«كثيرون تغنّوا بالشعر، فنظموا القصائد الطويلة وغاصوا في بحوره، فالشعر في عالمنا العربي موجود بحكم الطبيعة، مرتبط بأقدار الناس، بهمومهم، وفرحهم، ومن لم ينظم الشعر فإنه يستمتع بسماع قصيدة».

بهذه الكلمات بدأ الطبيب الدكتور "محمد سعيد شويخ" حديثه لموقع eHoms عن تجربته في كتابة الشعر، وماذا يمثل بالنسبة له فقال: «مع إدراكي للإيقاع الموسيقي لبحور الشعر، والإحساس بهذا الإيقاع وكيفية عجن الكلمات وتحويلها إلى مقطوعة موسيقية، كانت البداية لي في كتابة الشعر وذلك تقريباً منذ عشرين عاماً، فكانت النظرة إلى الشاعر على أنه ملاك قادم من السماء، وقلّما يتمتّع بشر بهذه الموهبة، فالشعر ينقلك من مرتبة إنسانية عادية إلى مكانة مرموقة ومتميزة بين البشر، وأنا أرى أن الشعر أصدق تأريخ لمرحلة تاريخية محددة يعيشها الشاعر بتفاصيلها على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فالذي يريد أن يقرأ التاريخ قراءة جيدة فليقرأ الشعر أو الأدب، كما أنه أيضاً تصوير لما يعانيه الشخص من ألم وفرح لرصد تفاصيل الحياة».

تأثرت في شكل القصيدة، بحكم أنها تشبه تيارا جارفاً سواء من ناحية إيقاع شعر التفعيلة أوالشعر النثري

وعن الموضوعات والأنواع الشعرية التي يتوجه إليها الشاعر "شويخ" بكتاباته يقول: «وجّهت قسما كبيرا من الشعر الذي كتبته إلى الغزل خلال المرحلة الجامعية وخاصة قبل الزواج، حيث ترى المرأة وكأنها ملاك، وفي تلك المرحلة تُعتبر مصدر الإلهام للمعاني الجمالية في الشعر.

كما أنني كتبت الشعر الملتزم لكن على نطاق ضيق، من خلال قسم يختص بنقد الخطأ أو السلبيات التي نعيشها، وأيضاً توجهت إلى بعض الشخصيات وهي بالأحرى مهن أكثر من كونها أشخاص، وموضوعها تمحور حول التضحيات التي تقدمها هذه المهنة وإبراز إيجابياتها».

أما من ناحية التأثر الشعري يضيف الدكتور "شويخ" قائلاً: «تأثرت في شكل القصيدة، بحكم أنها تشبه تيارا جارفاً سواء من ناحية إيقاع شعر التفعيلة أوالشعر النثري».

وأضاف: «الشعر الذي كتبته قديم وحديث، أما القديم فهو شعر خطابي يلاقي أصداءه أكثر في الريف وفي المجتمعات المحافظة ودائماً يحدد إمكانية الراحة في توالي الكلمات بحيث يُبذل جهد كبير أحياناً لبناء بيت واحد من الشعر القديم، أما بالنسبة للشعر الحديث فأجد سهولة في كتابة قصائدي فيه، حيث يتفرغ الشاعر إلى رسم الصور الجميلة بعيداً عن قيود القافية دون تشويه للغة الفصحى فهو يحوي كلمات أقرب إلى العامية مع احتفاظها بكونها فصحى، ومعظم الناس يميلون حالياً إلى الشاعر الحديث لبساطته وقربه من الناس».

وعلى صعيد مشاركاته وأعماله الشعرية المنشورة والغير المنشورة يخبرنا الدكتور "شويخ": «الشعر الذي كتبته نشرت قسماً منه في المجلات والجرائد مثل مجلة "الجندي العربي"، و"جيش الشعب"، ومجلة "الشرطة"، وجريدة "العروبة"، إضافة إلى الأمسيات الشعرية في المراكز الثقافية، ولي اشتراك في رابطة الخريجيين الجامعيين "بحمص"، لكن إلى اليوم لا يوجد لدي ديوان منشور، بالرغم من وجود أكثر من ديوان عبارة عن مخطوطات، وقد بقي الشعر لدي هواية، وأنا لم أفكر بالاحتراف».

وبالنسبة لأبرز المهرجانات الشعرية التي شارك فيها، وأبرز الجوائز التي حصل عليها الشاعر "شويخ" يقول: «شاركت في مهرجان أدبي شعري في "جامعة دمشق" عام /1994/، وحصلت على الجائزة الأولى مناصفة مع الشاعر "مأمون المرعي"».

وخلال لقائنا معه اقتطف الشاعر "شويخ" بعضاً من أبيات قصيدته "حسرة شاعر":

تبدّل الزمن المعطاء بالشرر

ولم تعد صافي الألحان يا وتري

عندي خمائل زهر الرّوح تحرسني

وفيض تضحيةٍ في الحبّ للبشرِ

إن شئتَ فاسألْ غَرِيدَ النهر عن خُلُقي

وكلّم النجمة الزهراء عن وقِرِ

وسل غيوم السما السوداء عن كرمي

واهمس إلى الشمس: هل أخشى من الخطر

قالت زهور الأقاحي إذ رأت شفتي:

من أطربَ النفس والأعماق في السحر؟

والبيلسان تهادى ضائعاً شدياً

يقبّل الخد منّي بالندى العَطِرِ

الجدير بالذكر أن الدكتور "محمد شويخ" من أهالي منطقة "تلدو" في محافظة "حمص"، ويعمل حالياً كرئيس للمركز الصحي في بلدة "تلذهب".