وضعت "رولا حسن" بصمتها في القصيدة السورية، وها هي الآن تضع إصبعها الثاني من أصابعها التسعة المتبقية بإصدار "فراشات السرد"؛ وهو قراءة في الرواية النسوية السورية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر البريد الإلكتروني بتاريخ 6 كانون الثاني 2015، وعن إصدارها تحدثت بالقول: «حمل الإصدار عنوان "فراشات السرد" وهو عبارة عن قراءة في الرواية النسوية السورية منذ الخمسينيات وحتى 2012، تم تسليط الضوء فيه على التجارب الجديدة والقديمة التي تجاهلها الإعلام السوري والعربي، هناك أكثر من ثلاثين روائية وأكثر من مئة رواية تم تسليط الضوء عليها، قسمت الكتاب إلى أقسام: البدايات وفيها تحدثت عن مرحلة الخمسينيات والستينيات، ومن ثم مرحلة السبعينيات وأهم رائداتها، ومن ثم مرحلة الثمانينيات التي دخلت فيها الرواية النسوية السورية مرحلة جديدة، وبعدها مرحلة التسعينيات والتجديد الذي حصل في الرواية النسوية.

ركزت في قراءتي للرواية السورية على أمرين: الأول تطور التقنيات الروائية، والثاني الصورة التي قدمتها الروائيات عن المرأة

ومن ثم مرحلة الألفية الثالثة التي شهدت تطوراً ملحوظاً في التقنيات الروائية ولا سيما الشابات منهن، فقد برزت أسماء مهمة جداً مثل: "روزا ياسين حسن، مها حسن، زرياف المقداد، سمر يزبك، عبير أسبر، لينا هويان الحسن، وسوسن حسن" وأخريات، ثم تحدثتُ عن اللواتي أصدرن رواية واحدة ثم توقفن، واستعرضت رواياتهن نقدياً، ومن ثم تحدثت عن الرواية المشتركة التي صدرت منها رواية واحدة في "سورية"؛ وقد أصدرت من قبل "بهيجة إدلبي، وعامر الدبك"، وبعدها تحدثت عن الرواية التسجيلية التي صدرت منها رواية واحدة في "سورية" أصدرتها الشاعرة والقاصة "فوزية المرعي" بعنوان "قارب عشتار"».

إصدارها الجديد

وعن أهم ما ركزت به في قراءتها تقول: «ركزت في قراءتي للرواية السورية على أمرين: الأول تطور التقنيات الروائية، والثاني الصورة التي قدمتها الروائيات عن المرأة».

وتختتم حديثها بالقول: «أردت من خلال كتابي "فراشات السرد" أن أوثق للرواية النسوية، ولا سيما ضمن الظروف التي تمر بها "سورية"، التي تتعمد تخريب الذاكرة الإبداعية السورية، والكتاب يقع في 350 صفحة من القطع المتوسط، صادر عن دار "بعل" بدمشق، صمم الغلاف الفنان السوري "رائد خليل"».

عن الإصدار قال الإعلامي "محسن أحمد": «تبدو الكاتبة في إصدارها متألقة بالتفرد في اختيار موضوعها، فالكتاب يمثل قراءة في الرواية السورية النسوية، وهو موضوع نادراً ما تم التطرق إليه، وبذات الوقت يحفظ الذاكرة التاريخية لعدد كبير من الكاتبات السوريات المغمورات اللواتي لن يلقين حظاً إعلامياً أو دعائياً، أو أصدرن أعمالاً روائية في فترات قديمة سابقة، ولم يعد الجيل الحالي يذكر تلك الكاتبات، وهنا تبدو الأهمية القصوى لصدور مثل هذا الكتاب، بذات الوقت يتجاوز الكتاب في غناه ومعرفته وطريقة الصياغة الحدود العادية ليدخل في التميز المهم والتفرد في مجاله».

ويتابع: «اعتمدت على إعادة استنساخ الرواية النسوية وإعطائها حقها في أسلوب بسيط وسهل ومميز، يعتمد على الجملة الواضحة والمترابطة والمكثفة، والكتاب إذ يعرض عدداً غير محدود من مضمون الروايات للكاتبات السوريات؛ فإن هذا المضمون لا يفقد الروايات الأصلية حقها، بل يقدم تكثيفاً تاماً يعطي القارئ صورة متكاملة الأبعاد عن الرواية وحدثها وتركيبها وأبطالها، لذلك يتولد انطباع ومعرفة لدى القارئ عند قراءة الكتاب عن عدد غير محدود من الروايات السورية بشكل واسع؛ لتشمل الكاتبات الأوائل في الخمسينيات من القرن الماضي إلى لحظة صياغة الكتاب، وهذا يضيف له أهمية فريدة ليغدو كتاباً شاملاً وجامعاً، وهو خطوة فريدة في الأدب التوثيقي السوري والأدب النقدي في جرأة كبيرة، عدا كون الكاتبة شاعرة تتميز بجملتها الشعرية الكثيفة والمعبرة، وهو الانطباع المتكون لدى قارئ الكتاب عند الاطلاع عليه، فهو لا يخلو من الجمل الشعرية المترابطة والإبداعات في سياق السرد النقدي التوثيقي، ولا يخلو من الاستشهادات العميقة التي تدل على الثقافة المنوعة الواسعة للكاتبة، والجهد المبذول في إعداده».

يذكر أن "رولا حسن" من مواليد 1970، تحمل إجازة في العلوم الفيزيائية والكيميائية، لها مجموعة إصدارات شعرية، منها: "كسرب لقالق بيضاء، على الأرجح نحن من يغني، نصف القمر".