على السفح الغربي لجبل السايح تتناثر العديد من البيوت المجاورة لينابيع لا تنضب لتشكل بمجملها قرية نموذجية اسمها "عين الباردة".

للتعرف أكثر على "عين الباردة" بموقعها الجغرافي المتميز والمشرف على شريط الساحل السوري حتى الحدود اللبنانية، التقى موقع eHoms مختار القرية السيد "حنا بطرس جرجس"، فبدأ بالحديث عن موقع القرية قائلاً: «هي قرية تابعة لناحية "الناصرة" غرب حمص تبعد عنها 55 كليومتراً كما تبعد عن قرية "مرمريتا" السياحية حوالي 4 كيلومترات وهي ملاصقة لقرية "حب نمرة" من جهة الشرق تقع على سفح "جبل السايح" من جهة الغرب وتتوضع على ارتفاع حوالي 850 متراً عن سطح البحر مما يجعل موقعها متميزاً فهي تشرف على شريط الساحل السوري من "الدريكيش" شمالاً ومنطقة "صافيتا" حتى الحدود اللبنانية وتبلع مساحتها حوالي 5 دونمات تقريباً».

سميت القرية بهذا الاسم نسبة إلى برودة المنطقة واحتوائها على عين ماء بارد وطيب المذاق

أما عن عمر "عين الباردة" فقد حدثنا المختار "جرجس" قائلاً: «يعود تاريخ القرية إلى 100 سنة تقريباً، حيث وجد فيها عين اسمها "عين التركمان" نسبة إلى الأتراك الذين سكنوا المنطقة على عهد الاحتلال العثماني كما يوجد فيها مزار يسمى "مزار بنت نورا" نسبة إلى الراهبة التي كانت تقطنه فقد كانت مثالاً في التعبد والصلاة والتنسك بالنسبة لأهالي القرية الذين يقصدونه طلباً للتبرك وتقديم النذور».

الطبيعة الخلابة

ولأن لهذه القرية من اسمها نصيب، فقد أكد لنا مختارها سبب تسمية القرية بعين الباردة بقوله: «سميت القرية بهذا الاسم نسبة إلى برودة المنطقة واحتوائها على عين ماء بارد وطيب المذاق».

وفي حديثه عن المكون البشري للقرية والحراك الاجتماعي لسكانها ونشاطاتهم تحدث الأستاذ "الياس نعمة" من أهالي "عين الباردة" قائلاً: «يبلغ عدد سكان القرية حوالي 2000 نسمة تقريباً فهي قرية بسيطة معظم سكانها يعملون في زراعة الكروم والتفاح والحمص بالإضافة إلى بعض الزراعات الموسمية كالقمح والذرة وغيرها وقد امتهن العديد منهم أعمال البناء فالقرية تحوي العديد من الفيلات المقامة على الطراز الحديث أقدمها بيت "آل منصور"».

المختار حنا بطرس جرجس والاستاذ إلياس نعمة

وعن جمال الطبيعة وواقع الحركة السياحية قال الأستاذ "إلياس نعمة": «تمتاز القرية بموقع سياحي خلاب واستراتيجي لقربها من أشهر المناطق السياحية فهي قريبة من "مشتى الحلو والكفارين وقلعة الحصن ودير مار جرجس"، كما أن طبيعتها الجبلية الخضراء وإطلالتها المميزة زادت من عشق السياح لزيارتها مرات عديدة بالإضافة إلى الطقوس الاحتفالية الخاصة التي تقام في العشرين من شهر تموز من كل عام وهو "عيد مار الياس" والذي يقصده الناس من كل أرجاء القطر حيث تقام القداديس والاحتفالات المهرجانية، ولكن قلة الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم وغيرها أدى إلى اقتصار السياحة على أيام معدودة في الصيف باستثناء أهالي القرية الذين يأتون إليها هرباً من حر الصيف».

ويضيف الأستاذ "نعمة": «لا يوجد في القرية إلا مدرسة واحدة وهي لمرحلة التعليم الأساسي، لذلك يحتم على أبناء المنطقة متابعة تحصيلهم العلمي في القرى والمناطق المجاورة، وهذا الأمر يشكل مشكلة للطلاب والأهالي، كما لا يوجد مستوصف ولا حتى صيدلية لذلك تجد الناس دائماً يطالبون بتحسين الواقع الخدمي في القرية».

البناء الحديث في عين الباردة

وأشار "إلياس نعمة" إلى العادات الاجتماعية المميزة بين أبناء القرية حيث يجتمع الناس في الأفراح والأتراح، كما تحدث عن دور المغتربين من أهالي القرية بقوله: «يشكل المغتربون عصباً حيوياً يدعم أهالي القرية اقتصادياً، لذلك ترى أنه في أيام الصيف يزداد الحراك الاجتماعي والاقتصادي خاصة مع توافد السياح إلى "عين الباردة"».