لأول مرة يحضر جمهور"إدلب"، ويستمع إلى عمل سيمفوني لموسيقا لم يعتد على سماعها سابقاً، وعلى الرغم من ذلك فقد كان على درجة عالية من الحساسية والتفاعل من خلال ما قدمته الفرقة السيمفونية الوطنية السورية.

وتضمن البرنامج عملين للفنانين "يوسف خاشو"/1927-1997/، و"سلفادور عرنيطة" /1914-1984/،

أحسست بتمازج الحضارات وتفاعلها من خلال أرق المشاعر والأحاسيس التي تجلّت من خلال هذا العمل السيمفوني الرائع، والذي أظهر مؤلفه المقدسي "يوسف خاشو" براعة واضحة، كما أعجبت بإدخال آلة القانون الشرقية، وتقديمها ضمن هذا العمل الهام، وما أتمناه أن تُقدّم موسيقانا ذات التاريخ العريق والموغل في القدم لكل العالم ليدركوا أهمية هذه الحضارة التي أنتجت تلك الموسيقا

وفي الحديث عن سيمفونية القدس، فهي مؤلّفة من /أربع/ حركات، وتمثل الحركة الأولى لوحة عن طبيعة القدس الفريدة، حيث استخدم "يوسف خاشو" لحن (غريغورياني) مع لحن الأذان الذي يسمع من المساجد، أما الحركة الثانية فهي حركة بطيئة مهيبة، حيث تسمع فيها ألحان من الموسيقا الدينية المسيحية والإسلامية، وهو ما كانت عليه القدس في ذاكرة "يوسف خاشو" بين/1948 و1967/ أمّا الحركة /الثالثة/ فهي تمثل القدس، وتاريخ الحرب، لتمتدّ إلى الحركة /الرابعة/ الحزينة، والتي نجد فيها بعض المقاطع السريعة التي تمثّل غضب ومقاومة أهل القدس للمحتل.

الجزء "الثاني" من البرنامج، كان عبارة عن لوحات شرقية لـ"سلفادورعرنيطة" تؤلف

متتالية رقم /4 /لأوركسترا سيمفونية، وهي صور من فلسطين- الأندلس- حنين- رقصة عرس.

ميساك قائد الفرقة

وبالعودة إلى أجواء الأمسية الموسيقية التقينا بعض من حضرها، ومن بينهم الدكتور "مجد الدين خربوط"، وهو أستاذ في كلية الحقوق، وموسيقي يعزف على آلة العود، فسألناه عن رأيه وإحساسه فيما سمع في هذه الأمسية ؟

فقال: «أحسست بتمازج الحضارات وتفاعلها من خلال أرق المشاعر والأحاسيس التي تجلّت من خلال هذا العمل السيمفوني الرائع، والذي أظهر مؤلفه المقدسي "يوسف خاشو" براعة واضحة، كما أعجبت بإدخال آلة القانون الشرقية، وتقديمها ضمن هذا العمل الهام، وما أتمناه أن تُقدّم موسيقانا ذات التاريخ العريق والموغل في القدم لكل العالم ليدركوا أهمية هذه الحضارة التي أنتجت تلك الموسيقا» .

الجدير بالذكر أن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تتألف من خريجي وأساتذة المعهد العالي للموسيقا إضافة إلى بعض الخبراء الأجانب . مثّلت هذه الفرقة سورية في الكثير من المحافل والمهرجانات العربية والدولية واستطاعت أن تبرز الوجه الحضاري لسورية في كل من:

لبنان، الأردن، العراق، الكويت، سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، تركيا، اسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية.

عزف مع الفرقة العديد من العازفين العالميين، والموسيقيين السوريين مثل "كارل توماس"، "أرمين باباخانيان"، "المغنية غلوريا سكالكي"، "همسة الوادي"، د. "غزوان الزركلي"، "بسام نشواتي"، "أثيل حمدان".

حصل بعض أعضاء الفرقة على جوائز عالمية في العزف والغناء نذكر منهم "كنان العظمة"، "كلارينيت"، "لبانة قنطار" و"تالار دكرمنجيان" (غناء )، "محمد حسين عثمان" (بزق).

قاد الفرقة منذ عام/ 2003/ الأستاذ "ميساك باغبودريان"، وهو من مواليد "دمشق" /1973/ بدأ دراسته الموسيقية في المعهد العربي للموسيقى بإشراف الأستاذ "خضر جنيد" والسيدة "سنثيا الوادي" والتحق بالمعهد العالي للموسيقا سنة إحداثه /1990/ كعازف بيانو.

في بداية /1997/ تم إيفاده إلى إيطاليا، لإتمام دراسة قيادة الأوركسترا حيث انتسب إلى معهد فلورنس الحكومي تأليف وقيادة أوركسترا. عاد إلى "دمشق" /2002/ ليقود الفرقة السيمفونية الوطنية السورية.