أكسبها إنتاجها الوفير من التفاح شهرة واسعة بين قرى محافظة "حمص"، إنها قرية "جنكمرة" القابعة في أحضان الطبيعة الخلابة والينابيع العذبة.

للتعرف أكثر على قرية "جنكمرة" مدونة وطن eٍٍٍٍSyria زارت القرية والتقت عدداً من أبنائها، فتحدث السيد "حيدر سلوم" مختار القرية بداية عن موقع القرية الجغرافي بالقول: «تتوضع قرية "جنكمرة" على النبع الرئيس المغذي للنهر الكبير الجنوبي الذي يشكل جانباً من الحدود السورية اللبنانية، ومنه يروي مزارعو القرية محاصيلهم الزراعية.

بالنسبة لتسمية القرية يُرجع بعض المهتمين بهذا الشأن أصل الكلمة إلى اللغة السريانية والترجمة تعني "جنة الكاهن"، حيث قيل إن المنطقة سكنها في السابق عدد من الكهنة والمتنسكين المسيحيين

وتقع القرية في ريف محافظة "حمص" الغربي، على بعد ستين كيلو متراً عن مركز المحافظة وتتبع القرية إدارياً إلى بلدية "قرب علي" في منطقة "تلكلخ".

جانب من قرية "جنكمرة"

وترتفع "جنكمرة" حوالي سبعمئة متر عن سطح البحر، وتتداخل أراضيها مع أراضي محافظة "طرطوس" من جهة الغرب، ويجاور القرية من الشرق قريتا "حاصور" و"حدية" ومن الغرب بلدة "قرب علي" وأراضي "الكفرون" و"مرمريتا" وجنوباً قرية "الكيمة" وشمالاً قرية "بيدر الرفيع"، وتبتعد "جنكمرة" عن بلدة "مشتى الحلو" حوالي 13 كم».

وعن أصل تسمية القرية تابع المختار حديثه قائلاً: «بالنسبة لتسمية القرية يُرجع بعض المهتمين بهذا الشأن أصل الكلمة إلى اللغة السريانية والترجمة تعني "جنة الكاهن"، حيث قيل إن المنطقة سكنها في السابق عدد من الكهنة والمتنسكين المسيحيين».

المختار "حيدر سلوم" والأستاذ "رجب حبابة"

وعن شهرة القرية بالتفاح يتابع المختار: «يبلغ عدد سكان القرية حوالي ألفي نسمة، وتتميز "جنكمرة" بمناخها الجبلي المعتدل صيفاً والبارد شتاءً وبطبيعتها الجميلة، وتشتهر بإنتاج محصول التفاح ووفرته، حيث يعتمد معظم سكان القرية على زراعة التفاح بشكل أساسي وتنتج محاصيل جيدة يتم تصديرها إلى المحافظات الأخرى وحتى إلى خارج القطر.

كما يوجد في القرية أيد عاملة كثيرة تعمل في القرى المجاورة إضافة إلى عدد من الموظفين.

المزارع "غانم عيسى" والأستاذ "بسام سليم"

وتتميز القرية بوجود عدد من مصادر المياه العذبة التي يروي منها مزارعو القرية محاصيلهم الزراعية.

وبسبب موقع القرية على الطريق العام الواصل بين منطقة "مشتى الحلو" و"الكفارين" من جهة وبين قرى "وادي النضارة" على الجهة المقابلة فقد تم افتتاح عدد من المحال التجارية ضمن القرية».

وعن الواقع التعليمي والثقافي لأهالي القرية أفاد الأستاذ "رجب حبابة" مدير مدرسة "جنكمرة" للتعليم الأساسي: «تضم القرية ثلاث مدارس تغطي كافة مراحل التعليم الأساسي والثانوي، وتصل نسبة المتعلمين في قرية "جنكمرة" إلى حوالي 99 بالمئة، ويوجد فيها عدد من الأطباء حوالي العشرة وعدد من المهندسين، ولا يوجد مغتربين من أبناء القرية خارج القطر حيث اقتصرت هجرة بعض أهالي القرية على الهجرة الداخلية وخاصة إلى مدينة "حمص" ومدينة "دمشق" طلباً لتحصيل الرزق وتحسين مستوى المعيشة».

وعن الواقع الزراعي للقرية تحدث "غانم عيسى" أحد مزارعي القرية: «يوجد في القرية جمعية فلاحية ويوجد في قرية "الكيمة" المجاورة إرشادية زراعية لها دور إيجابي وهام في إفادة مزارعي القرية وإرشادهم إلى الطرق الزراعية الحديثة.

وللأسف تعاني القرية من نقص شديد في الطرق الزراعية، حيث لا يوجد أي طريق زراعي معبد يصل القرية بالأراضي الزراعية التابعة لها، حتى الطريق المؤدي للمقبرة غير معبد مع العلم أن المنطقة المحيطة بالمقبرة تعتبر اليوم المكان الرئيس لتنزه معظم أهالي القرية لما تتمتع به من جلسات شعبية مناسبة بوجود أشجار البلوط والسنديان المعمرة الجميلة منذ آلاف السنين».

وبالنسبة للواقع الخدمي بشكل عام يعاني أهالي قرية "جنكمرة" حسب قول مختار القرية: «من مشكلة عدم تحديد وتحرير لأراضي القرية من قبل الجهة المختصة حتى وقتنا الحاضر، والسجلات الموجودة للأراضي تعود للفترة العثمانية والفرنسية، حيث تعتبر "جنكمرة" القرية الوحيدة في محافظة "حمص" التي لم يصلها المسّاح الطبوغرافي».

ويضيف: «لقد طالبنا كثيراً لحل هذا المشكلة وجرى إصدار أحكام رسمية بشأن البدء بمسح الأراضي وتحديدها، لكن للأسف لم تنفذ حتى الآن، مع العلم أنه تم تنظيم القرية وفق مخطط تنظيمي رسمي من قبل البلدية، لكن للأسف فيه الكثير من النواقص والثغرات التي أثّرت على وضع الشوارع والمرافق العامة الأخرى.

فنرجو من الجهات المعنية أخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار وحلها بشكل جذري لأنها تلامس كل شخص في هذه القرية وعدم التحديد يسبب بعض المشكلات بين أصحاب الأراضي من أهالي القرية».

وفي لقائنا مع أحد أبناء القرية الأستاذ "بسام سليم" أمين سر الحاسوب في مدرسة "جنكمرة" للتعليم الأساسي نبّه إلى: «حاجة أهالي القرية الماسة إلى وجود مركز صحي في قريتهم، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة من خلال الذهاب إلى القرى المجاورة للحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجونها.

كما نتمنى تحسين واقع الطريق الرئيس العام المار من القرية، الذي يحتاج إلى بعض الإصلاحات والصيانة المستمرة لكونه طريقاً حيوياً يربط بين منطقتين سياحيتين تعتبران من أهم وأبرز المناطق السياحية في سورية».