بعد غيابه عنهم مدة ثلاث سنوات عاد الذهب براقا على صدور لاعبي منتخب "حمص" للمكفوفين بتحقيقهم لقب بطولة الجمهورية بكرة الهدف للمكفوفين، والتي استضافتها محافظة "طرطوس" بالفترة ما بين 24 إلى 27/ 2/2011.
ونالت "حمص" المركز الأول برصيد خمس عشرة نقطة دون أي هزيمة، ثم "دمشق" في المركز الثاني و"إدلب" ثالثاً و"دير الزور" رابعاً، وقد شهدت البطولة لأول مرة مشاركة إحدى عشرة محافظة.
كانت جميع المنافسات ندية وقوية جداً، ولم يحسم بعضها إلا في الثواني الأخيرة، وتألق جميع لاعبي منتخب "حمص" وبرز منهم الهداف "عماد الصبح" في الهجوم و"يحيى العسس" في الدفاع إلى جانب "أحمد الخالد"
حيث تم توزيع الفرق إلى أربع مجموعات وحل منتخب "حمص" بالمجموعة الثانية إلى جانب منظم البطولة منتخب "طرطوس" وإلى جانب منتخب "حلب"، ونجح منتخب "حمص" بالفوز بمباراته الافتتاحية على "حلب" بأحد عشر هدفاً مقابل سبعة، ثم فاز على منتخب "طرطوس" بثمانية أهداف لهدف، وحل بطلاً للمجموعة إلى جانب بطل الجمهورية السابق "إدلب" و"دمشق" و"دير الزور"، وفاز بالدور ربع النهائي على "ريف دمشق" بأربعة أهداف نظيفة وفي الدور نصف النهائي على "إدلب" بعد أن كان خاسرا بهدفين للا شيء وفي الدقيقة الأخيرة كان الحسم بستة أهداف مقابل خمسة وتأهل لمباراة النهائية مع منتخب "دمشق" وفاز ونال لقب بطولة الجمهورية لعام 2011 حيث عادت كأس البطولة من جديد إلى خزائن اللجنة الفنية و"نادي السلام" للرياضات الخاصة "بحمص".
وللتعرف أكثر على هذه مشاركة منتخب "حمص" بالبطولة التقينا مشرف المنتخب السيد "زين العابدين الدالاتي" فتحدث قائلاً: «كانت جميع المنافسات ندية وقوية جداً، ولم يحسم بعضها إلا في الثواني الأخيرة، وتألق جميع لاعبي منتخب "حمص" وبرز منهم الهداف "عماد الصبح" في الهجوم و"يحيى العسس" في الدفاع إلى جانب "أحمد الخالد"».
وأضاف: «في كل عام يشارك منتخب "حمص" بهذه البطولة الوحيدة التي تقام لهذه اللعبة سنوياً، وبالتالي هي إحدى النقاط السلبية التي تؤثر على مستوى تطور هذه اللعبة فنياً ويؤدي إلى تراجعها، حيث أن المشاركات الخارجية قليلة جداً وتقتصر فقط على لاعبي المنتخب الوطني للعبة وآخرها كان مشاركنا ببطولة الأولمبياد الآسيوي عام 2005 في قطر، حيث كنت مدرباً للمنتخب وضم الفريق لاعبين اثنين من "حمص" من أصل ستة لاعبين، وحالياً يتم التحضير في الاتحاد السوري للرياضات الخاصة للمشاركة في استحقاق الدورة العربية في الأردن نهاية العام الحالي».
وعن التحضير للبطولة قال "الدالاتي": «بدأنا التحضير للمشاركة منذ بداية العام الحالي 2011 وصممنا على الفوز باللقب وإعادته إلى خزائن اللجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص" بعد ابتعاده ثلاث سنوات، حيث إن منتخب "حمص" لكرة الهدف حمل لقب بطولة الجمهورية منذ بداية تأسيسه في أوائل تسعينيات القرن الماضي حوالي عشر مرات، ست منها على التوالي، وكل المدربين والإداريين والحكام الذين يعملون مع المنتخب هم متطوعون ولا ينالون أجراً مقابل هذا العمل».
وعن أهمية هذه اللعبة بالنسبة للمكفوف الذي يمارسها وأبرز الصعوبات التي تواجه ممارسيها في "حمص" قال: «هي لعبة مهمة جداً لتنمية القدرة السمعية لدى المكفوف لكونها تعتمد على السمع، كما ترفع من مستوى اللياقة البدنية.
أما أبرز الصعوبات التي يعاني منها اللاعبون فهي صعوبة التنقل والوصول إلى مكان التدريب بسبب الوضع الخاص للمكفوفين لعدم توافر وسيلة نقل جماعية للاعبين لإيصالهم من منازلهم إلى صالة التدريب، وفي كل مؤتمر وأمام كل جهة وصائية نطالب بتأمين واسطة النقل لكن دون نتيجة.
ونادي "السلام" للرياضات الخاصة مشكوراً خصص لنا خلال فترة البطولة باصاً صغيراً للتنقل».
وعن الطموحات التي تسعى اللجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص" لتحقيقها فيما يتعلق بمنتخب كرة الهدف قال "الدالاتي" الذي هو رئيس اللجنة الفنية الفرعية للرياضات الخاصة: «بعد هذه النتيجة الجيدة التي أحرزها منتخبناً سنقوم كلجنة فنية في القريب العاجل بإدخال لعبتي كرة الطاولة والأثقال للمكفوفين لممارستهما في "حمص" وللمرة الأولى في سورية، وذلك بهدف التنويع بالألعاب الرياضية للمكفوفين وعدم الاقتصار فقط على لعبة كرة الهدف».
تجدر الإشارة إلى أنه بعد عودة المنتخب من المشاركة في البطولة استقبله رئيس فرع الاتحاد الرياضي "بحمص" السيد "محمد حربة" وهنأه بهذا الفوز ويوم الأحد 6/3/2011 سيتم تكريم كادر المنتخب مادياً من قبل قيادة الفرع.
ويشار إلى أنه منذ بداية تسعينيات القرن الماضي تمت ممارسة رياضة كرة الهدف رسمياً في محافظة "حمص" كإحدى الرياضات التي تشرف عليها اللجنة الفنية للرياضات الخاصة التي تتألف من تسعة ألعاب خاصة بالمعوقين حركياً وبصرياً وسمعياً.
وقد تألف المنتخب الذي فاز بالبطولة هذا العام من اللاعبين "نزار مراد" و"عماد الصبح" و"فادي زمام" و"معاز مسعود" و"سامر ادريس" و"يحيى العسس" و"أحمد الخالد" و"أدهم وشاح"، ودرب المنتخب "رامـز الناصر" وأشرف على المنتخب المدرب والحكم الوطني "زين العابدين الدالاتي" والحكم الإقليمي "محمد زعبي القاعي" والإداري "غسان أبو صلاح".