بخمسة جرحى وأستاذ موسيقا، انطلق "استديو جريح" بعد أشهر من التّدريب على استخدام الآلات الموسيقية المتنوّعة، ورسالتهم الوحيدة: لا مستحيل مع الإرادة، متجاوزين آلام جراحهم، ومتحلين بشجاعة وتفائل نادرين.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 أيار عام 2020 أستاذ الموسيقا ومؤسس "استديو جريح" "ثائر بلّول" فقال: «منذ سنين قليلة بدأت رحلتي في تدريب الجرحى بالعزف على الآلات الموسيقية، ولدى الجميع ذات الحماس للقيام بشيء مختلف، يمدّ أرواحهم بقوّة إيجابية، فأتت الفكرة بتأطير هذه الطّاقات وحشدها ضمن عمل خاصّ بهم، يقترحون من خلاله كلّ ما يجول في خاطرهم من أغانٍ نتمرّن على عزفها، أو رسائل مجتمعية توعوية يريدون إيصالها عبر (سكتشات) تمثيلية، تسلّط الضّوء على أبرز ما يتمّ تداوله بين النّاس من مواضيع جدلية وخلافية، فالجميع ينجذب لما يريد الجريح أن يبوح به».

الفكرة تعود بفائدتين هامّتين بالنّسبة إليّ، أولاً تراكم خبرة موسيقيّة، وثانيّاً قضاء وقت ترفيهي جميل إن كان في أوقات التّدريب أو العمل على مشروع للعرض

وأضاف: «الاستديو مكوّن الآن من ستة جرحى، وأحد أهدافه توسيع نطاق عائلته ليشمل أكبر عدد ممكن من الجرحى، حيث بدأت مجموعة أخرى منهم تدريباتها ليتم ضمهم إلى الفرقة الأساسية، كذلك فإن أحد الجوانب الهامّة هو قيام الجرحى بزيارات بعضهم بشكل دوري، وذلك بغية التّدريب الجماعي وتقريب أفكارهم والخروج بمشاريع هامّة».

فرقة استديو جريح

أما الجريح الكفيف المصاب ببترٍ في اليد اليمنى "محمود الحسن" فقد قال: «الموسيقا متنفس للجميع، وكما ساهمنا ببث الأمان في نفوس الناس ونحن على الجبهات، سنرسل لهم هدايانا بعد الإصابة على هيئة أغانٍ وألحان وفنون عديدة، نابعة من قلوبنا.

لقد بدأت تدريباتي منذ ستة أشهر، وأعزف الآن على آلتي الأورغ والإيقاع، أما رسالتي التي أريد إيصالها، فهي أنني وبيد واحدة وفاقد للبصر أستطيع فعل أي شيء كما يفعل الإنسان المعافى، فنحن جميعاً هنا نتقن فنّ المستحيل» .

وبدوره قال الجريح الكفيف "مرهف النّداف" وهو من الطّلاب الأوائل في كليّة التّربية الموسيقيّة التي التحق بها بعد إصابته: «الفكرة تعود بفائدتين هامّتين بالنّسبة إليّ، أولاً تراكم خبرة موسيقيّة، وثانيّاً قضاء وقت ترفيهي جميل إن كان في أوقات التّدريب أو العمل على مشروع للعرض».