تاريخه يحكي أنه احتضن عدداً من البنوك الخاصة، وحاضره لوحة جميلة تستقطب الأهالي والسياح الذين يقصدونه بهدف التمتع بروعة بنيانه.

فسوق "النوري" يعد الجزء الأكبر من "السوق المسقوف" الذي يعتبر أهم أسواق "حمص القديمة"، موقع eSyria جال في أرجاء "سوق النوري" وكان لقاؤنا الأول مع الحاج "رفيق عبد السلام السلقيني" صاحب محل "السلام" لبيع السكاكر وهو من أقدم محلات "سوق النوري" الذي حدثنا عن تسمية هذا السوق وتاريخه فقال:

خلال الأربعين سنة الماضية شهد هذا السوق تطوراً عمرانياً واقتصادياً كبيراً فقد نشطت التجارة فيه بشكل كبير فأصبح الآن ليس تجمعاً للمحال التجارية فقط بل تجمعاً للعديد من باعة البسطات الذين يجدون فيه مكاناً مثالياً للبيع والتجارة

«"سوق النوري" هو الجزء الأكبر من السوق المسقوف ويشرف على المدخل الجنوبي لجامع النوري الكبير، وقد سمي سوق النوري نسبة إلى "جامع النوري الكبير" الملاصق له وعرف قديماً باسم "سوق القوافة" لاستخدامه من قبل بائعي الأحذية، ويصل عمره إلى أكثر من /250/ عاماً ويقسم إلى قسمين القسم الأول هو القسم الأحدث الملاصق للجامع النوري الكبير، والقسم الأقدم هو المحلات الممتدة الملاصقة لباقي أجزاء السوق المسقوف، ويصل طوله إلى حوالي /140/ متراً وهو يحوي /80/ محلاً تجارياً موزعة مناصفة على كل طرف من أطرافه وهي مبنية من الحجارة السوداء التي تمتاز بها مدينة "حمص" القديمة وهي ذات واجهات حجرية على شكل قوس ولها أعمدة حجرية تاجية تتوضع عليها أشكال هندسية ذات زخارف قديمة..و"سوق النوري" مرصوف بالأحجار السوداء البازلتية وهو مسقوف بسقف جملوني ذو هيكل معدني».

الحاج "رفيق عبد السلام السلقيني"

وعن أعمال التخريب والترميم التي تعرض لها "سوق النوري" قال:

«تعرض "سوق النوري" للعديد من أعمال التخريب أيام الاحتلال الفرنسي، كما تعرض سقفه للحريق عدة مرات بسبب أن سقفه كان خشبياً ولكن وخلال القرن العشرين تعرض أيضاً للعديد من عمليات الترميم التي شملت أرضه وجدرانه؛ آخرها كان عام /1998/ حيث تم إظهار كافة أحجار السوق الأثرية وتنظيفها كما تم ترميم كافة أعمدة الجدران لإظهار عراقتها».

السيد "فواز قباقيبو"

يضم "سوق النوري" العديد من المحلات التجارية منها القديم والحديث وهو يعتبر بمحلاته التجارية مقصداً للكثير من الناس الذين يقصدونه لتلبية احتياجاتهم وعن ذلك حدثنا السيد "فواز قباقيبو" رئيس لجنة "السوق المسقوف" فقال:

«يعتبر "سوق النوري" من الأسواق التي تضم أكبر عدد من المحال التجارية المتجمعة بشكل مرتب وبمكان واحد، وهذا السوق كان مخصصاً عند إنشائه لبيع وتصنيع الأحذية، ثم انتشرت فيه أنواع عدة من الحرف منها الخياطة وبيع وتصنيع الفرو، وهذا السوق شاهد على عدد من الحقب التاريخية والسياسية التي شهدتها "حمص"..

أحد مداخل "سوق النوري" عند "سوق الحسبة"

وكان "سوق النوري" خلال النصف الأول من القرن العشرين يضم بنوكاً ومحلات للصيرفة أبرزها "بنك سلوم" و"بنك ديروما" اللذان لم يعودا موجودين الآن.. ويعتبر "محل السلام" أول محل لبيع وتصنيع السكاكر في "سوق النوري".. والآن السوق يضم الكثير من أنواع التجارة أبرزها بيع الألبسة النسائية والولادية والصاغة».

وأضاف:

«خلال الأربعين سنة الماضية شهد هذا السوق تطوراً عمرانياً واقتصادياً كبيراً فقد نشطت التجارة فيه بشكل كبير فأصبح الآن ليس تجمعاً للمحال التجارية فقط بل تجمعاً للعديد من باعة البسطات الذين يجدون فيه مكاناً مثالياً للبيع والتجارة».