يطلق عليها أهالي محافظة "حمص" "براصيا" أو "الكرّات" بالعامية، حيث يجتمع أفراد العائلة على مائدة هذه الأكلة التي تعد من العائلة البصليّة، وغذاء ودواء في كثير من المناطق.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 تشرين الثاني 2015، الخبيرة الاجتماعية "أمل دالاتي"؛ التي تحدثت عن هذه النبتة عبر التاريخ وفوائدها بالقول: «يعدّ من النباتات المفيدة غذائياً، حيث يقال إنه يمنع بعض الأمراض الخطيرة، ويطبخ عادة في فصل الشتاء، حيث تجتمع العائلة فقط ولم يعتد السكان جمع الجيران والمعارف لأنها أكلة بسيطة بمكوناتها، وتقليد اجتماعي مشهور لدى سكان "حمص"، حيث يفضّلونه مع الزيت والليمون، وبعضهم يضيفون إليه اللحم الناعم حسب رغبة كل عائلة.

أشاد علماء كثيرون بهذه النبتة وتناولها، مثل "أبقراط" الذي نصح بتناولها كمليّن طبيعي للجسم، وذكر "ابن سينا" فائدته في قوة البصر، كما نصحت به بعض كتب الطب النبوي لعلاج نزلات البرد والرشح واحتقان الحلق عند إضافته إلى حساء اللحوم ومقدار من الفلفل، إضافة إلى كونه مفيداً لعلاج آلام المعدة، والربو والسّعال لدى الأطفال

يضاف إلى ذلك أهميته التاريخية، ويقال لقد وجدت منه عيّنات مجفّفة في آثار تاريخية وعلى الجدران في "سورية ومصر"، وقد كان غذاء تاريخياً للفراعنة وامتداداتهم في "بلاد الشام" و"حمص" في الألف الثاني قبل الميلاد، وحضارات عديدة اشتهرت في العراق أيضاً، وشمال بريطانيا؛ وهو ما يدلّ على أهميته من الناحية الحضارية والاجتماعية كحلقة وصل بين ثقافات مختلفة عادةً في الطعام، إلا أن هذه النبتة تعدّ استثناء لسهولة زراعتها في أماكن مختلفة، ويزرع بوجه أساسي على ضفاف نهر "العاصي" لحاجته الكثيرة إلى الماء، ويحتاج إلى رعاية كالبصل، فهو نبات بارد تصل فيه درجة الحرارة إلى أقل من 25 درجة مئوية، داخل حقول وبساتين مغلقة ثم ينقل بعناية قبل نهاية البرد».

الخبيرة أمل دالاتي

وعن فائدته الطبية تقول: «أشاد علماء كثيرون بهذه النبتة وتناولها، مثل "أبقراط" الذي نصح بتناولها كمليّن طبيعي للجسم، وذكر "ابن سينا" فائدته في قوة البصر، كما نصحت به بعض كتب الطب النبوي لعلاج نزلات البرد والرشح واحتقان الحلق عند إضافته إلى حساء اللحوم ومقدار من الفلفل، إضافة إلى كونه مفيداً لعلاج آلام المعدة، والربو والسّعال لدى الأطفال».

ربّة المنزل المعمّرة "صباح يوسف" حدثتنا عن هذه الأكلة الشعبية البسيطة بالقول: «هذه الطبخة تلامس الناس وواقعهم البسيط اجتماعياً واقتصادياً، حيث اعتادوا طهو بعض الأكلات البسيطة مثل الكراث، التي لا تمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً وتعد قيمة غذائية عالية؛ لكونها تزود الجسم بالحرارة في فصل الشتاء والبرد الشديد. و"الكراث" لديه طعم خفيف يشبه طعم البصل، وأقل مرارة من البصل الأخضر، وقد يوصف الطعم بأنه خليط من البصل المعتدل والخيار، مع رائحة تشبه البصل الأخضر الطازج، وفي حالته الخام يكون النبات مقدداً وحازماً ويمكن استخدامه في عدة طرائق، كالغلي ليصبح طيب الطعم، أو القلي ليحافظ على ذوقه، أو نيئاً ليضاف إلى طبق "السلطة" على المائدة.

جذور الكراث

معروف أن "الكرّات" يطبخ بكثرة لدى سكان المدينة، أما أهل الريف فيزرعونه ولا يطبخونه عادةً، كما أنه يطبخ في مدينة "تدمر" نظراً لأهميته الطبية بمعالجة الأمراض المنتشرة في تلك المنطقة كالرّبو والسّعال».

أما عن طريقة تحضيره فتقول: «الأجزاء الصالحة للأكل من الكراث هي قاعدة البصلة البيضاء والساق الخضراء الفاتحة، أما الأجزاء الخضراء الداكنة فعادة ما يتم التخلص منها نظراً لأنها غير صالحة للأكل، وذات نكهة أقل، كما يسمح للكراث بالنمو، ويصبح هذا الجزء خشبياً وذا مطاطية كبيرة، وأحد الاستخدامات الأكثر شعبية بالنسبة للأجزاء البيض والسيقان الخضراء الفاتحة هي إضافتها كتوابل. والطهاة نادراً ما يستخدمون الجزء الداكن من "الكراث" لأنه يسبب مرارة في الطعام، ومع ذلك فإن بعضهم يستخدمونها مع الأعشاب وغيرها من الخيوط لتكوين باقة خضراء».