تشغل قرية "الدمينة الشرقية" موقعاً هاماً في ريف "حمص" الجنوبي، كما أنها تتوسط الطريق الدولي بين حمص ولبنان ودمشق، بالإضافة إلى شهرتها الواسعة بمحاصيل اللوز والعنب.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 12/9/2013 قرية "الدمينة الشرقية" والتقت السيد "مطانس الغربي" أحد وجهاء القرية الذي حدثنا عن تاريخ القرية ونشأتها: «تتميز قريتنا بطبيعتها السهلية وبموقعها الجغرافي الهام فهي تتوسط الطريق الدولي الواصل بين مدينتي "حمص" و"القصير" والممتد الى لبنان، وتبعد عن حمص بمقدار ما تبعد عن لبنان أي حوالي 20 كم شمالاً وجنوباً و 3كم عن أوتستراد "حمص- دمشق" غرباً ما جعلها عقدة وصل هامة».

معظم الزراعات في القرية بعلية أما الزراعات المروية فتعتمد على آبار حفرها سكان القرية لري مزروعاتهم وتأمين حاجة بعض مزارع القرية

وأضاف "الغربي": «هي قرية حديثة العهد نسبياً حيث تعود نشأتها إلى أواسط القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1853م حيث يحكى أنه في تلك الفترة انتقل أهالي القرية من قرية "حسياء" إلى قرية "شمسين" هرباً من ظلم الآغاوات والإقطاع وطلباً لحياة أفضل.

السيد "مطانس الغربي"

لكن افتقار "شمسين" للمياه دفع بأهل القرية للانتقال مرة اخرى إلى موقع القرية حالياً لتوافر المياه والتربة الخصبة التي تمكنهم من العيش في تلك المنطقة والقيام بأعمالهم المختلفة من زراعة ورعي وغيرها, حيث أقاموا البيوت والمزارع وحفروا الآبار واستثمروا الأرض وبنوا كنيسة واستقروا هناك ثم بدأت القرية تنمو طبيعياً وبشرياً حتى وصلت إلى شكلها الحالي وهكذا كانت نشأة القرية.

تبلغ مساحة الأراضي الزراعية للقرية حوالي 16200 دونم حيث شكلت الزراعة مصدر العيش الرئيس لسكان القرية وتلبي حاجاتهم الأساسية».

شجر اللوز

وفي سياق متصل التقينا السيد "اسكندر حنا" وهو أحد مزارعي القرية، الذي حدثنا عن الواقع الزراعي في القرية: «تشتهر قريتنا بشكل أساسي بزراعة اللوز والعنب والزيتون والتي تشكل المحاصيل الرئيسية التي تنتجها القرية وتعتمد عليها بعض الصناعات المحلية في القرية وأهمها صناعة الدبس والزبيب وبعض المشروبات كالنبيذ والعرق من العنب وصناعة زيت الزيتون من الزيتون.

إضافة الى زراعة القمح والشعيرالذي يستخدم في صناعة البرغل والدقيق والتي قلت نسبياً مقابل تزايد زراعة اللوز والعنب والتي تعتبر أشهر المزروعات التي تميز القرية، كل المحاصيل المذكورة تكفي حاجة القرية والفائض عنها يستخدم في التجارة أو التصدير لداخل القطر أو خارجه».

خريطة القرية

وتابع السيد "حنا": «معظم الزراعات في القرية بعلية أما الزراعات المروية فتعتمد على آبار حفرها سكان القرية لري مزروعاتهم وتأمين حاجة بعض مزارع القرية».

أما عن الناحية الاجتماعية للقرية وأوضاعها المعيشية بشكل عام فقد تحدث السيد "أكرم طلي" مختار القرية: «يتميز سكان قريتنا بالبساطة والمودة حيث بلغ عددهم حاليا الـ/3000/ نسمة يمكن تصنيفهم حسب أعمالهم إلى فلاحين، موظفين، صناعيين، تجار، أصحاب المهن.

كانت الزراعة تشكل المهنة الأساسية للسكان والمورد الرئيس، لكن مع تطور القرية وتوسعها وازدياد العمران فيها لم تعد الزراعة المورد الرئيس بل أصبحت مورداً ثانوياً يرفد السكان إلى جانب موارد أخرى كالصناعة والتجارة والوظائف والمهن.

وهذا يظهر بشكل واضح تحول أهالي القرية إلى التعلم وإقبالهم عليه نتيجة توافر كل الحاجات التعليمية الأساسية من مدارس ومدرسين، والذي أدى بدوره الى وجود نسبة كبيرة من المتعلمين بمختلف الاختصاصات والذي بالمقابل خفض نسبة الأميين في القرية بشكل كبير.

وتشهد القرية اليوم حركة تجارية نشطة تزايدت مؤخرا بشكل ملحوظ نتيجة تزايد الطلب بفعل توافد سكان القرى المجاورة للحصول على السلع الاستهلاكية من القرية.

واعتقد أن هناك ما يقارب الـ450 مغترب من القرية يزورون القرية من فترة لأخرى للاصطياف وقضاء العطل مع أهلهم».

يوجد في القرية كنيسة "مار جرجس" وهي حديثة نسبياً فقد تأسست عام 1967م إضافة إلى وجود كشاف خاص بها يستخدم في المناسبات الدينية والشعبية، أما عن الواقع الخدمي في القرية فقال السيد "أسعد عبد النور" رئيس بلدية القرية عن هذا المجال: «قرية الدمينة هي قرية نموذجية من حيث عدد السكان والبناء العمراني والخدمات المتوافرة فيها.

قريتنا تضم عدة منشآت حكومية تقدم خدماتها للقرية وللقرى المحيطة بها, وأهم هذه المنشآت المركز الصحي أو "المستوصف" ومقسم للهاتف وبلدية للقرية ووحدة إرشادية مركزية تدير الوحدات الإرشادية الأخرى في المنطقة وتقدم لها مختلف الخدمات الزراعية, إضافة الى وجود معمل للسجاد اليدوي يعمل فيه أبناء القرية ومخفر للشرطة ومركز طوارئ كهرباء للمنطقة وجمعية فلاحية.

أما في المجال التعليمي فيوجد في القرية ثلاث مدارس للتعليم الإلزامي وإعدادية ومدرسة ثانوية مع كامل كوادرها التدريسية ومزودة بكافة الخدمات التعليمية إضافة الى وجود روضة لتعليم الأطفال في المرحلة التحضيرية وهي قلما توجد في القرى المجاورة لذلك يتوافد الطلاب من القرى المجاورة للدراسة فيها وفي مدارس القرية».

ومن الجدير بالذكر أن للقرية موقع على الانترنت أسسه أبناء القرية منذ عام 2010 وكان جزءاً من مشروع شبكة المعرفة الريفية, الموقع هو www.dmeneh4dev.sy، ولها صفحة على الفيس بوك على الرابط التالي:"Aldmena alsharqiy village". إضافة الى وجود منتدى لأبناء القرية هو: "Aldmenaalsharqiya.com"، وكل هذه الروابط فعالة وتعمل بشكل جيد وتعزز التواصل بين أبناء القرية في المغترب وأهلهم في القرية وتبقيهم على اطلاع دائم بكل ما يجري في القرية من أحداث ومناسبات وغيرها.