لا يأتي وفد سياحي إلى مدينة "حمص" إلا ويكون جامع الصحابي الجليل "خالد بن الوليد" أحد المحطات الهامة في أجندة زيارته إلى هذه المدينة التي يترافق بها ذكر هذا المسجد مع كنيسة "أم الزنار"، ويؤكد الباحث التاريخي وأمين متحف الآثار الإسلامية بـ"حمص" الأستاذ "فيصل شيخاني" لجميع الوفود السياحية والدينية التي تزور المسجد باستمرار "أن حمص تفخر بأن عائلات مسيحية ساهمت ببناء هذا الصرح الهام".

وفي لقاء موقع eHoms مع الأستاذ "شيخاني" تحدث من كتابه "حمص وخالدها" عن هذه العائلات فقال: «من الشخصيات المسيحية التي اهتمت بإنشاء المعماريات الحمصية أواخر القرن التاسع عشر "عارف بن عبد الله خزام" (1880-1940) وكان لقبه "المعمار باشي" أو رئيس البنائين، بنى أروقة جامع "خالد بن الوليد" وصحنه وبحيرته كما بنى "قصر الباشا الدروبي" و(طريق حمص - طرابلس ودمشق وحماة) وكذلك المعماري "أميل عارف خزام" ساهم في بناء قسم حديث من الجامع وكان آخر الاختصاصيين في بناء المصلبات والأقواس ومن مؤسسي نقابة المقاولين في "حمص"، إضافة إلى المعماري "مطانيوس خزام" الذي ساهم في بناء الجدران والمآذن ومساعدات من أفراد "آل سارة" و"آل برجود" في "حمص"».

لابد من الإشارة إلى أن هناك بعض الشبه بين جامع "خالد بن الوليد" وبين جوامع استانبول والقاهرة في بعض جزئيات العمارة العثمانية، وكلن لجامع "خالد بن الوليد" الخصوصية الحمصية العربية المتمثلة بمواد البناء الموجودة في المنطقة، كما تأثرت بالطراز المتمثل بالمزايا المحلية وبنفسية المهندس المعماري وبفن وثقافة البنائين الحمصيين

وتحدث الأستاذ "شيخاني" عن خصوصية بناء المسجد فقال: «جامع "خالد بن الوليد" مَعلمَة قائمة بذاتها تشبه الحصن بسبب غلبة الحجر الأسود عليها، وقد اشترك ببنائه سكان "حمص" بأعمال مجانية فيحضر بعضهم الحجارة من وعر "حمص"، وآخرون يقطعون هذه الحجارة وآخرون يقومون بالعمران، حيث تم بناء الجامع من مواد مجلوبة كالكلس والتراب والحجر الأسود، وحتى القرميد التي صنعت منه القباب جُبِلَ وشوُي بأيدي حمصية ،ولم يؤّتَ من الخارج سوى رخام المنبر والمحراب والحجارة البيضاء جيء بها من حماة وغيرها».

الأستاذ فيصل شخاني

وأضاف: «لابد من الإشارة إلى أن هناك بعض الشبه بين جامع "خالد بن الوليد" وبين جوامع استانبول والقاهرة في بعض جزئيات العمارة العثمانية، وكلن لجامع "خالد بن الوليد" الخصوصية الحمصية العربية المتمثلة بمواد البناء الموجودة في المنطقة، كما تأثرت بالطراز المتمثل بالمزايا المحلية وبنفسية المهندس المعماري وبفن وثقافة البنائين الحمصيين».

يعود تاريخ بناء "جامع خالد بن الوليد" إلى عام /1266/ عندما أمر "الظاهر بيبرس" أثناء عبوره "حمص" ببناء جامع يليق بمقام وضريح الصحابي الجليل، ثم حصل على الجامع تحديثات كثيرة من بنائين حماصنة بعد مداولات جرت بين السكان المحليين والسلطة الحاكمة في استانبول ابتداء من عام /1912/ وفي عام /1959/ أخذ شكله النهائي، بعد ذلك تم ترميم الجامع وإنشاء مدرسة وقاعات للمحاضرات ومتحف للآثار الإسلامية عام /1971/.