تهدف اليوغا، كما يعني اسمها، إلى تحقيق الوحدة والانسجام بين العقل والجسم والنفس بحيث يصبح الثلاثة واحداً من خلال التناغم والانسجام بين العناصر الثلاثة. هذا ما يعطي اليوغا دورها العلاجي، خصوصاً أنها تسمح لمن يمارسها بمعرفة جسمه بشكل أفضل، إضافةً إلى دورها الأساسي في تحقيق الاسترخاء والحد من التوتر.

لذلك يصفها المعالجون النفسيون لمرضاهم الذين يعانون التوتر أو الضغط النفسي أو غيرهما من المشكلات النفسية من هذا النوع.

أما في "حمص" فقد دخلت رياضة اليوغا في عام /2004/ من خلال مجموعة من المتدربين ولكن لعدم توافر مكان دائم لم يستمر طرحها ولكن وبجهود فردية من خلال محبي اليوغا يتم نشرها بطريقة أو بأخرى

رياضة ورياضيون

المتدربة "مها محمد" عبرت لموقع eHoms عن سعادتها بوجود مراكز تعنى بهذا النوع من الرياضات وأضافت قائلة: «لقد أعجبت بهذه الرياضة وزاد إيماني بإمكانية التغيير الإيجابي التي نستطيع من خلالها التغلب على الكثير من المشاكل والعقد التي تعانيها النفس البشرية، فأثناء تمارين اليوغا تشعر بأنك منفصل عن العالم الخارجي وأستطيع القول بأن الارتياح والهدوء يتملكان من يمارس اليوغا، وأنا أود الاستمرار بها فمن خلال الجلسات القليلة التي بدأت بها أرى النتائج تبشر بالخير، من خلال التحسن الكبير الذي يشعر به ممارس اليوغا».

الدكتور لمك السعد

رأي أهل الاختصاص

د. لمك وبجانبه المدربة سناء صالحية

الدكتور "لمك السعد" المختص بالمعالجة الفيزيائية والذي يشرف على رياضة اليوغا في مركز "شعاع الرياضي"، حدثنا بداية عن "اليوغا" قائلاً: «اليوغا تتناول الجسد والفكر والروح استمدها الحكيم "شيفا" منذ أكثر من 5000 سنة وعندما نقول إنها تتناول الجانب الأخلاقي والسلوكي والروحي فهي رسالة الحب الكوني والصدق واللا عنف والتسامح.

"اليوغا" عبارة عن تقنيات فكرية أو عقلية يرافقها حركات وتمارين جسدية مع طريقة تنفس معينة تعتمد على تدفق الطاقة في الجسد فهي تمتلك فعالية عالية لإيقاظ العقل وتوازنه بحيث يحقق أعلى مستوى من الأداء».

أثناء رياضة اليوغا

وفيما يتعلق بدخول اليوغا إلى "سورية" يقول الدكتور "لمك": «تعتبر "سورية" السباقة في الوطن العربي إلى احتضان رياضة اليوغا وتحت غطاء منظمة رسمية "الاتحاد الرياضي العام" في عام 2003م تحت تسمية اللجنة المركزية العليا لليوغا والطاقة حيث بدأت اللجنة بنشاطات مكثفة لنشر هذه المعرفة الجديدة عن طريق إقامة الدورات والمحاضرات في كافة المحافظات وصولاً إلى معسكر سنوي في "رأس البسيط" لمدة ثمانية أيام وإقامة مراكز لتدريب اليوغا في محافظات "دمشق" و"حمص" و"طرطوس" و"اللاذقية" و"حلب".

وفي اللاذقية عام /2008/ م تأسس مركز خاص بأطفال اليوغا ويقوم بتدريبهم وصقل مواهبهم وشخصيتهم وخلق جيل جديد أزهرت فيه المعرفة والوعي وتوزع نشرات خاصة بأطفال اليوغا شهرياً لزيادة المعرفة والوعي. كما قامت اللجنة بإنشاء موقع رسمي على الانترنت www.yoga-syria.com».

يضيف "د. لمك": «أما في "حمص" فقد دخلت رياضة اليوغا في عام /2004/ من خلال مجموعة من المتدربين ولكن لعدم توافر مكان دائم لم يستمر طرحها ولكن وبجهود فردية من خلال محبي اليوغا يتم نشرها بطريقة أو بأخرى».

وحول الصعوبات التي تعترض مسيرة اليوغا يقول "د. لمك": «لقد أدخل هذه الرياضة إلى سورية الأستاذ "مازن عيسى" رئيس اللجنة المركزية العليا لليوغا والطاقة وبمزيد من النشاطات الفردية والشخصية الهادفة لنشر هذه الرياضة في البلد والتشجيع على ممارستها وبمساندة الاتحاد الرياضي ورغم الكثير من الصعوبات التي واجهت مسيرته في هذه الرياضة لكنه مازال مستمر في هدفه ألا وهو نشر اليوغا التي تحمل الوعي والمعرفة للإنسان.

فهو اختار طريقا صعبا غير متعارف عليه في مجتمع جديد تقبل هذا النوع من الرياضات وتقبله مازال بطيئاً نتيجة الجهل وعدم المعرفة بأهمية اليوغا التي تبحث عن إنسانية الإنسان وتفجر إبداعاته الكامنة وتصقل شخصيته بفائدة تعود عليه وعلى مجتمعه وكما يقول الأستاذ "مازن" (نحو إنسان وإنسانية أفضل)».

كما كان لنا حديث مع مدربة اليوغا في المركز ذاته، المدربة "سناء صالحية" والتي حدثتنا عن فوائد اليوغا قائلة: «لليوغا فوائد كثيرة وأستطيع تصنيفها حسب أنواعها على النحو التالي:

فوائد تمارين اليوغا "الأسانا":

1- تقوي جميع أعضاء الجسم وحتى المهملة منها.

2- تحقق توازن إفراز الغدد الهرمونية.

3- تخلق حالة من الاتزان والهدوء العقلي.

فوائد تأمل اليوغا:

1- السلام الداخلي والصفاء العقلي.

2- الشعور بالسعادة والارتياح.

3- تركيز أفضل وذاكرة أقوى.

4- تجاوز المشاكل والعقد السلبية.

5- التخلص من التوتر.

6- الحيوية وطول العمر ومناعة ضد الأمراض.

والصعوبة تكمن بعدم فهم هذه الرياضة من قبل شريحة كبيرة من المجتمع ولكن من خلال الدورات والمحاضرات ظهرت ثقافة جديدة هي ثقافة يوغية تشمل الجانب المعرفي باليوغا وأيضاً الجانب الجسدي والفكري».

تضيف "صالحية": «من يمارس اليوغا لا يستطيع إلا أن يواظب عليها لما لها من نتائج يلحظها الفرد بعد شهر من التدريب ولكن بطريقة صحيحة وعلى مدرب متخصص. كما أن مستقبل اليوغا يتشكل من خلال الأطفال الذين نستطيع أن نعتبرهم كقاعدة إنسانية تعتمد على مبادئ وسلوكيات وأخلاقيات اليوغا وتشمل "اللا عنف، الصدق، التسامح، الحب غير المشروط».