عاش تاريخاً حافلاً بالانتصارات الرياضية المحلية والخارجية، متغلباً على إعاقته، ومثبتاً للجميع قوة الإرادة وتفوقها على مختلف الصعوبات.

إنه البطل "عامر غازي" أحد أبطال الرياضات الخاصة للمعوقين حركياً الذي التقاه موقع eHoms فتحدث عن بداياته في ممارسة الرياضة قائلاً: «كانت البداية من خلال نادي "السلام" للرياضات الخاصة في مدينتي "حمص"، حيث بدأت عام 1992 بممارسة لعبة كرة الطاولة حيث شاركت بعد عام من ممارستي اللعبة بمسابقة كأس الجمهورية وحصلت على لقب البطولة عام 1993 وكانت في محافظة "دير الزور"، وأثناءها فاجأت جميع المشاركين بهذه النتيجة لكونها مشاركتي الأولى بهذه البطولة».

أقوم بالتحضير للمشاركة في نهاية العام 2011 ببطولة تأهيلية ستقام في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي مؤهلة للمشاركة بأولمبياد "لندن" 2012، يجب أن نحرز نتيجة جيدة ونكون ضمن العشرة الأوائل على العالم ليتسنى لنا المشاركة بالأولمبياد الذي أطمح للمشاركة فيه

وأضاف "غازي" متحدثاً عن أبرز بطولاته الرياضية: « وفي عام 1994 حصلت على المركز الأول ببطولة الجمهورية لكمال الأجسام، وعام 1995 شاركت بالمخيم العالمي لرياضة المعوقين في لبنان وحصلت على المركز الأول بالكرة الطاولة.

أثناء مشاركته في الدورة العربية لألعاب القوى في الأردن 1997

بعدها تحولت لممارسة رياضة القوة البدنية "الأثقال" وشاركت ببطولة الجمهورية وأحرزت المركز الثالث، حيث أعطاني الفوز الأول لي بكرة الطاولة دفعاً إلى الأمام وشكل في داخلي إرادة قوية جعلتني أشارك كل عام ببطولة القوة البدنية وفزت بالعديد من البطولات المحلية، التي أهلتني للمشاركة في بعض البطولات العربية والعالمية.

وفي عام 1997 شاركت في الدورة العربية التي أقيمت بالأردن بألعاب القوى وحصلت على المركز الأول برمي القرص والمركز الأول برمي الرمح والمركز الثالث برمي الكرة الحديدية، وخلال ممارستي رياضة القوة البدنية حققت رقماً سورياً قياسياً برفع وزن مئة وسبعة وستين كيلوغراماً ونصف وهو رقم لم يحطمه أي لاعب سوري من لاعبي الرياضات الخاصة إلى اليوم على حد علمي».

أثناء مشاركته ببطولة الألعاب الأولمبية في "سيدني" 2000

وعن مشاركته بأكبر استحقاق رياضي عالمي وتكريمه من رئيس الجمهورية تحدث البطل "غازي": «في عام 1998 شاركت ببطولة العالم للقوة البدنية والتي جرت في "دبي" بالإمارات العربية المتحدة، وحصلت على المركز السابع عالمياً، وهذه النتيجة أهلتني للمشاركة بأولمبياد "سيدني" في أستراليا عام 2000، وكانت مشاركة هامة جداً بالنسبة لي وممتعة بنفس الوقت.

وبعد مشاركتي في البطولة العربية للقوة البدنية في الأردن عام 1999 وحصولي على المركز الثالث تم توظيفي في "الشركة العامة لمصفاة حمص" بناء على المرسوم الذي يقضي بتعيين الرياضيين الأبطال المتميزين بوظائف تتناسب مع إمكانياتهم في دوائر الدولة وفق شروط معينة».

تتويجه بالمركز الثالث في البطولة العربية للقوة البدنية في الأردن 1999

لابد لكل إنسان أن يمر بصعوبات تعترض مسيرة حياته، وها هو البطل "عامر" بعد عودته من أولمبياد "سيدني" يتوقف عن تحقيق أي إنجاز رياضي لمدة سبع سنوات لكنه عاد من جديد لتحقيق الإنجازات الرياضية التي يفتخر بها ويقول في هذه المرحلة: «هموم الحياة ومتاعبها أوقفتني عن العطاء الرياضي مدة سبع سنوات، إلا أن هذه المتاعب التي واجهتني لم تثنني ولم تحبط من عزيمتي، بل واصلت المسير وتابعت المشوار وعدت لتحقيق البطولات، فشاركت في عام 2007 في الدورة العربية في مصر وحصلت على المركز الثالث برياضة القوة البدنية، وفي عام 2009 شاركت ببطولة غرب آسيا في "الشارقة" وحصلت على المركز الثالث أيضاً.

ويمكنني القول إن الفضل الأكبر لكل الإنجازات الرياضية التي حققتها في القوة البدنية يعود للحكم الدولي ومدرب المنتخب الوطني برياضة القوة البدنية للمعوقين الأستاذ "عبد الباري هواش"».

اتبع "عامر" دورة تدريبية وأصبح منذ عام 2009 مدرباً لفئتي الرجال والشباب في لعبة القوة البدنية ضمن نادي السلام "بحمص"، ولكنه تابع تدريباته كلاعب أيضاً استعداداً لاستحقاق قريب: «أقوم بالتحضير للمشاركة في نهاية العام 2011 ببطولة تأهيلية ستقام في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي مؤهلة للمشاركة بأولمبياد "لندن" 2012، يجب أن نحرز نتيجة جيدة ونكون ضمن العشرة الأوائل على العالم ليتسنى لنا المشاركة بالأولمبياد الذي أطمح للمشاركة فيه».

وعن أبرز صعوبات رياضة القوة البدنية للمعوقين يقول "غازي": «مشكلتنا أن رياضة القوة البدنية بحاجة لتمرين خاص ونظام تغذية خاص ومكلف، وأنا ضمن الإمكانيات المتوافرة كموظف ورب أسرة لدي صعوبة في تأمين مستلزمات التغذية والتدريب، فالاتحاد الرياضي واللجنة الفرعية للرياضات الخاصة ونادي السلام لا يقصرون بدعم اللاعبين الأبطال لكن للأسف الإمكانيات متواضعة، نأمل أن يتم التركيز أكثر على الأبطال المتميزين ودعمهم من الجهات المعنية، فأنا أجد نفسي قريباً من تحقيق البطولة ولو توافرت لي الإمكانيات المادية لحققت نتائج أفضل».

وفي لقائنا مع مدرب سيدات القوة البدنية في نادي السلام للرياضات الخاصة "يوسف الشيخ يونس" اللاعب الذي رافق "عامر" طوال مسيرته الرياضية تحدث عن صديقه: «إنه صديق وفيّ وإنسان رائع جداً بتعامله مع الآخرين، ملتزم في عمله سواء ضمن أجواء الرياضة أو خارجها، لم أره انقطع عن تمرين قط إلا لظروف استثنائية، علاقاته مع زملائه في النادي جيدة جداً.

بحكم ممارستي لعبة القوة البدنية فقد رافقت "عامر" في الكثير من البطولات أهمها الدورة العربية في مصر وفي الأردن، كما رافقته في أولمبياد "سيدني" وقضينا معاً أياماً رائعة لا تنسى، وكنا جنباً إلى جنب في مختلف المناسبات الرياضية، كنا نتمرن سوية طوال مشوار حياتنا الرياضي».

وأضاف "الشيخ يونس" في حديث عن البطل "عامر": «إنه بطل متميز وقادر على تحقيق نتائج هامة في أكثر من لعبة رياضية يمارسها، وأعتقد أنه لم يأخذ حقه من التكريم كبطل رياضي قدّم الكثير لرياضة القوة البدنية للمعوقين، ولكرة الطاولة التي لو أخذ حقه الكامل فيها لحصل على بطولة العالم، لكنه تركها بسبب عدم الاهتمام فيها محلياً ولقلة المشاركات والبطولات الخاصة بها فتحول إلى القوة البدنية ونجح فيها».

جدير بالذكر أن "عامر غازي" من مواليد "حمص" عام 1967 متزوج وله خمسة أبناء.