أثبتت الكثير من الدراسات المرورية أن حوادث الطرق لا تقع مصادفة إنما معظمها نتيجة أخطاء السائقين، وتنادت الكثير من حكومات العالم والجمعيات الأهلية للحد من هذه الحوادث التي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً يتهدد مجتمعاتها خاصة بعد أن أصبحت هذه الحوادث تمتاز بدموية بشعة وتخلف أضراراً مادية كبيرة على طرقاتنا. ومن أبرز الجمعيات الأهلية السورية التي تبذل جهوداً متميزة في هذا المجال وتعمل على حشد الطاقات لنشر التوعية والتربية والثقافة المرورية بين أفراد المجتمع وخاصة الأطفال، الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق التي تأسست في نهاية العام /2004/ وأصبح لديها فروعاً في كل المحافظات السورية.

eHoms وللتعرف أكثر على هذه الجمعية وما تبذله من جهود وما تقدمه من خدمات في هذا الإطار وخاصة من خلال عمل فرعها في "حمص" والخطط والبرامج الحالية والمستقبلية التقى المهندس "بسام المصلا" رئيس فرع الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق في "حمص" فقال: «الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق هي جمعية أهلية غير ربحية وهي ذات دوافع إنسانية، وهدفها الأسمى حماية أرواح وممتلكات الناس من خلال السعي الحثيث للحد من حوادث الطرق وتخفيف الآثار الناجمة عنها سواء الوفيات أو الإصابات الجسدية التي ينجم عن بعضها عاهات دائمة أو الخسائر المادية الباهظة، حيث يرتكز عمل الجمعية على الاندفاع الطوعي لأعضائها والتعاون الجدي والمنظم مع كافة جهات القطاع العام والخاص والجمعيات الأهلية التي تعنى بمسألة السلامة المرورية، وضرورة تطوير مرفق النقل والمرور وبالمحصلة توفير بيئة مرورية آمنة لمستخدمي الطريق من سائقين وركاب ومشاة».

يفتقر فرع "حمص" إلى توافر مقر لمتابعة أعمال الجمعية، حيث تتابع الأعمال بمساعدة بعض مدراء الجهات التي تتعاون معنا، إضافة إلى ذلك فإننا نعاني من نقص في السيولة المادية لمتابعة أعمال وأنشطة الجمعية والتي تغطى غالباً بتعاون مجموعة من الجهات والمؤسسات المحلية كمحافظة "حمص" وفرعي الشبيبة والطلائع، وجامعة البعث وغيرها، لكننا نأمل في المستقبل وجود شركات مختصة تهتم بموضوع السلامة المرورية، وعندها بالتأكيد ستكون من أولى الداعمين لأعمال جمعيتنا

وعن أهم الأهداف التي تسعى الجمعية لتحقيقها والمهام الملقاة على عاتقها يقول المهندس "المصلا": «أولى الأهداف هي نشر التوعية والتربية والثقافة المرورية لكافة شرائح المجتمع وخاصة الشباب والأطفال لترسيخ الالتزام الطوعي بآداب وقواعد وأنظمة المرور وخطورة حوادث السير على المجتمع، وبالإضافة إلى ذلك فالجمعية تسعى لرفع سوية الخدمات الإسعافية للمصابين بحوادث السير وتطوير منظومة الإسعاف السريع للوصول إلى مكان الحادث بأقصر زمن وذلك بالتعاون مع وزارتي الصحة والداخلية.. ومن أهداف الجمعية أيضاً السعي لتحسين الحالة الفنية للطرق للتخفيف من إسهام هذه الطرق بحوادث السير وذلك من خلال تقديم الملاحظات والمقترحات اللازمة ومعالجتها مع الجهات ذات العلاقة، فضلاً عن السعي الدائم للإسهام في تطوير قانون السير والأنظمة المرورية لتواكب التطور المروري الحاصل في كافة المجالات وتسعى الجمعية لإشراك جميع الوزارات والهيئات والمنظمات والاتحادات ذات العلاقة في أنشطة الجمعية المتنوعة، وتسعى إلى تبادل الخبرات مع الجمعيات العربية والدولية المختصة في مجال السلامة المرورية والوقاية من حوادث الطرق وتقوم بإجراء الدراسات والإحصاءات والاستبيانات المرورية للاستفادة منها من قبل الجهات المختصة».

المهندس "بسام المصلا" رئيس فرع الجمعية بـ"حمص"

وعن أنشطة فرع الجمعية في "حمص" يقول المهندس "مصلا": «في مجال عمل فرع الجمعية بـ"حمص" وانطلاقا من أهمية التفاعل والعمل المشترك مع كافة قطاعات المجتمع في سبيل نشر التوعية المرورية والحد من حوادث السير فقد تمت إقامة العديد من الندوات المرورية للبحث في سبل الحد من دموية حوادث السير على شبكة الطرق في محافظة "حمص" والتي خرجت بمجموعة من التوصيات والمقترحات الهامة. كما تمت إقامة ورشة عمل عن عوادم السيارات وسبل الحد من انطلاق الغازات الضارة بالبيئة، إضافة إلى ندوات ولقاءات ومحاضرات عديدة ولا زالت مستمرة، وكلها تأتي ضمن سياق التعاون الدائم للجمعية مع محافظة "حمص" ونقابة عمال النقل البري واتحاد العمال وشركة النقل الداخلي والاتحاد النسائي وطلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة وجامعة البعث ومنظمة الهلال الأحمر ولجنة سيدات الأعمال وجهات أخرى، إضافة للكثير من الجمعيات الأهلية في "حمص"».

وحول أبرز أنشطة الجمعية الحالية في "حمص" يضيف السيد رئيس فرع الجمعية: «يتابع فرع الجمعية حاليا بتوجيه وتكليف من السيد محافظ "حمص" وبالتعاون مع مركز إجازات السوق بـ"حمص" إقامة دورات لتأهيل المدربين في مدارس تعليم قيادة المركبات، وقد حققت هذه الخطوة هدفاً كبيراً تمثل في تحويل المدرب من مجرد موظف في مدرسة السواقة، إلى صاحب فكرة وهدف يسعى بكل ما يملك من إمكانات ذهنية وفنية ودعم من إدارة المدرسة لتحقيق هذا الهدف المتمثل بترسيخ قيم ومفاهيم وسلوكيات مرورية إيجابية لدى المتدربين الذين سيمارسون هذه السلوكيات عندما يحصلون على إجازة سوق ويقودون مركباتهم بكل أمان واطمئنان وهذا ما نتمنى أن نكون قد وفقنا في تحقيقه. علما أن هذه الخطوة جديدة وفريدة وتطبق لأول مرة في القطر وتميزت بها محافظة "حمص" عن باقي محافظات القطر والهدف الأهم لهذه الدورات بالمحصلة هو الوصول إلى جيل من السائقين الجيدين وبالتالي التخفيف من حوادث السير».

وفي سؤالنا له عن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل فرع الجمعية قال المهندس "المصلا": «يفتقر فرع "حمص" إلى توافر مقر لمتابعة أعمال الجمعية، حيث تتابع الأعمال بمساعدة بعض مدراء الجهات التي تتعاون معنا، إضافة إلى ذلك فإننا نعاني من نقص في السيولة المادية لمتابعة أعمال وأنشطة الجمعية والتي تغطى غالباً بتعاون مجموعة من الجهات والمؤسسات المحلية كمحافظة "حمص" وفرعي الشبيبة والطلائع، وجامعة البعث وغيرها، لكننا نأمل في المستقبل وجود شركات مختصة تهتم بموضوع السلامة المرورية، وعندها بالتأكيد ستكون من أولى الداعمين لأعمال جمعيتنا».

وعن أبرز المشروعات والطموحات القادمة يتابع المهندس "المصلا" قائلاً: «من خلال تعاوننا مع فرع الطلائع نقوم حالياً بالتحضير لحلقة بحث مرورية مع الأطفال اعتقد أنها ستكون عملاً إبداعياً رائعاً لأطفال مدرسة عكرمة المخزومي للتعليم الأساسي (حلقة أولى)... كما أننا وعلى مستوى العمل المتوجه لشريحة الطلبة الشباب فقد قدمنا برنامج عمل مشترك وطموح بالتعاون مع المكتب الإداري لاتحاد الطلبة في جامعة البعث ونأمل أن نحقق ما نطمح إليه في نشر الثقافة المرورية ضمن أوساط طلبة الجامعة وهي شريحة واسعة وهامة من جيل الشباب.

خلال أحد أنشطة الجمعية بالتعاون مع جمعية أصدقاء "حمص"

وعلى الرغم من السنوات القليلة التي مضت على إحداث الجمعية فقد استطاعت أن تثبت تواجداً وحضوراً مميز من خلال علاقاتها التفاعلية وروح العمل التشاركية في نشر التوعية والثقافة المرورية لأن السلامة المرورية مسؤولية مشتركة ونحن متفائلون وإيماننا كبير أننا سنصل إلى يوم ليس ببعيد يكون فيه التزام المواطنين / سائقين ومشاة / واحترامهم لأنظمة وآداب المرور طوعيا وأن تثمر جهودنا في الوصول إلى ثقافة وتربية مرورية مشتركة ضمن كافة شرائح المجتمع تنعكس إيجابا في تطوير منظومة المرور وبالتالي الحد من حوادث الطرق وآثارها السيئة على المجتمع».