تميزت بحجارتها البازلتية الخام وببنائها الأثري الذي كان مقصداً لأهالي القرى المحيطة بها فقد توسطت قرى "عش الشوحة، التلة، عناز"، وكانت كنيستهم الوحيدة حتى عام 1980.

تعددت الروايات عن تاريخها فالبعض يروي أنها تعود لعام 1700م، والبعض الآخر يعيدها لما قبل ذلك إلا أنها أرخت بتاريخ 1904م، وهذا ما دل عليه نحت محفور في الأيقونسطاس.

وتروى مجموعة من الحوادث العجائبية التي حصلت في الكنيسة منها ظهور النور وسماع صلوات دون وجود أناس فيها ما جعل الكثير من أهالي المنطقة والسياح يحجّون إليها

مدونة وطن "eSyria" زارت الكنيسة بتاريخ 30/5/2013 والتقت كاهنها الأب "نكتاريوس قبة" الذي تحدث عن أهمية الكنيسة أثرياً واسمها الذي تحمله فقال:« تعود الكنيسة إلى القرن السابع الميلادي حيث تحتوي على المخطوطات والوثائق الموجودة فيها ومنها بعض الإيصالات المطبوعة التي تعود للعام 1850م إضافة لوجود "شعرية" قديمة من الخشب القطران لم تعد موجودة حالياً، ويعد قربها من "قبو عناز" الأثري دليل آخر على أثريتها وقدمها.

إحدى اللوحات المحفورة

وتقسم الكنيسة إلى قسمين الأول وهو الأثري ويحمل أسم "كنيسة رقاد السيدة العذراء" والثاني حديث فوق الأثري ويحمل اسم القديس"نكتاريوس العجائبي" وهي تنفرد بهذا الاسم في الشرق الأوسط وهو قديس حديث العهد يعود رقاده لعام 1920 ذو أصل يوناني، كان تبشيره في شمال "ليبيا" وتحديداً في مدينة "المدن الخمس"».

أما الكنيسة فقد بنيت كما أضاف: «قام أهالي المنطقة وبعض الرهبان ببناء الكنيسة القديمة باستخدام الأحجار الموجودة في المنطقة وهي بازلتية الطبيعة، دون أن يقوموا بأي تعديل بها، أما الكنيسة الجديدة فقامت نتيجة لقيام أحد المتبرعين من أصل "يوناني" الذي أنفق ثروته لبناء مجموعة من الكنائس في المنطقة واستمر في عمله في أحد أفران "دمشق"».

الكاهن نكتاريوس قبة

يحج العديد من المؤمنين من جميع أنحاء العالم إلى الكنيسة نتيجة لعدة ظهورات عجائبية للقديس على بعض أصحاب النذور، وهنا أوضح الأب "نكتاريوس: «وتروى مجموعة من الحوادث العجائبية التي حصلت في الكنيسة منها ظهور النور وسماع صلوات دون وجود أناس فيها ما جعل الكثير من أهالي المنطقة والسياح يحجّون إليها».

تأخذ الكنيسة شكل أنبوبياً على ارتفاع يبلغ 5 أمتار وعلى طول 15 متراً وعرض بلغ 5 أمتار وبناء مشابه لطراز الكنائس الاعتيادي وعن محتوياتها تابع: «تحتوي الكنيسة على "الأيقونسطاس" الأثري المصنوع من خشب القطران المحفور والمفرغ والذي يحتوي على بعض الزخارف والرسومات المشابهة لما هو مجود في دير "مار جرجس الحميراء" والمتمثلة بنبات الكرمة ورمز السمكة التي تشير إلى المسيحية إضافة لوجود زخارف بارزة على شكل حمامات تُعلق بها أواني الزيت الصغيرة الخاصة بالصلوات، إضافة لوجود لوحات وأيقونات قام برسمها رسام فلسطيني يدعى "نعمة الله" منذ أكثر من مئة عام والتي مازالت محافظة على ألوانها على الرغم من كونها مستخرجة من مواد طبيعية وقد تم تجديد "الأيقونسطاس" من قبل سليمان قسطنطين الحمصي 1904 مع المحافظة على المذبح الحجري القديم منذ قيام الكنيسة أما الكنيسة ككل فقد تم تجديدها وإزالة الكلس عن جدرانها لإظهار الحجر القديم في عام 2002».

صورة غوغل ارث

تمتلك الكنيسة بقسميها القديم والحديث مجموعة من النشاطات تحدث عنها السيد "مازن هزيم" حيث قال: «أعمل في الكنيسة منذ طفولتي وأشارك ذلك مع مجموعة من الشباب حيث تحتفل الكنيسة بعيد القديس نكتاريوس" في 9 تشرين الثاني إضافة لعيد رقاد السيدة في 14 آب، وتقوم الكنيسة بتكريم المتفوقين والناجحين في كل عام، مع وجود أخويات خاصة بالأطفال، والشبيبة، والسيدات، وفرقة كشاف خاصة بالكنيسة ترافق الاحتفالات بالأعياد والمناسبات والمعارض، مع وجود جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين».

تعتمد الكنيسة على التمويل الذاتي وتبرعات وهبات المؤمنين إضافة لاستثمار الأرض الخاصة بالكنيسة.

الجدير بالذكر أن الكنيسة تقع في قرية "عناز" وتبعد عن منطقة تلكلخ حوالي 17 كم.