حمص مدينة قديمة تاريخية ما تزال شوارعها وبيوتها القديمة حتى الآن تحكي لنا الكثير عن ماض مشرف مشوق. و لعل المؤرخ الحمصي فيصل شيخاني من أبرز الذين يستطيعون إغناء eHoms بمعلومات قيمة عن حارات حمص وشوارعها.

في لقاءنا معه، حاول أن يعطينا فكرة عن المسميات الحقيقة لحارات حمص وشوارعها، يقول لنا عن حمص العدية:" حمص محافظة تاريخية، يشهد على ذلك وجود أماكن وحارات ما زالت تحتفظ باسمها الذي ورثته عن حوادث تاريخية. ولا نستطيع إيجاز كل الحارات فسأذكر لكم من أهم الأماكن والأحياء في حمص:

(حارة العصياتي): تسمية لحمّام وجامع متقاربان غير بعيدين عن السور الشرقي للمدينة، مابين باب تدمر وباب الدريب. نسبة إلى عائلة حمصية اشتهرت باسم ابن العصياتي ومنهم البدر محمد بن ابراهيم، وكان فقيه مفرط الذكاء من طبقة القضاء الأولى.

شارع ابو الهول

(السراج): حمَّام وجامع متقابلان، في منطقة الورشة قرب باب تدمر. وكانت التسمية نسبة إلى السراج عمر بن موسى القرشي الحمصي. تولى القضاء في عدة مدن وتوفي عام (861هـ 1457م). وقد تزوج الخليفة العباسي القائم بين المتوكل القاهري ابنه السراج حواء. وكلمة السِراج هي اختصار كان شائعاً في ذلك الوقت لسِراج الدين.

(أبو الهول) : تطلق هذه التسمية على الشارع الممتد ما بين السوق المسقوف وبستان الديوان وهي نسبة لمزار فيه ضريح لأبي الهول. وهو تابعي كان مولى لبني طريف من كندة. وقد سمي أبو الهول لشدة سواده وضخامة جسمه، وبعد إسلامه ساهم مع قومه في فتوح الشام، وكان له دور مهم في فتح قلعة حلب. ثم سكن في حمص وتوفي بها وضريحه يزار حتى الآن.

شارع ابو العوف

(كعب الأحبار): هو شارع يحاذي موقع السور الشرقي للمدينة القديمة نسبة إلى كعب الأحبار الذي يجاور ضريحه هذا الشارع أمام باب الدريب.

(العمري): هو مسجد يقع في شارع الحسيني شمال شرقي القلعة. يسمى أحياناً جامع النخلة نسبة إلى نخلة كانت في صحنه ولكن الشائع أكثر هو العمري نسبة إلى عمر بن يوسف الحنفي البقراصي الذي جدد بناء الجامع ودفن فيه عندما مات عام (1739م )، وقد سمي أيضاً جامع التركمان لسكن عدد كبير من التركمان حوله.

(أبو العوف): شارع شق بأوائل هذا القرن يصل مابين شارع القوتلي (السرايا) وسوق الخضرة وقد اتخذ اسمه من ضريح في طرفه الشمالي يقال أنه لمحمد بن عوف الطائي. وهو من أشهر رواة الحديث وحفاظه بالشام في القرن الثالث الهجري. وعندما هدمت مديرية الأوقاف المقام لتجديده عام (1994) ظهرت عدة قبور مع شواهد حجرية كتب على أحداها (محمد أبو العوف الطائي الميلوي).

(السايح (وادي السايح)): وهو منخفض يقع شمال حمص القديمة كان يسمى وادي الخالدية لامتداده نحو ضريح خالد بن الوليد. وقد سمي بالسايح نسبة إلى الشيخ محمد السايح الاسكندراني. الذي جاء إلى حمص في القرن التاسع عشر، ويذكر أنه كان مسيحياً يعيش في الاسكندرية، وأمسكه اليهود لذبحه من أجل تحضير فطير الدم، ولكنه استطاع الفرار منهم بأعجوبة ثم أسلم وتزهد وساح في البلاد حتى وصل حمص فسكن في بيت على شكل صومعة قرب الوادي حتى وفاته".