يرتبط اسمه بالفرح والحب دائماً في قريته "المزينة" التابعة لمدينة حمص، فهو "بابا نويل" في الأعياد وأخ في الكنيسة وبائع الورد والهدايا في القرية، حرص على أن يحفر اسمه في ذاكرة الأطفال وأن يشارك العاشقين لحظاتهم الجميلة عندما يقصدون دكانه الصغير لشراء الهدايا.

إنه السيد "حنا الخوري" الذي اشتهر بتجسيد شخصية "بابا نويل" بين جميع أطفال المزينة حيث ينتظرونه ليلة العيد بفارغ الصبر ليحصلوا على هديتهم مع ضحكته المميزة التي يقلدها السيد "حنا" بإتقان.

ابتداء من الأيام الخمسة التي تسبق عيد الميلاد نباشر بمساعدة "بابا نويل" من خلال تجهيز مجموعات من الهدايا وتقسيمها على الأحياء حيث يوكل كل واحد منا بحي معين نكون على علم بأسماء أولاده والهدايا الخاصة بهم فنضع الهدايا في كيس كبير نكتب عليه عنوان الحي ليكون مرافقاً لبابا نويل

"مدونة وطن eSyria" التقت السيد "حنا" في أسبوع الميلاد واستعدادته السنوية للقيام بدور "بابا نويل" وذلك بتاريخ 21/ 12/ 2012 فقال:

الطفلة "سارة حنا" مع بابا نويل

«محبتي للعمل مع الأطفال بدأت منذ سنوات بعيدة في كنيسة القرية التي عملت فيها، وكنت منظماً في أخوياتها ونشاطاتها ما دفعني للبحث عن الوسيلة الأمثل لادخال الفرحة لقلوبهم الصغيرة ورسم البسمة على شفاههم بشكل دائم، فلعبت دور "بابا نويل" الذي لم يكن موجوداً في تلك الفترة، أو لم يكن معروفاً في قريتي كشخصية على الأرض».

وتابع: «بدأت حياتي المهنية كبائع ورود واستأجرت متجراً لبيعها بأنواعها المتعددة، ولكن وجود فكرة "بابا نويل" لدي باستمرار دفعتني لمشاركة الورود بألعاب الأطفال داخل المتجر حتى يصبح المكان مقصداً للأطفال، ومنذ حوالي السبعة عشر عاماً طرحت عبارة "بابا نويل يوزع الهدايا" على لافتة صغيرة في متجري ووجدت الإقبال كبيراً، وهكذا بدأت الفكرة تصبح واقعاً ومن ثمّ تقليداً سنوياً بالنسبة لي ولأطفال القرية».

بعض الهدايا الموجودة في متجر بابا نويل

وعن عمله كموزع للهدايا يقول: «أشتري كمية كبيرة ومتنوعة من الهدايا التي تشمل ألعاب الأطفال، الهدايا التذكارية من الأسواق بحيث تلبي كل الأعمار وحتى الكبار ايضاً، ومن ثم أعرضها ليطلع عليها الأهالي الذين يقصدون المتجر لتسجيل أسماء أطفالهم وانتقاء الهدايا مع ذكر عناوين منازلهم التي أحفظها عن ظهر قلب لكوني من سكان القرية ونتيجة خبرتي بهذا العمل، أقوم بعدها بلف الهدايا بأوراق خاصة بالعيد وأكتب عليها عبارات مميزة تسعد الأطفال وصادرة عن شخصية "بابا نويل" سواء بالقصص أو الأفلام مثل "هاهاها... بابا نويل في القرية" أو تميز كل طفل على حدة بحيث أكون قد سألت عنه الأهل سابقاً».

يفرز السيد "حنا" الهدايا تبعاً للأحياء حتى يسهل توزيعها ويساعده في ذلك متطوعون من شباب القرية يتنكرون بملابس العيد وأحدهم الشاب "إيلي" الذي قال: «ابتداء من الأيام الخمسة التي تسبق عيد الميلاد نباشر بمساعدة "بابا نويل" من خلال تجهيز مجموعات من الهدايا وتقسيمها على الأحياء حيث يوكل كل واحد منا بحي معين نكون على علم بأسماء أولاده والهدايا الخاصة بهم فنضع الهدايا في كيس كبير نكتب عليه عنوان الحي ليكون مرافقاً لبابا نويل».

هدايا تم التسجيل عليها للعيد

تحولت العربة ذات الغزلان الخاصة بـ"بابا نويل" الحقيقي إلى سيارة حمراء لمزينة يستخدمها "بابا نويل" وأقزامه (مساعديه) لتوزيع الهدايا بعد تزيينها وتجهيزها بأغاني العيد.

تنتظر الطفلة "سارة حنا" ذات الأربع سنوات جرس "بابا نويل" الذي يشير إلى قدومه وتستعد لاستقباله على باب المنزل لاستلام هديتها مع احتضانه لها والتقاط صورتها السنوية معه وتكافئه بقطع الشوكولا التي توزعها عليه وعلى أقزامه.

الجدير بالذكر أن "بابا نويل" القرية السيد "حنا" يبلغ من العمر اربعاً واربعين عاماً وهو متزوج وله خمسة أطفال.