«تشكل نسبة المعاقين في العالم/13.5/ بالمئة من مجموع سكان العالم وأكثر من /80/ % منهم في بلدان العلم الثالث، ونتيجة لوجود عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في "إدلب" والذين هم بأمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم لدمجهم بالمجتمع المحلي ومساعدتهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع..

قام فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في "إدلب" بإطلاق مشروع تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في عام /2008/ ويسعى إلى إعادة إطلاقه في هذا العام لما حققه من نتائج ملموسة انعكست إيجاباً على كل من المدربين المتطوعين لهذا العمل، وعلى ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تعلمهم التعامل مع تكنولوجيا الحاسب».

هناك بعض العقبات التي واجهت تنفيذ هذا البرنامج لكننا نسعى إلى تجاوزها للاستمرار في تنفيذه، ومن هذه العقبات عدم الحصول على جهة ممولة رغم محاولتنا لذلك، فتوقف المشروع في العام الماضي ونحاول هذا العام الإقلاع به من جديد ونأمل من إحدى الجهات مثل"الوكالة اليابنية الجايكا" أو "مكتب الأعمال السوري الأوروبي" أو مركز "آمال للإعاقة" تمويل المشروع مادياً للاستمرار به نظرا لأهميته، ومن العقبات الأخرى التي واجهتنا عدم وجود الوسائل المساعدة التي تساعد المدربين، ومن هذه الأشياء التي يتطلبها المشروع وجود قاعة مجهزة بالحواسيب معدّة لإقامة مثل هذه الدورات وتأمين البرمجيات اللازمة وطابعة وآلة تصوير لتجهيز النوط وطابعة برايل خاصة للكفيفين. كما يتطلب البرنامج تمويل أحد الجهات التي ذكرتها سابقاً ونحن نقوم بالتعاون مع البلديات ومجلس المحافظة ومديرية التربية لإعادة تنشيط هذا البرنامج ونشره على مستوى المحافظة

والكلام للمهندسة "ماجدة البكور" عضو الجمعية العلمية السورية فرع "إدلب" والمشرفة على برنامج تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة التي التقاها موقع eIdleb لتحدثنا عن أهمية هذا البرنامج التدريبي وما هي النتائج التي حققها والتي أضافت قائلةً: «يهدف هذا البرنامج إلى تأمين جميع الوسائل المساعدة التي يحتاجها ذوي الاحتياجات الخاصة لتأهيلهم معلوماتياً ودمجهم في باقي شرائح المجتمع وإبراز قدراتهم الكامنة ووضعها في خدمة أنفسهم في الدرجة الأولى ومن ثم خدمة المجتمع، كما يهدف البرنامج إلى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على مهنة من خلال رفع سوية اللغة الإنكليزية لديهم، والارتقاء بالسوية العلمية وتعويض النقص العلمي من خلال توجيههم تربوياً.

المهندسة ماجدة البكور المشرفة على برنامج التدريب

** فعاليات متنوعة ومراحل عديدة لإنجاح البرنامج.

وتضيف "بكور": «قام فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في "إدلب" بالإشراف على البرنامج بالتعاون مع العديد من الفعاليات الحكومية والأهلية والجمعيات الإنسانية ومنها "مجلس محافظة إدلب" و"جمعية الرعاية الإنسانية" و"جمعية الصم والبكم" و"جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي"، حيث قامت هذه الجمعيات بتأمين الكادر التدريبي للبرنامج وبدأ إقلاع البرنامج مع المحاضرة التي ألقاها "الدكتور فاضل سكر" برعاية الجمعية في شهر شباط عام /2008/ وضح فيها آليات تأهيل وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمَّ طرح موضوع الترشيح والتطوع لتعليمهم ضمن مجموعة من المعايير التي يجب أن يتمتع بها المتطوع للتدريب، وقد استقطب هذا الطرح الكثير من المتطوعين.

في محاضرة لتدريب المتطوعين

تمّ تقسيم البرنامج إلى أربع مراحل متكاملة بدأت بالدراسة والتخطيط، حيث تمَّ ضمن هذا المرحلة وضع آلية العمل ضمن البرنامج وما هي الجهات المشاركة وآلية استقطاب المدربين والمتدربين وكيفية تمويل البرنامج. أما المرحلة "الثانية" فتمَّ من خلالها إعداد المدربين المتطوعين تربوياً عن طريق إخضاعهم لدورات في أساليب التدريب والتأهيل معلوماتياً من خلال تدريبهم على الحاسب. أما المرحلة "الثالثة" فتمَّ من خلالها تأهيل نموذج من ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام الحاسب وجاءت المرحلة الأخيرة والتي تهدف لنشر هذا البرنامج بشكل أفقي على مستوى المحافظة والبدء بإقامة دورات تدريبية لذوي الاحتياجات الخاصة ونواة هذه الدورات المدرب الذي تمَّ تأهيله.

**مؤشرات إيجابية ونتائج متميزة.

أحد المحاضرات اثناء تدريب المتطوعين

وتشير "بكور" إلى نتائج ومؤشرات إيجابية دلت على نجاح البرنامج من خلال العدد الكبير من المتطوعين وعدد الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تمَّ تدريبهم، حيث بلغ عدد الطلاب ضمن نموذج التدريب ثمانية طلاب صم وطالب تأخر عقلي وثمانية طلاب كفيفين خضعوا إلى /56/ ساعة تدريب خلال البرنامج وتوزعت الدورات على برامج مختلفة، حيث خضع الطلاب الصم إلى دورة "windows" و"word"، ودورة "word" وأخرى على لوحة المفاتيح للكفيفين، وبلغ عدد المدربين المتطوعين /20/ متطوعاً من فئات مختلفة خضعوا إلى /139/ ساعة من التدريب لإعدادهم ضمن البرنامج.

ومن أهم النتائج التي حققها البرنامج على صعيد المدربين والمتدربين تقول: «من ناحية المدربين فقد لوحظ ظهور الشعور بالمسؤولية لدى المتطوعين تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، ومعايشة همومهم وواقعهم المؤلم والعمل على مساعدتهم ومساندتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع حيث بدأ الجميع بالنظر إلى الحياة على أنها رسالة موجهة لكل شخص عليه تأديتها ووضع بصمة خير واضحة فيها. أما المتدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة فكانت نتائج هذا البرنامج قد أهلتهم معلوماتياً وتمَّ كسر حاجز الانعزال والانطواء لديهم وخروجهم من القوقعة التي كانوا يعيشون فيها وهذا انعكس ايجابياً على شخصيتهم من خلال تعزيز ثقتهم بنفسهم. كما تمَّ خلال برنامج التدريب اكتشاف مهارات جديدة لدى الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مثل "الرسم" و"الموسيقا" حيث يمكن تفعيل هذه المهارات في دورات مستقبلية تمَّ لفت نظرنا لها من خلال الدورات التي قمنا بها».

** عقبات لابد من تجاوزها لضمان استمرار البرنامج.

وتضيف "البكور": «هناك بعض العقبات التي واجهت تنفيذ هذا البرنامج لكننا نسعى إلى تجاوزها للاستمرار في تنفيذه، ومن هذه العقبات عدم الحصول على جهة ممولة رغم محاولتنا لذلك، فتوقف المشروع في العام الماضي ونحاول هذا العام الإقلاع به من جديد ونأمل من إحدى الجهات مثل"الوكالة اليابنية الجايكا" أو "مكتب الأعمال السوري الأوروبي" أو مركز "آمال للإعاقة" تمويل المشروع مادياً للاستمرار به نظرا لأهميته، ومن العقبات الأخرى التي واجهتنا عدم وجود الوسائل المساعدة التي تساعد المدربين، ومن هذه الأشياء التي يتطلبها المشروع وجود قاعة مجهزة بالحواسيب معدّة لإقامة مثل هذه الدورات وتأمين البرمجيات اللازمة وطابعة وآلة تصوير لتجهيز النوط وطابعة برايل خاصة للكفيفين. كما يتطلب البرنامج تمويل أحد الجهات التي ذكرتها سابقاً ونحن نقوم بالتعاون مع البلديات ومجلس المحافظة ومديرية التربية لإعادة تنشيط هذا البرنامج ونشره على مستوى المحافظة».

هذه البادرة التي أطلقها فرع الجمعية السورية في "إدلب" كانت الأولى من نوعها لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم الحلقة الأضعف في المجتمع فهل تجد من يأخذ بيدها لتعيد البسمة إلى وجوههم وتخرجهم من حالة القلق والإحباط التي يعيشونها.