في ظل ما يشهده العالم من تطوراتٍ تتعلق بأخطار فيروس "كورونا"، قدَّم "صباح كاسوحة" كماماتٍ دون مقابل لمن يحتاج إليها، في انعكاسٍ للقيم الإنسانية والمجتمعية التي تميز الإنسان السوري أينما وجد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" المتابعة لتميز السوريين في كلِّ مكان، تواصلت عبر خدمة الماسنجر مع "صباح كاسوحة" المقيم في "ألمانيا"، بتاريخ 7 نيسان 2020، للتعرف منه عن طبيعة المبادرة التي قام بها وأسبابها وكيف بدأ بها، فقال: «منذ ثماني سنواتٍ وصلت مع عائلتي إلى "ألمانيا" في رحلة البحث عن حياةٍ جديدةٍ ومستقبل أفضل لنا، المعاملة التي لمسناها من قبل المجتمع هنا والدعم الذي ساعدني في النجاح الذي حققته بمجهودي، إضافةً لكمية المحبة والدعم اللتين منحتا لعموم السوريين، أجبرتني بحكم العادات الاجتماعية التي تربينا عليها في بلدنا، أن أردُّ المعروف بمعروفٍ أفضل منه، وبعد تنفيذ طلب إحدى السيدات المسنات مني صنع بعض الكمامات الواقية لها، لمعت في ذهني بشكلٍ فوريٍ فكرة مساهمتي بحكم عملي في مهنة الخياطة لتقديم المساعدة فيما يلزم لحماية الناس من مخاطر انتشار فيروس "كورونا"».

منذ ثماني سنواتٍ وصلت مع عائلتي إلى "ألمانيا" في رحلة البحث عن حياةٍ جديدةٍ ومستقبل أفضل لنا، المعاملة التي لمسناها من قبل المجتمع هنا والدعم الذي ساعدني في النجاح الذي حققته بمجهودي، إضافةً لكمية المحبة والدعم اللتين منحتا لعموم السوريين، أجبرتني بحكم العادات الاجتماعية التي تربينا عليها في بلدنا، أن أردُّ المعروف بمعروفٍ أفضل منه، وبعد تنفيذ طلب إحدى السيدات المسنات مني صنع بعض الكمامات الواقية لها، لمعت في ذهني بشكلٍ فوريٍ فكرة مساهمتي بحكم عملي في مهنة الخياطة لتقديم المساعدة فيما يلزم لحماية الناس من مخاطر انتشار فيروس "كورونا"

عن الانطلاقة الأولى وتفاعل المحيط مع المبادرة يتابع قائلاً: «بدأت بالبحث عن أنواع القماش المناسبة لتكون الكمامة بأفضل المواصفات من حيث نوعية القماش والمقاس المناسبين، وبعد يومين من التجربة بمساعدة أفراد عائلتي، وصلت إلى النموذج النهائي لها، إنتاجي الأول قمت بتوزيعه كهديةٍ على بعض الجيران في الحي الذي تقع فيه ورشة الخياطة الخاصة بي، وكانت مفاجأتي في كمية الاتصالات التي وردتني، من أجل الاستفسار عن الكمامات التي صنعتها والطلب بصنعها لهم، بعد أن حازت الفكرة والنوعية على استحسانهم، غرابة فكرة تقديم تلك الكمامات وبالمجان لاقت صدىً طيباً في أوساط الناس عموماً بعد انتشارها عبر مجموعات التواصل الاجتماعي التي تجمعهم، الأمر لم يقف هنا، بل توسَّع من خلال اتصالات عديدة وردتني من بعض الجمعيات التي تعمل في المجال الخيري، ومنها جمعية "OFH" المهتمة بشؤون اللاجئين، من أجل تنفيذ كمياتٍ أكثر لتوزيعها على المستفيدين من خدماتها، وكان الإتقان في صناعة الكمامات هدفي فقد اعتمدت على القطن الطبيعي بنسبة 100%، والمعقمة على درجة بخار قدرها 90 مئوية، إلى جانب تغليفها وإمكانية الاستفادة منها لأوقاتٍ زمنيةٍ طويلةٍ باعتبار أنها قابلة للغسيل والاستخدام مجدداً، كل ذلك لم يكن وحده هو السبب الوحيد في ذيع صيت مبادرتي، بل فكرة عرضها وصناعتها بالمجان للجميع هي التي عززت من ذلك، لغرابة الفكرة هنا، وخاصةً من إنسانٍ قادمٍ من بيئةٍ مجتمعية غريبة عليهم».

أنموذج الكمامات التي قام بصنعها

التفاعل الذي حققته مبادرة "صباح كاسوحة" استدعت اهتماماً إعلامياً خاصَّاً يقول: «الصيت الطيب الذي عمَّ أرجاء ولاية "رايند فالس" التي أقطن فيها، دفع إحدى أقدم الصحف التي يعود تاريخ صدورها الأول لعام 1946 وتدعى "راين تسايتونغ" والتي يبلغ عدد أعدادها المبيعة يومياً إلى أكثر من مئة وأربعين ألف عدد، لإجراء لقاءٍ خاصٍ للتعرف على مبادرتي والحديث عن تفاصيلها، حيث تمَّ نشره بتاريخ السادس من الشهر الجاري واضعةً عنواناً رئيسياً له هو (كماماتٌ كعربون شكر.. الخياط السوري يصنع الكمامات دون مقابلٍ وللجميع) وبالتأكيد فإنَّ ذكر اسم موطني وتعريف الناس بقيمنا الإنسانية التي نحملها هما الفرحة الكبرى في نفسي، عدا عن مساهمتي في تقديم العون والفائدة لكلِّ من استعمل ما صنعت».

نذكر أخيراً بأنَّ "صباح كاسوحة" ولد عام 1967 في مدينة "القصير" التابعة لمحافظة "حمص" وهو متزوجٌ ولديه أربعة أولاد.

صورة للمقال الذي نشرته الصحيفة الألمانية
صباح كاسوحة أمام واجهة ورشة الخياطة الخاصة به