كما في كل مدن العالم...كذلك في حمص أيضا... التسويق الإعلاني أصبح يعتمد بشكل أساسي على ما تنتجه الميديا من وجوه وأسماء لمسلسلات دراما أو أبطال رياضيين، ولأن "حمص" مدينة تعشق كرة القدم بامتياز وخصوصا في السنوات الخمس الأخيرة فإن أسماء الأندية واللاعبين العالميين انتشرت بكثافة لمحلات ربما غير مختصة ببيع الألبسة والتجهيزات الرياضية بل بألبسة السبورات الرجالية وأحيانا النسائية.

موقع eHoms سلط الضوء على ظاهرة أسماء المحلات المرتبطة بالدراما والرياضة من خلال جولة ببعض شوارع "حمص"، المنتشرة فيها اسماء مثل أندية "برشلونة" و"فالنسيا"و "ريال مدريد وواللاعب "ديفيد بيكهام"... وغيره من أسماء لاعبين رياضيين في حارات متعددة قد تختلف حسب قربها أو بعدها من السوق أو الحارات الشعبية، فمثلا ما يعرف بسوق الجينز الذي يختص ببيع ملبوسات الشباب تنتشر أسماء الأندية العالمية، لكن يبقى اسم نادي "الكرامة" الأكثر رواجا فاسم النادي يطلق حتى على الصيدليات وصالات العرض وحتى اللاعبين فهناك محل باسم لاعب الكرامة "جهاد الحسين" أو محل باسم مدرب الكرامة القدير "أبو شاكر" "محمد قويض" وكذلك الأمر ينطبق على فريق "الوثبة".

المحل يقدم أقمشة نسائية كما كان يقدمها المسلسل وحقق الاسم شعبية كبيرة للمحل مع افتتاحه

لكن المميز أن بعض المحلات حملت أسماء اللاعبين وهي ليس لها علاقة بالرياضة مثل محل "ميسي" لصاحبه السيد "محمد الهابط" الذي تحدث لموقع eHoms فقال: «محلنا افتتحناه منذ سنة ونصف تقريبا ونبيع فيه ألبسة نسائية بعيدة كل البعد عن اللاعب البرشلوني الأرجنتيني الكبير "ميسي"»، وأشار السيد "محمد" بأن اختياره الاسم جاء لمحبته باللاعب وبفريق "برشلونة" الإسباني وقد قرر تسميته كذلك بغض النظر عن نوعية البضاعة المُباعة.

محل "برشلونة"

وأضاف بأن اسم المحل حقق تفاعلا كبيرا مع الزبائن وحتى من قِبل النساء اللواتي يريدن الشراء لأن ميسي معروف عند الجميع نساء ورجالا حتى الأطفال وقال: «إن الكثير من النقاشات تدور قبل أي مباراة لبرشلونة وما سيفعله الساحر "ميسي" وحتى بعد المباراة كما أن جميع الزبائن تعرف أن المحل مغلقا عند وجود مباراة لبرشلونة».

واعتبر السيد "محمد" بأن الاسم الرياضي تبقى بهجته سنوات طويلة لأنه يكون لشخص رياضي معروف بكل أنحاء العالم،على عكس أسماء المسلسلات التي تخف بهجتها مع ظهور مسلسل جديد أهم من القديم حسب رأيه.

السيد "محمد حاج عمر" صاحب محل "الحاج متولي"

بينما أشار السيد "صلاح قمحية" من محل ألبسة سبورات رجالي اسمه "برشلونة" بأن اختيار الاسم جاء لشعبية الفريق البرشلوني، ولكي تتناسب البضاعة المعروضة مع عمر الشباب الذين تشكل كرة القدم جزء كبير من اهتماماتهم لذا يكون كل الحديث عن الرياضة والفوز والخسارة أثناء البيع، ويضيف السيد "قمحية" قائلا: «أنه من الطريف أحيانا قدوم أشخاص لايريدون الشراء وليسوا من زبائن المحل فقط عندما يرون اسم المحل يدخلون ويهنئون الفريق بالفوز أو يطرحون نقاشات عن مستوى البطولات المحلية والعالمية».

ولا تقتصر أسماء المحلات الموجودة "بحمص" على الرياضة فالدراما تأخذ حصتها بشكل كبير في أسواق المدينة فمن محلات "باب الحارة" إلى "ليالي الصالحة" و"طل القمر" و"جار القمر " و"صبايا" إلى محل وأقمشة "الحاج متولي" الذي جاء تسميته بعد عرض المسلسل المصري على الشاشات قبل بضعة أعوام كما يؤكد السيد "محمد حاج عمر" صاحب الفرع "بحمص" حين يقول: «المحل يقدم أقمشة نسائية كما كان يقدمها المسلسل وحقق الاسم شعبية كبيرة للمحل مع افتتاحه».

مهرجان "باب الحارة" في "سوق المقبي"

وأضاف بأن المحل أجرى مسابقة للسيدة التي تحمل اسم "نعمة الله" إحدى زوجات "الحاج متولي" لتأخذ هدية فجاءت سيدات من أغلب المحافظات وفزن.

واعتبر السيد "محمد" بأن أسماء المسلسلات شيء يجذب الزبائن بشكل كبير وحتى السياح العرب بأنهم اشتروا من محل "الحاج متولي" وهي ظاهرة ستزيد بالأعوام القادمة لأننا نعتمد على الأفكار المستوردة بشكل كبير .

لكن بعض الآراء ترفض تسمية أسماء المحلات بأسماء المسلسلات والممثلين ومنها محل "نور" في حي "الخالدية" الذي يعود تسميتها لاسم صاحب المحل "نور" الذي يرفض رفضا قاطعا أن يسمي المحل باسم ممثلة أو مسلسل لأنه بريق الاسم سيخف بعد فترة قصيرة بينما اسم العائلة يبقى ويزيد من وقار المحل أكثر، حسب رأيه.

ومن أسماء المحلات التي لا يمكن تجاهلها "بحمص"هي المُكناة بمدينة "حلب" "كبوابة حلب" و"قلعة حلب" و"أبو يوسف الحلبي" وهي غالبا ما تكون محلات لبيع المأكولات لكن أصحابها ومن يعمل بها حماصنة، كما أن صالونات التجميل عند النساء حملت أسماء الممثلات وأحياناً صورهن توضع على الواجهة.