللواتي كان لهن دور فعّال في التشكيلة القديمة، وعملت على كسب ثقة النساء في عملي من خلال التفاعل ودعوتهن إلى حفلات تخرج ودورات محو الأميّة وحضورالأنشطة الثقافية والطبيّة التي نقيمها في الرابطة، كما حاولت توسيع الأنشطة في القرى التابعة للمنطقة حتى أتمكن من الوصول إلى أبعد نقطة في منطقة "أريحا" يشملها مجال عملنا، كما عملت على تكوين نواة للرابطة في كل قرية من هذه القرى عن طريق العلاقات الشخصية مع طالبات الجامعات، وطالبات المدارس في هذه القرى، فتمكنّا من جذب عدد كبير من النساء للمشاركة والتفاعل معنا».