من الأكلات التراثية التي تحضّر بطريقة فنية؛ وتنافس الوجبات السريعة؛ حيث ارتبط تناولها باجتماع الأهل والأحباب في الأعياد والمناسبات الاجتماعية والعائلية؛ وهذا ما جعل وجودها على موائد أهالي منطقة "مصياف" كطبق رئيس حاضر لاستقبال الضيوف.

مدونة وطن "eSyria" التقت في 20 كانون الأول 2015، ربة المنزل "سجيعة سليمان" ذات السبعين عاماً؛ حيث تحدثت عن أكلة "المعجوقة" بالقول: «تعد من الأكلات التراثية المميزة، وما يميزها إمكانية تناولها (على الماشي)؛ وقطعة واحدة منها تكفي شخصاً بالغاً، وهي التي شاركتنا مناسباتنا الاجتماعية والعائلية في منطقة "مصياف"، حيث لا يوجد بيت إلا ويعرفها، ويعود عمرها إلى أكثر من مئة عام، لأن مكوناتها موجودة دائماً؛ وتجهيزها لا يحتاج إلى وقت طويل، حيث كنا نقوم بتحضير الحشوة ومن ثم تجتمع النساء لخبزها على التنور، ولأن ربة المنزل لا تملك الوقت الكافي لخبزها وخاصة في فترة الأعياد عندما تزدحم البيوت بالأهل والأحباب والأصدقاء، نقوم بتجهيز الحشوة في المنزل، ثم تخبز عند الخباز الذي يُعدّها في الوقت المحدد بناءً على طلب ورغبة الزبون، وهناك مفهوم شائع فيما بيننا؛ أنه لا بد أن نقدم للضيف طبقاً يكون فيه اللحم المكون الرئيس؛ ولهذا يقع الاختيار على هذا الطبق».

أعرف هذه الأكلة مذ كنت طفلاً؛ وأتذكر أنها كانت أكلة الغني والفقير معاً؛ حيث إن تكلفة القطعة الواحدة لم تكن تتجاوز ستين قرشاً، والآن أصبحت أكلة الغني فقط؛ فتكلفة القطعة الواحدة 600 ليرة سورية، وأنا أضيف إليها البصل والبقدونس المفرومين إلى قطع ناعمة حتى أتمكن من تناول عدد أكبر من الخضراوات، وتناولها مرتبط بطقوس وعادات ليس من السهل نقلها إلى "الشام"؛ فنحن نتناولها في الصباح في وجبة الإفطار، وقد بدأت تدخل في (الشرط)؛ فدائماً أسمع الشباب يقولون (بتشارط من معجوقة لمعجوقة)، ومن تذوقها مرة لا بد أن يعيد تناولها كل يوم

هي أكلة فاخرة حيث تعد من الأكلات التي يكون الطلب عليها دائماً؛ لطعمها الطيب والشهي، لتصبح الخيار الوحيد لدى الموظفين والعاملين وطلاب الجامعة؛ هذا ما أكده الحرفي "محمد عبد الله عزو" الذي يعمل بإصلاح "المدافئ"، بالقول: «أعرف هذه الأكلة مذ كنت طفلاً؛ وأتذكر أنها كانت أكلة الغني والفقير معاً؛ حيث إن تكلفة القطعة الواحدة لم تكن تتجاوز ستين قرشاً، والآن أصبحت أكلة الغني فقط؛ فتكلفة القطعة الواحدة 600 ليرة سورية، وأنا أضيف إليها البصل والبقدونس المفرومين إلى قطع ناعمة حتى أتمكن من تناول عدد أكبر من الخضراوات، وتناولها مرتبط بطقوس وعادات ليس من السهل نقلها إلى "الشام"؛ فنحن نتناولها في الصباح في وجبة الإفطار، وقد بدأت تدخل في (الشرط)؛ فدائماً أسمع الشباب يقولون (بتشارط من معجوقة لمعجوقة)، ومن تذوقها مرة لا بد أن يعيد تناولها كل يوم».

طريقة وضع الحشوة داخل العجين ولفها

تطلب مني دائماً وفي جميع المناسبات وكل الأوقات؛ لهذا تعد الأكلة الشعبية الأولى؛ هذا ما يقوله الخبّاز "محمد حسين سمعول" من مواليد 1959؛ الذي أكد: «تشبه "اللحم بعجين" أو "الصفيحة"، لكنها تختلف من حيث الطعم والحجم، وما يميزها أنه يتم عجن اللحم مع العجين حتى يتماهى، لكن بطريقة مدروسة؛ وهذا سبب تسميتها "المعجوقة"، وهي عبارة عن فطيرة دائرية يبلغ قطرها 30سم، وثخانتها 1سم أو أكثر بقليل، ولأسرة مؤلفة من سبعة أشخاص بالغين نحتاج إلى 2 كيلوغرام من الطحين، وكيلوغرام واحد من لحم الخروف المفروم والناعم، ولا يصلح لحم العجل أو أي لحم من نوع آخر؛ لأننا نحتاج إلى لحم "مدهن"؛ أي يحوي كمية جيدة من "الإلية"، ونصف كيلوغرام من الفليفلة الخضراء والحمراء المقطعة إلى قطع ناعمة، ونضيف القليل من البهارات المتنوعة والملح، ثم نخلطهم جيداً».

ويتابع: «بعد أن نكون قد جهزنا الحشوة؛ نقوم بعجن الطحين مع الماء والخميرة؛ وهو نفس العجين الذي تعده ربات المنزل عادة لتجهيز الفطائر، ثم نتركه لمدة ساعة واحدة حتى يرتاح في مكان دافئ، وبعدها نقوم بتقطيعه على شكل أقراص بحجم كف اليد، نفرش العجين على شكل رغيف مع وضع مقدار "زبدية" من الحشوة بداخله، ومن ثم نقوم بشقه في المنتصف ونلفه من المنتصف باتجاه الحواف ليأخذ شكل إسوارة أو حلقة، ونقوم بجدلها لنقطعها إلى قطع متساوية، ونعود مرة أخرى ونفرش القطع مرة ثانية على شكل رغيف ونضع فوقها القليل من الحشوة؛ وهذا سبب تشبيهها بـ(الصفيحة) التي تعدّ في مناطق "الشام"؛ وهو ما يجعل منظرها أجمل وطعمها أطيب، وندخلها إلى الفرن، ولا بد أن تكون النار قوية حتى تنضج جوانبها كافة».

عجن الحشوة بالعجين ومن ثم وضع الحشوة فوقها

الصيدلانية "علا علي سليمان" تحدثت عن أكلة "المعجوقة" وفوائدها بالقول: «تعد من الأكلات الغنية بالفيتامينات؛ فلحم الغنم يحتوي فيتامينات (ب) اللازمة لصحة الجهاز العصبي، وفيتامين ب12 الذي يساعد على بناء العضلات ويعالج الجسم من فقر الدم، أما الفليفلة الخضراء والحمراء الملونة بأصباغ طبيعية تسمى الكاروتينويدات فهي من المركبات المضادة للأكسدة، التي تتحول داخل الجسم إلى فيتامين أ وتساعد على حماية الجلد عن طريق تدمير الخلايا الدهنية الموجودة في طبقات الجلد، وتحتوي الفليفلة نسبة عالية من فيتامين C؛ وهي ضعف النسبة الموجودة في الليمون، كما تحتوي فيتامين E، لكن ينصح خبراء التغذية بعدم الإكثار من تناول هذه الأكلة نظراً لارتفاع سعراتها الحرارية؛ فهي تحوي نسبة عالية من الدهون والكوليسترول التي تؤثر بصحة القلب والأوعية الدموية وزيادة الوزن».

الخباز محمد حسين سمعول