برزت ميولها الرياضية منذ طفولتها المبكرة، فأينعت موهبتها، لتلفت نظر مدرسيها، وتتصدر المراكز الأولى على مستوى "سورية" لعدة سنوات، لتسكب خبرتها بتأسيس العديد من الفرق الرياضية المدرسية، وتكون أول أنثى تتسلم منصباً في الاتحاد الرياضي فرع "حمص"، ولتكون الداعم الدائم للرياضيين وذوي الاحتياجات الخاصة.

التقت مدوّنةُ وطن "eSyria" اللاعبة والمدربة "راغدة عواد"، بتاريخ 4 حزيران 2020، لتحدثنا عن انطلاقتها، قائلة: «ولدت في أسرة تهتم بالرياضة، حيث كان والدي لاعب كرة قدم، ولم يتردد بتحفيزي وتشجيعي في مسيرتي الرياضية، ثم التقيت بمدرسة الرياضة "فاطمة غيث"، التي اكتشفت موهبتي في الرياضة، وتميزي في الجري والقفز على الحبل في الصف الخامس والوثب العالي والوثب الطويل أنا وصديقة طفولتي "صباح ديوب"، حيث أرسلتنا إلى الملعب البلدي في "حمص"، لنلتقي مع المدرب "مروان بيطار"، ليعلمني أصول اللعب، وكيف أثبت قدمي بطريقة صحيحة أثناء الجري، بهدف الحصول على زمن أقل.

ربطتني بذوي الاحتياجات الخاصة علاقة متينة من خلال دعمي لهم في الاتحاد الرياضي وتيسير أمورهم، وقد كرّمني الاتحاد من خلال إرسالي إلى "اليونان"، خلال الدورة الأولمبية عام 2004 المقامة فيها، مع فريق ذوي الاحتياجات الخاصة لرفع الأثقال، وكرمتني عدة جهات على عملي المتقن، منها اتحاد "شبيبة الثورة"، نقابة المعلمين، الاتحاد الرياضي العام، ومديرية تربية "حمص"، لقيامي بتدريب الطلاب على لوحات رياضية في المهرجانات

انتسبت لفريق المدارس، وكنت أحصل على المركز الأول أو الثاني على مستوى مدارس المحافظة والقطر بالتناوب أنا وزميلتي "صباح ديوب" بالوثب العالي والوثب الطويل والجري لمسافة مئة متر حواجز.

"عواد" أثناء وجودها مع فريق الوثبة

أما الاهتمام الأكبر فكان بكرة اليد، فقد فاز فريقنا ببطولة الأندية لمدرسية على مستوى "سورية"، لعدة أعوام من 1969 حتى عام 1973، وفزنا ببطولة الجمهورية للبنات، وكنت حارساً للمرمى، وفي عام 1973 حصلت على الثانوية العامة، والتحقت بمعهد التربية الرياضية في "حلب"، على خلفية حصولي سابقاً على الميدالية الذهبية للبطولة الخامسة للمدارس العربية المقامة في "لبنان"، وكانت سنين المعهد متميزة بوجود نخبة من الرياضيين، فشكلنا عدة فرق لكرة السلة، وكرة الطائرة، وألعاب القوى، أحرزنا العديد من النتائج المميزة، وبعد تخرجي من المعهد، عينت في العديد من المدارس الابتدائية، فأسست فرقاً رياضية في كرة الطائرة وكرة سلة، وأحرزت العديد من النتائج في مدرسة "إمامة بنت الحارس"، وفي عام 1981 انتقلت للتعليم في المرحلة الإعدادية، ليحصل فريقي على المركز الثاني بكرة الطاولة والمركز الأول بكرة الطائرة والسلة، على مستوى محافظة "حمص"، ثم انتقلت للعمل كموجهة ومدرّسة لألعاب القوى في المعهد الرياضي، لمدة عامين».

وعن نشاطاتها، تحدثت:« كلفت بتدريب العديد من المهرجانات في المحافظة، لمصلحة مديرية التربية ومنظمة "شبيبة الثورة"، وأبرزها مهرجان "نيسان" عام 1983، فكنت أول أنثى تتسلم منصباً إدارياً، كعضو قيادي في الاتحاد الرياضي في "حمص" لمتابعة الرياضة الأنثوية، وذلك عام 1986، وبقيت مدة ثمانية عشر عاماً أمارس عملي التنظيمي في الاتحاد، فأثبت جدارتي في كل المكاتب التي أدرتها، مكتب الألعاب الفنية والرياضة الخاصة، ثم مكتب التنظيم لمدة تسع سنوات، إلى جانب دعمي للرياضات الخاصة، فقد كان لي بصمات بارزة من خلال تنظيمي ودعمي لهم مادياً ومعنوياً، منها حفلة في المركز الثقافي، والعديد من اللقاءات الرياضية بين أندية الريف الغربي والشرقي، كنت أسافر مع اللاعبين خلال البطولات كإدارية، وأقوم بتنظيم الرحلات للاعبين من خلال الاتحاد الرياضي، ولا أتردد بزيارة مواقع العمل سواء في الريف أو المدينة، بأي وقت تدريب سواء في الليل أو النهار، وأبرز الأشخاص الذين دعموني في مسيرتي الرياضية هم: "مروان بيطار"، المدرب "مروان الأمين" الذي عمل على تأسيسنا وتعليمنا أصول ألعاب القوى، المدرب "سليمان السقا"، المدرسة "هيام تركاوي" التي اكتشفت موهبتي وشجعتني، المدرسة "غادة كنجو"، وأخيراً اللاعبة وحارسة المرمى "نابغة الحمصي"».

المدرب المخضرم مروان الأمين

أما عن علاقتها بذوي الاحتياجات الخاصة وتكريمها، فقالت: «ربطتني بذوي الاحتياجات الخاصة علاقة متينة من خلال دعمي لهم في الاتحاد الرياضي وتيسير أمورهم، وقد كرّمني الاتحاد من خلال إرسالي إلى "اليونان"، خلال الدورة الأولمبية عام 2004 المقامة فيها، مع فريق ذوي الاحتياجات الخاصة لرفع الأثقال، وكرمتني عدة جهات على عملي المتقن، منها اتحاد "شبيبة الثورة"، نقابة المعلمين، الاتحاد الرياضي العام، ومديرية تربية "حمص"، لقيامي بتدريب الطلاب على لوحات رياضية في المهرجانات».

وتناول تجربتها المدرب السابق "مروان الأمين"، قائلاً: «بعد عودتي من "ألمانيا" عام 1967، وإنهاء دارستي، كلفت بتدريب ثانويات مدينة "حمص"، فجاءت "راغدة"، وهي فتاة سمراء تشبه الرمح بهدف تدريبها كحارسة مرمى، تميزت بسرعة بديهتها التي تميزُ حارس المرمى، وبعد ثلاث سنوات لفت نظري أنها تتميز بسرعة ردّ الفعل والجرأة، فقررت ضمها لفريقي لتبدأ رحلة البطولة مع فريق ثانويات "حمص"، واستطعنا خلال ثلاث سنوات الارتقاء بالفريق إلى المركز الثالث ثم الثاني، لنصل أخيراً للمركز الأول ونحصل على بطولة الجمهورية للثانويات، وتعدُّ "راغدة" أحد أهم أسباب الفوز، كونها حارسة المرمى، حيث تتحول خلال المباراة إلى قائدة للفريق، ترشد اللاعبين إلى الثغرات ليغطيها المدافعون، وتعطي التعليمات بالهجوم الخاطف والسريع، وتمرر الكرات الطويلة، للحصول على أهداف محكمة وسهلة، واستمرت في الفريق حتى عام 1974، حيث سافرتُ خارج القطر، وتميزت "عواد" بأخلاقيتها الرياضية، ومحبتها لزملائها».

بعض الميدليات التي حصلت عليها

ويذكر أنّ المدربة اللاعبة "راغدة عواد" من مواليد "حمص" عام 1954.