ينتشر الزعتر بشكل كبير في معظم القرى السورية ويعتبر أشهر طبق غذائي على الموائد وفي النزهات وحتى كمشروب مفيد ومميز في الصحة والمرض، ويتميز بأنه يجمع يدوياً في الوادي ويحضر داخل المنازل قبل تناوله.

ويعتمد أغلب الناس على هذه الطرق اليدوية لصناعة مادة "الزعتر" التي تؤكل وتلك التي تستخدم كمشروب.

نحن في الريف لا نقوم بشراء "الزعتر" الجاهز والمحضر في المصانع وإنما نحضره بأيدينا، حيث نجمعه في أواخر الربيع وهو أخضر اللون وناضج كلياً من الأراضي الزراعية التي تحيط بالقرى أو من حدائق المنازل التي تحتويه كنبتة مزروعة، ثم نقوم بفرزه ومده على قطعة من القماش تحت أشعة الشمس فترة قصيرة من الزمن ثم ينقل إلى مكان مظلل والأغلب داخل المنازل ليجف بفضل الهواء ثم يتم إزالة الأعواد الكبيرة عن الأوراق التي تقوم عليها مادة "الزعتر"

وللتعرف على تلك الطرق، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13/6/2013 السيدة "إخلاص حاماتي" التي تحدثت عن كيفية صناعتها "للزعتر"، تقول: «نحن في الريف لا نقوم بشراء "الزعتر" الجاهز والمحضر في المصانع وإنما نحضره بأيدينا، حيث نجمعه في أواخر الربيع وهو أخضر اللون وناضج كلياً من الأراضي الزراعية التي تحيط بالقرى أو من حدائق المنازل التي تحتويه كنبتة مزروعة، ثم نقوم بفرزه ومده على قطعة من القماش تحت أشعة الشمس فترة قصيرة من الزمن ثم ينقل إلى مكان مظلل والأغلب داخل المنازل ليجف بفضل الهواء ثم يتم إزالة الأعواد الكبيرة عن الأوراق التي تقوم عليها مادة "الزعتر"».

سحق الزعتر في الجرن الحجري

تصبح أوراق الزعتر سهلة الطحن أو الفرم بعد تجفيفها ويحافظ بعض الأهالي على طريقتهم القديمة في صناعته عن طريق استخدام "الجرن الحجري" القديم وعن ذلك تتابع: «استعمال "الجرن الحجري" لسحق أوراق "الزعتر" هو طريقة قديمة للحصول عليه، وعلى الرغم من وجود آلات حديثة تسهل هذه العملية، إلا أن الطريقة القديمة تعطي مذاقاً ألذ، حيث توضع الأوراق الجافة داخل "الجرن" وتدق بشكل متكرر حتى نصل إلى المطلوب وبعدها أيضاً نقوم بعملية فرز قائمة على نعومة وخشونة "الزعتر"، "فزعتر" الطعام يكون ناعماً، بينما "الزعتر" المستخدم لصناعة المشروب الساخن يكون خشناً، أما زعتر "القريش" فهو أنعم أنواع الزعتر، بعد ذلك يصفى "الزعتر" من الزوائد غير المرغوب بها كالقشور والتراب الناعم الذي يكون عالقاً به عن طريق "المنخل" ويكون بعدها جاهزاً للاستخدام».

بعد هذه العملية يمكن تخزين الزعتر لعدة سنوات كمادة أساسية أو "كزعتر" طعام بعد إضافة عدة مواد إليه وعن ذلك تتحدث السيدة "تيريز جرجس": «الزعتر الخاص بالغلي كمشروب يحفظ في أوعية محكمة الإغلاق، وتغلى معه بعض الأنواع من أوراق الزهورات (نباتات ذات فائدة طبية) أما المخصص للطعام فيضاف إليه حبوب "الحمص المحمصة والمطحونة ناعماً، مع مادة "السماق" التي تكسبه حموضة مميزة، إضافة "للسمسم" المحمص والملح وبعض المكسرات "كالفستق الحلبي" المقطع أو "الفستق السوداني" أو "اللوز" أو "الجوز" بعض الأحيان رشات من "جوز الهند" وتخلط المواد مع بعضها ثم تخزن إما للاستخدام المنزلي أو للبيع».

تنخيل الزعتر

يتميز "الزعتر" اليدوي بميزات عديدة بعضها ذو أثر غذائي متعلق بالنكهة والطعم وبعضها الآخر ذو فائدة طبية كبيرة فهو من النباتات الطبية العطرية المهمة، وعن ذلك تتحدث اختصاصية التغذية "ابتسام ابراهيم"، بالقول: «ينتمي الزعتر أو "السعتر" للفصيلة الشفوية، وينتشر في منطقتنا لكونها جبلية، فهو أكثر ما يوجد في المناطق الجبلية من حوض المتوسط ولذلك يسمى "مفرح الجبال" لرائحته القوية التي تعطر أرض زراعته، يتصف بطعم لاذع وحار، مر قليلاً وله نوعان بري، ومزروع ويستخدم منه الفروع المزهرة والأوراق، يتصف بفوائد كبيرة تتنوع بين الجهاز التنفسي والمناعي، إضافةً لمنع التخمرات وطرد الغازات، ويفيد في علاج السعال وبعض حالات الربو، يسهل إفراز العرق، مدر للبول، إضافة لكونه فعالاً في معالجة التهابات المثانة والمسالك البولية ويفيد في أمراض اللثة والأسنان ويستعمل إما عن طريق غليه أو إضافته لأنواع الطعام أو حتى تناوله مع زيت الزيتون في طبق الزعتر الشعبي المشهور».

لزعتر الخشن الخاص بالزهورات