في منتصف القرن الماضي كانت السيدات في منطقة "وادي النضارة" ترتدين في حفلات زفافهن أثواباً جديدة فقط، فلم يكن ثوب الزفاف تقليداً متعارفاً عليه كما هو اليوم مع اختلاف الأذواق.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "مريم توما" بتاريخ 28/10/2013 التي تحدثت عن فساتين الزفاف قديماً وقالت: «بالنسبة إلي كان فستان زفافي أبيض اللون مائلاً إلى الأصفر أو ما يسمى "البيج"، لكنه كان عادياً كبقية الفساتين التي ترتديها السيدات لا يحمل أي صفة مميزة سوى أنه ذو لون فاتح حيث بدأت العادة تدرج حينها بأن يكون الفستان الذي ترتديه العروس في يوم زفافها فاتحاً ويفضل اللون الأبيض، واستخدم في ذلك الوقت قماش الحرير أو الساتان ذي اللمعة الواضحة ترافقه طرحة تغطي كامل الشعر وترد على الوجه، وكان الفستان طويلاً وأكمامه حتى كامل كف اليد وذلك من باب احترام الدين والعادات، ويجب أن تُخفي العروس وجهها إلى أن يقوم الكاهن بإتمام الإكليل».

تعتبر فترة الخمسينيات الفترة التي دخلت فيها الموضة نوعاً ما إلى أزياء السيدات في مجتمعنا وبدأت التعرف على أشكال الألبسة بعد اقتصار ذلك على طبقة الأغنياء فقط، وفستان الزفاف كان مجرد فستان جديد ترتديه العروس، حيث كان فستان والدتي -كما قالت لنا- زهري اللون مطرزاً يدوياً، وكانت العروس تخيطه خصيصاً للمناسبة وتحافظ عليه في صندوقها الخاص بعد زفافها لتهديه إلى ابنتها البكر أو إحدى حفيداتها

أشارت السيدة "مريم" إلى أنها كانت تعرف نوعية الفستان في خمسينيات القرن الماضي، أما الفترة التي سبقتها فهي لا تعرف عنها سوى ما روته النساء اللواتي بعمر والدتها وأضافت: «تعتبر فترة الخمسينيات الفترة التي دخلت فيها الموضة نوعاً ما إلى أزياء السيدات في مجتمعنا وبدأت التعرف على أشكال الألبسة بعد اقتصار ذلك على طبقة الأغنياء فقط، وفستان الزفاف كان مجرد فستان جديد ترتديه العروس، حيث كان فستان والدتي -كما قالت لنا- زهري اللون مطرزاً يدوياً، وكانت العروس تخيطه خصيصاً للمناسبة وتحافظ عليه في صندوقها الخاص بعد زفافها لتهديه إلى ابنتها البكر أو إحدى حفيداتها».

الجدة مريم توما.

من جانب آخر أشارت إلى وجود تقليد جميل تناقلته الأجيال وهو أن ترتدي العروس شيئاً قديماً من عروس سابقة في العائلة، ويفضل أن يكون أزرق اللون ليقيها من العين الحاسدة ويطرد الأرواح الشريرة من حياة العروس القادمة.

يذكر بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ "نعيم الزهراوي" في كتابه "تاريخ أهل حمص" بأن اللون الأبيض لفستان العروس وجد في بعض العائلات ضمن مدينة "حمص" في العشرينيات من القرن الماضي أو قبل ذلك بعدد من السنوات، واختلف ذلك حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية دون وجود علاقة للدين بذلك، فقد كانت العادات الاجتماعية للأعراس متشابهة إلى حد كبير مع الاختلاف في المراسم الدينية فقط.

صورة قديمة لإحدى العرائس

أما السيد "عبدلله عبود" صاحب متجر لفساتين العرائس منذ عشرة أعوام فتحدث عن التغيرات التي طرأت على فستان العروس وقال: «أصبحت فساتين العرائس ذات تكلفة كبيرة بعد دخول مواد وأقمشة غالية الثمن إليها، إضافة إلى اعتماد البساطة مع الجمال والرقي في نوع القماش وملمسه دون الحاجة إلى المبالغة في التطريزات والرسومات وكثرة الأحجار أو الخرز المضافة، مع اتساع قالب الفستان وطول طرحته، لكن كل ذلك يختلف حسب ذوق الزبونة وما تريده، أما لونه المحبب فهو الأبيض ونادراً ما تحب العرائس إدخال الألوان إليه، وحالياً أصبحت الفساتين تعود إلى ما كانت ترتديه العرائس قديماً من انسدال الفستان دون اتساعه وحتى طول أكمامه، تقليداً لما ينتشر عالمياً كفستان وريثة إنكلترا وغيرها، والمضحك أن معظم الناس لا يعرفون أن اللون الأبيض كان مخصصاً للارتداء في المآتم واستمر كذلك حتى اختارته الملكة "فيكتوريا" عام /1840/ لفستان زفافها وبدأت بعدها كل السيدات تقليدها وصولاً إلى الطبقة الفقيرة».