شقاوة الطفولة وولع اللعب بالعصا في ساقية الحي، صنعت منه بطلاً يحصد الجوائز ويعتلي منصات التكريم في "سورية" وخارجها، ويحطم الأرقام القياسية في لعبة القفز بالعصا، ويصبح لاحقاً رئيس اللجنة الفنية لكرة المضرب في "حمص".

البداية الطريفة لمشوار "عصام مكي" الرياضي الطويل كانت من استخدامه العصا للقفز فوق الساقية في نهاية شارع "الدبلان" حالياً والوصول إلى الطرف الآخر، ومن بعدها قرر الخوض في هذا المجال، وعن ذلك يقول لـ"مدوّنة وطن": «في الصف السابع طلبت من مدرس الرياضة "نصوح الصوفي" المشاركة بإحدى بطولات القفز بالعصا، لكنه رفض ذلك لمعرفته بصعوبة هذه اللعبة، وعدم ثقته بكفاءتي، ولكنه وافق نظراً لإلحاحي، لأحصل على المركز الأول بمسابقة مدارس "حمص" عام 1969، ثم انتسبت لنادي "خالد بن الوليد" في شارع "الدبلان" الذي انتقل لاحقاً إلى شارع "الحمراء" باسم فريق "الكرامة"، وما زلت حتى الآن عضواً فيه، بدأت أتدرب على كرة السلة في فريق المدرسة، وانتقلت في العام التالي لفريق الناشئين، فحصلنا على المركز الأول في بطولة الجمهورية، وحافظت على بطولة الجمهورية للرجال بالعصا من عام 1970 حتى عام 1980، ثم حصلت على المركز الثالث لمدارس الدول العربية في "بيروت"، والمركز الثاني بالدورة المدرسية في "الإسكندرية" عام 1975، وفي العام التالي حصلت على بطولة الوطن العربي في الدورة الرياضية العربية الخامسة في "دمشق"، كرمني خلالها القائد الراحل "حافظ الأسد"، وقمت بتحطيم الرقم القياسي السوري الذي سجل سابقاً عام 1977، وبقي باسمي حتى عام 1988 في دورة البحر "الأبيض المتوسط"، وشاركت بالعديد من البطولات والتجمعات والأنشطة في كل من "بيروت" و"الأردن"، كما شغلتني رياضة كرة المضرب، التي كانت رياضتي الثانية».

واكبت "مكي" منذ بداية السبعينيات، كان في المرحلة الإعدادية حين حصل على بطولة مدارس "حمص"، ثم بطل مدارس "سورية"، وقد شارك في الرياضات الأهلية، وفي بطولة الدورة العربية ليحرز المركز الثاني، وعمل على تأسيس عائلة رياضية، و"مكي" رئيس اللجنة الفنية للتنس الأرضي، وهو متابع لكل حديث في مجال الرياضة، وهو خبرة يمكن الاستفادة منها

وتحدث عن تأثير الرياضة على عائلته، وكيف سكب خبرته على أفراد أسرته، قائلاً: «عملت جاهداً على تنمية موهبة ابنتيّ الرياضية، قمت بتدريبهن في رياضة التنس ودفعهن لحضور الدورات، ليصبحن بطلات في هذه الرياضة على مستوى "آسيا"، لم أتردد بإرسالهن مع الاتحاد الرياضي خارج البلاد، للمشاركة بالبطولات الرياضية، فشاركت ابنتي "ساره" بالأولمبياد في "الصين"، وشاركت "ديانا" بالبطولة الدولية في "أستراليا"، علماً أنهما حصلتا على بطولة الجمهورية بكل الفئات العمرية ومثلتا "سورية" في المحافل الدولية، مثل: "تونس" و "الكويت" و"البحرين" و"قطر" و" إيران" و"الهند" و"ماليزيا" و"أندونيسيا" و"كوريا الجنوبية" و"الصين" و"أستراليا"، وكنت أحيانا أرسلهن على نفقتي الخاصة، شاركت "ديانا" ببطولة في "أستراليا"، بدعوة من الاتحاد الدولي نظراً لتفوقها ببطولة "آسيا"، ولكن بسبب الأحداث اعتزلتا في أوج عطائهما في سن السابعة عشرة والثامنة عشرة».

المدرب نجيب باشات

تناول عمله الحالي، واعتزاله، قائلاً: «اعتزلت اللعب واتجهت نحو الدراسة بسبب إصابتي، درستُ معهد تعويضات سنية في "بلغاريا"، كإيفاد لمصلحة الدولة لصناعة الأسنان، لأمارس عملي عند عودتي بافتتاح مختبر أسنان في "حمص"، ثم شغلت منصب عضو مكتب تنفيذي في محافظة "حمص" لدورة واحدة، وأشغل حالياً منصب رئيس اللجنة الفنية لكرة المضرب في "حمص" وما أزال منذ أربع دورات، وأقوم بالإشراف ورعاية المنتخب الوطني في "حمص"، وفريق "الكرامة" بكرة المضرب للرجال، وعملت مدرباً لمنتخب المدارس في "حمص"، وحصل فريقي على المركز الثاني على مستوى "سورية" عام 1974، أما الرياضات التي مارستها بالإضافة للقفز بالعصا فهي كرة السلة والتنس، التنس هي لعبتي المفضلة التي ألعبها في أوقات الفراغ، فالرياضة بالنسبة لي حياة بكافة أشكالها، ومتابع حتى الآن لعبة التنس وألعاب القوى».

تناول مسيرته أحد أبناء جيله، الكابتن "مروان الأمين"، قائلاً: «"عاصم مكي" بطل العرب بالقفز بالعصا، مارس كرة السلة خلال المرحلة الإعدادية، إضافة إلى ألعاب القوى، كان يتمرن على القفز بالعصا على حفرة الرمل، وبعد كل قفزة يعود ليكوم الرمل ثانية، في صباه كان فتى المهام الصعبة، وإصلاح ما يصعب إصلاحه، أحبه كل الأساتذة وإدارة نادي "الكرامة"، ثم مارس التنس، وتفوق فيها وأورثها لابنتيه وأصبحتا بطلتين لـ"سورية"، اكتسب بسهولة ويسر صداقه أساتذته، وشارك بتحكيم ألعاب القوى مع مجموعة "الجري المرح" السياحية في "مريديان اللاذقية"، وفي فندق "تدمر" السياحي، وعين حكماً بمسابقات "تلي ماتش"».

الرياضي والمدرب مروان الأمين

أما اللاعب السابق ممن عاصروه "نجيب باشات"، فتحدث عن تجربة "مكي"، قائلاً: «واكبت "مكي" منذ بداية السبعينيات، كان في المرحلة الإعدادية حين حصل على بطولة مدارس "حمص"، ثم بطل مدارس "سورية"، وقد شارك في الرياضات الأهلية، وفي بطولة الدورة العربية ليحرز المركز الثاني، وعمل على تأسيس عائلة رياضية، و"مكي" رئيس اللجنة الفنية للتنس الأرضي، وهو متابع لكل حديث في مجال الرياضة، وهو خبرة يمكن الاستفادة منها».

يذكر أنّ "عاصم مكي" من مواليد "حمص" عام 1954، وقد أجري اللقاء معه بتاريخ 12 تشرين الأول 2020 في حديقة "الفنون التشكيلية" في شارع "عبد الحميد الدروبي".

أثناء إحدى البطولات المشارك بها