تستطيع أن تتعرف على قرية "ربلة" في وجوه أهلها البسيطة والمحبة للحياة، ما يشجعك لقضاء يوم جميل بين بساتين العاصي الذي يمر بمحاذاة "الضيعة"، وجبال لبنان حيث ستجد الخضرة والماء والهواء العليل.

"ربلة" الواقعة جنوب غرب مدنية "حمص" حوالي /30/ كم قرب منطقة "القصير"، وهي بلدة قديمة جداً ورد اسمها في الكتاب المقدس، و"ربلة" كلمة آرامية تعني "الخصب" أي الخصوبة التي اتصفت بها أراضي المنطقة منذ مئات السنين وحتى الآن، ما شجع أهاليها الحاليين على زراعة العديد من المحاصيل منها الأشد شهرة "البطاطا الربلاوية" وكذلك المشمش حيث تمثل الأراضي المزروعة حوالي 80% ما مساحته حوالي /7/ آلاف دونم.

إن البلدية الآن بصدد توسيع وتحسين الطريق الرئيسية في البلدة والبالغة /1200/ م. وأرصفتها أيضاً بقيمة حوالي /14/ مليون

وتقول الكتب القديمة إن "ربلة" جعلها ملوك "بابل" مقراً لهم، ولم يبقَ من "ربلة" القديمة إلا خراب وبيوتٌ متهدمة، إذ قد هجرها أهلها لسبب وباء الملاريا الذي فتك بالسكان، فبنوا لهم مساكن جديدة بعيـدة عن نهر العاصي بضعة كيلومترات، وهي الآن "ربلة" الحالية.

دير "مار الياس"

وللتعرف على واقع البلدة الحالي التقينا رئيس البلدية المهندس "ميشيل فياض" الذي تحدث بداية عن الخدمات الموجودة واصفا إياها بـ"الجيدة" من ناحية شبكة الصرف الصحي التي سيتم تحسينها في الأشهر القادمة، وكذلك بالنسبة للطرقات حيث قال المهندس "فياض": «إن البلدية الآن بصدد توسيع وتحسين الطريق الرئيسية في البلدة والبالغة /1200/ م. وأرصفتها أيضاً بقيمة حوالي /14/ مليون».

من جانب آخر وفي ظل حركة عمران جيدة للأبنية الحديثة في "ربلة"، تمنى رئيس البلدية إيجاد حل لمسألة البناء داخل البيوت فكثير من أهالي القرية يحتاجون لبناء غرفة أو أكثر داخل عقاراتهم القديمة. وكذلك يشتكي بعض أصحاب المطاعم على نهر العاصي من عدم وصول الكهرباء إليهم مما يضطرهم لاستخدام المولدات الكهربائية ذات المصروف المرتفع. تضم "ربلة" عدداً من الأديرة القديمة والحديثة منها "دير النبي إيشوع" المُكتشف حديثاً، وأديرة حديثة مثل دير "السيدة العذراء" ودير "مارالياس" الذي أصبح مزاراً للسياحة الدينية، تؤمه العائلات والأفراد من كافة أنحاء القطر حتى من خارج سورية، وبكافة الطوائف ممن يرغبون بقضاء خلوة روحية أو ينذرون للقديس "مارالياس" لشفاء أحد المرضى في العائلة.

من أراضي "ربلة"

"ربلة" كغيرها من القرى الحدودية مع لبنان فالعائلات السورية واللبنانية لا ترتبط فقط بصلات الجيرة، إنما القرابة موجودة خصوصاً مع مناطق "زحلة" و"البقاع" والتي تصل أحياناً إلى العائلة الواحدة في بلدين، ومن العائلات القديمة والشهيرة في "ربلة" التي يبلغ عدد سكانها حوالي /8/ آلاف عائلة "فرح" و"عازار" و و"سمعان" وآخرين.

وفي النهاية تمنى المهندس "فياض" رئيس البلدية أن ينشّط "مهرجان ربلة السياحي" المزمع إقامته العام القادم الحركة السياحية والثقافية في القرية.

عاصي "ربلة"