يتجول بلونه الأسود ومنقاره الأصفر بين أشجار التوت الكثيرة الانتشار في "وادي النضارة" مغرداً ليصبح من الطيور المميزة في المنطقة.

"الشحرور" أو الطائر الأسود يتمتع بشهرة واسعة وهو طائر أليف جداً وجميل الصوت كما قال السيد "حنا سعد الله" من قرية "تنورين" الذي يربي منذ عشر سنوات أنواعاً مختلفة من الطيور المحلية والتي يصطادها حية من أحراش وغابات المنطقة، والشحرور إحداها وعنه يتحدث: «أصنف "الشحرور" كأحد أجمل الطيور صوتاً وأكثرها ألفة على الرغم من لونه الغامق الذي يبعد بعض محبي الطيور عن شرائه، إلا أنه يلفت النظر بطريقة طيرانه التي تشبه الرقص إضافة إلى أنه يقترب من الإنسان إلى درجة كبيرة حيث يقف على يد صاحبه ويتحرك بطريقة محببة ويغرد بصوت عذب في جميع أوقات النهار».

لاعتدال مناخها وكثرة أشجار التوت فيها التي تضم معظم أعشاش الشحرور تعتبر منطقتنا الأوفر حظاً بهذا الطائر المحلي الذي يشابه الطيور الأليفة في نمط طعامها ويتميز عنها بمحبته لثمار التوت بشكل كبير حيث يشكل سبباً من أسباب تلف المحاصيل مرات عديدة وهذا ما يدفع البعض لاصطياده والتخلص منه

يعيش الشحرور في الحرية وفي الأسر على حد سواء كما بقية طيور الزينة ويتكيف مع البيئة التي يعيش فيها ولاسيما في منطقة "الوادي" لعدة أسباب أضاف عنها: «لاعتدال مناخها وكثرة أشجار التوت فيها التي تضم معظم أعشاش الشحرور تعتبر منطقتنا الأوفر حظاً بهذا الطائر المحلي الذي يشابه الطيور الأليفة في نمط طعامها ويتميز عنها بمحبته لثمار التوت بشكل كبير حيث يشكل سبباً من أسباب تلف المحاصيل مرات عديدة وهذا ما يدفع البعض لاصطياده والتخلص منه».

الشاب ايلي

يبيع السيد حنا طائر الشحرور بسعر مقبول لا يصل إلى سعر بقية الأنواع المشهورة إلا أن له راغبيه الدائمين كالمصطافين من أهالي المدن, ويحصل هو على طير الشحرور من الصيادين الشباب الذين لهم طرقهم الخاصة في الحصول على الطيور حية، ومنهم الشاب "إيلي" الذي قال: «الحصول على الطيور حية يكون بهدف التجارة بها وقد نصطادها من أجل وضعها في منازلنا أو بيعه لتجار الطيور أو لمن يريد اقتنائها وطير "الشحرور" من أسهل الطيور اصطياداً نظراً لكثرته في قرانا وأحد طرق صيده هي طريقة "القفص المفتوح" حيث يتم البحث عن "عش" لطائر "الشحرور" والذي غالباً ما يكون موجوداً على أشجار التوت، ويوضع بداخل القفص بما فيه من صغار "الشحرور" ويبقى باب القفص مفتوحاً ليتمكن الوالدان من العناية بصغارهم حتى يكبروا ثم يغلق القفص على الوالدين والصغار في الليل, وهذا ما يميز طائر الشحرور الذي لا يترك فراخه حتى بعد اقتراب إنسان منها بينما تترك أنواع أخرى من الطيور صغارها إن تم ذلك».

يبيع الشاب "إيلي" صيده الحي من طائر "الشحرور"، ويطبخ بعضها الآخر ولاسيما أنه من ألذ أنواع الطيور كما قال.

الطبيب البيطري ادوار عبدالله

وللتعرف على الأصل العلمي لطائر "الشحرور" تحدث الطبيب البيطري "ادوار عبد الله" فقال: «اسمه العلمي turdus merula، وهو أحد الطيور المغرده المألوفة في العالم, ذو صوت جميل، وقد تكيف الشحرور مع بيئة الإنسان، حيث الأعشاب القصيرة والحدائق المناسبة لصيد الحشرات والديدان، يتغذى على أنواع عديدة من الفاكهة وثمار التوت، ويقضي معظم وقته على الأرض، ولكنه يبحث عن مكان عالٍ ليغني من أعلاه يتميز ذكر هذا الطائر أسود اللون بمنقار أصفر- برتقالي وعين دائرية، بينما تتميز الأنثى بريش أسود- بني اللون، تبيض الأنثى بحد أقصى 9 بيضات، وعادة ما يتراوح البيض ما بين 3 إلى 5 بيضات، وتحتضن البيض 12 إلى 15 يوماً، ويرعى كل من الأب والأم البيض يوماً في العش، ويستمرا إلى إطعامهم لمد 3 أسابيع أخرى».